في معظم دول العالم، تكون السياحة فرصة للاستجمام والراحة والسكينة… أو ربما للمغامرات. أمّا في إسرائيل فثمة سياحة من نوع آخر، تتطابق مع المفاهيم العنصرية والإرهابية للكيان الصهيوني.
سياحة الإرهاب الإسرائيلي تتمثل اليوم، في مخيمات خاصة، منتشرة في الأراضي المحتلة، وتقدم للسيّاح القادمين من كافة أصقاع الأرض، فرصة افتراضية لـ”قتل إرهابيين” فلسطينيين، في مقابل 115 دولاراً !
في تلك المرافق “السياحية”، يمكن للزوار التدرب على طريقة جيش الاحتلال الاسرائيلي، عبر محاكاة ظروف قتالية متعددة، بما في ذلك تفجير افتراضي في أحد أسواق القدس المحتلة، عمليات قنص، أو حتى هجمات أمنية.
وبحسب صحيفة “هآرتس” الصهيونية، فإن هذا “المعسكر التدريبي، الذي تستغرق نشاطاته نحو ساعتين، هو هو “دعاية جزئية” و “تسلية جزئية” يوفر للمسافرين “تذوّق التجربة العسكرية الاسرائيلية”.
ويعتبر مخيم “كاليبر 3” في مستوطنة غوش عتصيون، في الضفة الغربية المحتلة، الأكثر شعبية في تلك المعسكرات السياحية “المناهضة للإرهاب”.
هذه المنشأة أقامها العقيد في الجيش الاسرائيلي شارون غات في العام 2002، وقد ألهمت آخرين في إسرائيل، لتطوير منشآت مماثلة. وبحسب غات فإن ما بين 15 و25 ألف سائح يزورون “كاليبر 3” سنوياً، وغالبيتهم من اليهود الأميركيين.
ويقول القائمون على تلك المنشأة، عبر الصفحة الترويجية الخاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، إن “شركة (كاليبر 3)، تأسست في العام 2002، على يد العقيد شارون غات، الذي كانت لديه رؤية لتصميم وتطبيق حلول أمنية فعالة على الصعيد العالمي”.
ويضيف التعريف: “في العام 2007، أنشأت الشركة أكبر وأرقى مرفق التدريب حتى الآن – أكاديمية كاليبر 3 لمكافحة الإرهاب والأمن في عفرات، خارج القدس مباشرة. وهذه الأكاديمية معتمدة من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية ووزارة الأمن الداخلي ووزارة التجارة والصناعة. وهي تعد اليوم واحدة من أكبر وأعرق أكاديميات التدريب في إسرائيل”.
وتشير الصفحة الترويجية إلى أن شركة “كاليبر 3” تعمل “بالتعاون الوثيق مع جيش الدفاع الإسرائيلي في ميدان مكافحة الإرهاب. وقد عملوا معا على عمليات تدريب رفيعة المستوى للهجمات الارهابية المحتملة فى المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية مثل المدارس ورياض الاطفال ومراكز التسوق والمؤسسات العامة الكبرى. وتعمل الشركة أيضا بشكل وثيق مع الشرطة الإسرائيلية والعديد من الوكالات الحكومية الأخرى، بما في ذلك وزارة الأمن الداخلي”.
وعبر صفحتها على الانترنت، تقول شركة “كاليبر 3” أن لديها برامج خاصة للسياح: “سواء كنتم ضمن عائلة، أو مجموعة أصدقاء، نحن نقدم إليكم كل ما تحتاجونه لنشاط مثالي… بإمكانكم الاختيار بين المغامرات القتالية، الرماية، تدريبات البقاء على قيد الحياة، أو حتى الدفاع عن النفس”.
هذه المنشآت “السياحية” التي تتجاوز الأغراض “الترفيهية”، بحسب ما يقرّ القائمون عليها، تستهدف، في حقيقة الأمر، خلق مناخ من الكراهية للفلسطينيين، وتعميم البروباغندا الإسرائيلية، التي تسعى إلى تصوير المقاومين على أنهم “إرهابيون”.
والخطير في الأمر، أن جمهور تلك المنشآت، لم يعد مقتصراً على اليهود الأميركيين، بحسب الاحصاءات، فقد اجتذبت مؤخراً الكثير من السياح، غير الأميركيين، سواء من البرازيل والأرجنتين، أو من فرنسا وايطاليا وروسيا والصين، بما في ذلك الذين يأتون إلى الأراضي المحتلة للحج في المناطق المقدسة.
والجدير بالذكر أن هؤلاء السياح يستخدمون في أنشطتهم داخل تلك المخيمات الأسلحة الحقيقية، ويتلقون الإرشادات من جنود سابقين أو ضباط متقاعدين، بحسب ما تشير صفحة “كاليبر 3″، التي لا تفوّت فرصة التذكير بأن هؤلاء الجنود والضباط السابقين “يتفاعلون معكم، وبإمكانكم أن تستمعوا إلى قصصهم حول الأماكن التي خدموا فيها، والعمليات التي نفذوها، والتي سبق أن سمعتم بها عبر وسائل الإعلام فحسب”!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق