"طلاب الكلية الحربية يعرفون تمامًا أنهم قادة المستقبل، وأنهم الوزراء،
والمحافظون، والسفراء، ورؤساء الجمهورية، والمديرون".. هكذا أكد اللواء
أركان حرب عصمت مراد، مدير الكلية الحربية في تصريحات صحفية سابقة، وما حدث
أمس السبت في تعيين 11 محافظًا جديدًا غلب على تشكيلهم وجود نسبة 90% من
جنرالات الجيش والشرطة.
وضمت القائمة اللواء محمد عبد القادر عبد الظاهر، رئيس هيئة ميناء البحر
الأحمر، محافظًا للإسكندرية، واللواء أحمد حلمي الهياتمي، مستشار الطرق
بالقوات المسلحة، محافظا للسويس، واللواء عادل محمد إبراهيم الغضبان، قائد
تأمين قوات المجرى الملاحي، محافظا لبورسعيد، واللواء مجدي فؤاد حجازي،
مساعد وزير الدفاع، محافظا لأسوان، واللواء خالد محمد سعيد، القائد السابق
لمدفعية الجيش الثالث، لمحافظة الشرقية.
كما ضمت عددا من لواءات الشرطة، منهم اللواء كمال الدالي، مدير أمن
الجيزة السابق، محافظا للجيزة، وأحمد ضيف صقر، رئيس مباحث أمن الدولة
السابق بمحافظات أسوان والمنيا والسويس، محافظًا للغربية، والسيد إبراهيم
عبد النبي نصر، أحد قيادات جهاز الأمن الوطني، محافظًا لكفر الشيخ، ورضا
محمد محيي الدين فرحات، محافظًا للقليوبية.
وذكر خبراء أن طريقة اختيار المحافظين تعتبر نفس طريقة نظام مبارك مع
اختلاف الظروف، والأجهزة الأمنية هي التي تتحكم في اختياراتهم سواء كانوا
من جنرالات الجيش والشرطة أو غير ذلك، لافتين إلى أن اختصاصات المحافظ
متداخلة مع كثير من الوزارات، وملتبسة في النظام التنفيذي المصري العجيب،
والعشوائية هي السمة الغالبة في ذلك.
تعيين الجنرالات محافظين عادة لم تنقطع
قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إن
تعيين عدد من الجنرالات السابقين محافظين عادة لم تنقطع من قبل 2011،
لافتًا إلى وجود توقعات بأحداث إرهابية في ذكرى ثورة 25 يناير ومن الطبيعي
أن ذلك لحفظ الأمن والنظام.
وأضاف صادق، في تصريحات خاصة، أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كان
يُعين لواءات الجيش والشرطة في المناصب القيادية لحفظ النظام ورغم ذلك فشل
وسقط نظامه، ولكن تحدث الآن من أجل حفظ الأمن.
وأوضح صادق، أن عسكرة المحافظين تكرار لنظام مبارك ولكن الظروف مختلفة،
لافتًا إلى أن مصر تمر الآن بظروف صعبة وليس لنا بديل غير ذلك في ظل مواجهة
الإرهاب، ومن الممكن أن تحدث اضطرابات عمالية بسبب الأحوال الاقتصادية مع
الوقت.
الأجهزة الأمنية تتحكم في اختيار المحافظين لأكثر من ثلاثة عقود
قال الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية
والاستراتيجية، إن طريقة تعيين المحافظين الجدد تعتبر إعادة إنتاج لنفس
الطرق السابقة لأكثر من ثلاثة عقود، وكل حركة محافظين هي إعادة إنتاج
لسابقيها بلا رؤية أو تصور أو معايير.
وأضاف عبد المجيد، أن الاعتبارات الأمنية هي السائدة في اختيارات
المحافظين منذ عدة عقود سواء كانوا جنرلات في الجيش والشرطة أو ليسوا كذلك،
لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية هي التي تتحكم في اختياراتهم.
وأوضح أن اختيارات المحافظين وفقًا للأجهزة الأمنية موجودة منذ زمن طويل
وبلغت أشدها في الفترة الأخيرة، وازدادت وضوحًا بشكل كبير في حركة تعيينات
المحافظين الأخيرة.
أشار عبد المجيد، إلي أن اختصاصات المحافظ متداخلة مع كثير من الوزارات،
وملتبسة في النظام التنفيذي المصري العجيب ولا يوجد تحديد واضح في أين
يبدأ عمل المحافظ أو ينتهي، لافتًا إلى أن الموضوع بالكامل عشوائي في دور
المحافظ وصلاحيته.
البرلمان، التحرير
البرلمان، التحرير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق