3 أجهزة أمنية تعمل في حقل السياسة.. ونواب البرلمان يشبهون الباعة الجائلين
السيسي ابن الدولة .. ولا علاقة له بالثورة
السيسي ابن الدولة .. ولا علاقة له بالثورة
صاحب مصطلحات غريبة ولكنها معبرة عن الحالة التي تمر بها بلاد،
وصف الاستحقاق الأخير من خارطة الطريق بأنه «ميني شعب انتخب ميني برلمان»،
لديه العديد من التحفظات على الوضع السياسي الراهن، لدرجة أنه يرى أن
السياسة غائبة بشكل تام عن مصر، إنه الكاتب الكبير عبد الحليم قنديل، والذي
يفتح قلبه لـ «التحرير»، لطرح رؤيته في كافة الأمور والمسائل المُثارة في
الشارع المصري، وإلى نص الحوار:
* ما رأيك في الأزمات التي وقعت بين نواب البرلمان قبل انعقاد أولى جلساته؟
- كل ما يمكن قوله إنهم افتتحوا السيرك مبكرًا، وسبق أن نصحت القنوات
التليفزينوية بأن تتسابق لشراء جلسات البرلمان؛ حيث سنكون أمام عروض سيرك
حقيقية ليست وهمية، وبصدد كوميديا سوداء، فسيكون البرلمان وسيلة لفك
الاكتئاب العام الموجود في البلد، والحقيقة أنه لا توجد سياسة في مصر، إذ
أن نظام المقاولة حل محلها، ودخلت أطراف من جماعة «البيزنس»، والأمن في
سباقات البورصة تنافسية لا نهائية، لكن جماعة «البيزنس» مفرقة وجماعة
الأمن أيضًا.
*وما تفسيرك لاختلاف الرؤى الذي ظهر بين محمد بدران وسيف اليزل؟
- هذا الأمر وقع نتيجة تعدد المتعهدين الأمنيين، وفي وقت سابق كان يوجد
جهاز أمني واحد في حقل السياسة، أما الأن توجد 3 أجهزة أمنية تعمل في حقل
السياسة، ولا يوجد عنصر ضبط مركزي، كما يوجد تداخل بين جماعة الأمن وجماعة
«البيزنس»، وحصل «ساويرس» على أعلى الأصوات باسم أحزاب المقاولات لثلاثة
عناصر رئيسية في ظل التصويت المنخفض، المال والإعلام والكنيسة، وكانت نسبة
40% من التصويت طائفي، والغريب أن هيئته البرلمانية حين اجتمعت عينت ضابط
شرطة رئيسًا لها، كان عضوًا في برلمان أحمد عز 2010 .
المفارقة تعيين هذا الشخص وهم في حالة تصارع مع الطرف الأخر الذي مركزه
جماعة الأمن، ونكتشف في النهاية أن جماعة الأمن بيدها خيوط أكبر من جماعة
البيزنس، وهذا سيؤثر دائمًا على الحركة اليومية للبرلمان، ولن يكون هناك
خبر نهائي داخل البرلمان، وستسمر لعبة القط والفار بين جماعات البيزنس
والأمن وهو ما سيؤدي إلى الفوضى في البرلمان، كما أن الاضرابات الاجتماعية
التي لن تجد تمثيلاً لها في البرلمان ستدفق إلى الشارع، والأعمى لديه
القدرة على رؤية هذا الأمر ، لاسيما أن ظاهرة الاضرابات العمالية عادت
بقوة، ويمكن القول إن أزمة هذا «الميني برلمان»، لن تحدث بمقابلها خلع
سياسي كحالة مبارك ومرسي، بل ستُحدث تدفق في الغضب الاجتماعي، وهو ما سيدفع
الغضب الصامت الذي عبرت عنه المقاطعة أن يتحول لغضب ناطق ولكن بطريقة
اجتماعية من خلال الاضرابات.
* هل ترى خلافات بين مجموعات الأمن التي تتحدث عنها؟
- توجد فوضى بين جماعات الأمن، ولابد أولًا من التأكيد على أن «مستقبل
وطن»، ليس شباب وقصته معروفة، حيث أنه مدعوم أمنيًا ورجل أعمال يتولى
الدفع، وهذا هو المقصود بالتداخل بين جماعات البيزنس والأمن، وسبق لأحد
النواب أن قال لـ «بدران»: «أنا ماينفعش أشغلك في مزرعتي»، أما من يقوم
بدور المعارضين مثل ساويرس وهو عميد رأسمالية المحاسيب في مصر، سنكتشف في
النهاية أنه يختار ضابط شرطة من جماعة أحمد عز، في الوقت الذي يحدث تنكيل
لعماد جاد، نحن لسنا في صدد سياسة، وإنما موارد نفوذ عارية، وما حدث في
البرلمان من تدفق أموال لا يجب أن نطلق عليه مالًا سياسيًا لأن المقصود منه
أنه المال الذي يخدم مصالح معينة، لكن نحن أمام مصالح عارية لا تغلف نفسها
في إطار سياسي، والرئيس يحرص شكليًا على أنه خارج الصورة.
* وهل ترى الرئيس بالفعل خارج المشهد؟
- السيسي ليس خارج صورة لعبة القط والفار، لكن دعنا نتفق أنه لا أحد
يرسم الصورة، فعلى سبيل المثال، نحن نعمل في مجال الإعلام، وهذه الأجهزة
تتدخل في أعمالنا، نحن أكثر جورنال يصادر مصادرة صامتة مثل المسدس المكتوم،
ويوجد تدخل لكن ليس الغرض منه استبدال شئ بشئ، لكنه تدخل فيزيائي، مشكلة
هذا الكلام أنه يتم بعد 5 سنوات من ثورة 25 يناير التي يعد انجازها الوحيد
وعي المصريين.
* وهل يؤمن الرئيس السيسي بثورة 25 يناير؟
- الثورة مشكلتها أنه ليس لديها حزب ينقلها من الميدان إلى البرلمان،
وهذه فكرة جوهرية، والفجوة بين الثورة والسياسة واضحة جدًا، وستظل تعاني من
ذلك، الرئيس السيسي ابن الدولة وليس ابن الثورة، ودعنا نتفق على أن الدولة
أصابها خراب يوازي الخراب الذي أصاب المجتمع خلال 40 عامًا، قلت بوضوح قبل
وصوله للسلطة إن هذا الرجل هو الأنسب لتقلد المنصب في هذه اللحظة دون أن
يعني ذلك انتصارًا للثورة التي ستظل يتيمة ما لم تبني حزبها السياسي،
الرئيس السيسي ليس متآمرًا على الثورة لكنه في الأساس ابن الدولة، ومشكلة
الثورة يحلها أهل الثورة.
* لماذا تم التنكيل بكل المحسوبين على ثورة يناير من وجهة نظرك؟
- اتفق مع هذه المسألة، فما زال يتم التنكيل بكل المحسوبين على ثورة
يناير، في إطار صراع «اجتماعي ـ سياسي»، وبعد الثورة حصل مفارقة أن جماعات
من الثورة المضادة هى التي تحكم، حيث وصل الإخوان إلى السلطة، وأنصار
الثورة يتصورون أنه لابد من وكيل ينتصر لهم، وأتمنى إخلاء سبيل آلاف
المحتجزين في السجون المدانين في القضايا البعيدة عن الإرهاب.
وهل يهتم الرئيس بهؤلاء؟
السيسي استجابته ضعيفة لشباب الثورة الذين في السجون، ولم يفرج إلا عن
عدد قليل منهم، ويوجد مظالم هائلة، وكل الإجراءات التي قام بها رمزية، لكن
فكرة إنه إذا تم الإفراج عن الشباب الذي يقبع في السجون ستحدث ثورة لا أتفق
معها، وكل ما أريد قوله إن: «السلطة على محطة مصر»، بمعنى إنه في محطة مصر
ستجد الملتزم الذي دفع التذكرة وأيضًا اللصوص الذين يفتشون في الحقائب،
والبعض الذي يهرب من دفع التذاكر، حيث توجد فوضى، والرئيس عنصرًا فيها ،
ونحن بصدد رئيس يحكم بنظام قديم، وتوجد حالة شلل جوهرية، وهو لم يأخذ أي
إجراء حتى الأن، وحتى تصبح السلطة خالصة له فهو بحاجة إلى مذبحة مماليك.
هل تقصد أن السلطة ليست خالصة في يد الرئيس؟
السلطة ليست خالصة في يد الرئيس، ونحن نلخص السلطة في مفهوم شخص يوقع
على أوراق، لكن في الحقيقة توجد معركة كبيرة جدًا، حيث أن كل القنوات
الفضائية تابعة لمجموعات رأسمالية المحاسيب، وعناصر الضغط الذي يقوم بها
هؤلاء كبيرة، كما توجد حركة تهريب واسعة للأموال خارج البلاد، ولم يخلص
هؤلاء للرئيس لضخ أموال في صندوق «تحيا مصر»، ورأسمالية المحاسيب الموروثة
من نظام مبارك هى المسيطرة وتواصل معاركها بإصرار، وأخر معاركها شراء
البرلمان.
المصدر التحرير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق