الأحد، 13 ديسمبر 2015

ملف صادم من الموقع المغربي ديريكت تيفي :مغربيات في فخ "الدعارة" الخليجي قصص مؤثرة (الحلقة الأولى)

أن تهجير مغربيات لامتهان الدعارة بالخليج العربي أضحى بمثابة بركة آسنة فاحت رائحتها.. وأغلبهن دفعهن الفقر والانبهار بالبتر ودولار وأمراء النفط وحلمن بالعيش الرغيد لكنهن سقطن في هوة جحيم لم يكن لهن ببال. بعد وعود كاذبة بفرصة عمل شريف وجدن أنفسهن في قلب سوق الدعارة.



إن فرض امتهان الدعارة بالخليج العربي على مغربيات غرر بهن أضحى الآن شكلا من أشكال "العبودية الحديثة"، فأجساد المغربيات أصبح لها وسطاء وتجار وزبناء بمختلف دول الخليج.


فحكايات المغربيات المغرر بهن تشكل حقيقة مرة، وهي أكبر من أن توصف. فقد لا يصدق المرء وجود عبيد وجواري في القرن الواحد العشرين، وحالات جملة منهن هي حالات استرقاق الناس بامتياز، إنها وضعية مغربيات أرغمن على الدعارة، وكل حكاية من حكاياتهن تخفي وراءها مآسي إنسانية.


الرحلة إلى الجحيم         


تبدأ رحلة العذاب مع السفر والصعود إلى الطائرة بإحدى مطارات المغرب، فقد تعتقد الكثيرات أن الحصول على عقد عمل بإحدى دول الخليج سيرفع رأسهن بين أقرانهن بالمغرب، لكنهن بمجرد معاينة الواقع الذي ينتظرهن ويكتشفن أنهن انخدعن وبسرعة، ويبدأن في تذوق طعم المآسي، بمشاهدة أفظع وأدهى من الواقع المر الذي كن يعشنه في وطنهن وبين ظهرانيه. وعهدهن الوسيط أو الوسيطة بأجر مغر لكنهن لم يذقن إلا التجويع والمهانة والتنكيل والعري والحرمان حتى من الضروريات على امتداد مرحلة قد تطول أو تقصر حسب من يتحكمون في أنفاسهن هناك. لقد عشن مآسي إنسانية في أجلى مظاهرها، كل شيء بيد شخص يتحكم في رقابهن، وفي أدنى حركاتهن وسكناتهن، إن لم يطعمهن متن جوعا وإن لم يروهن انتهين عطشا، يعيد على مسامعهن ليل نهار، نفس اللازمة: خلاصكن في إسعاد الزبناء، وآنذاك كل طلباتكن مستجابة. قبل بداية الرحلة إلى الجحيم قد يساور إحداهن بعض الشك والارتياب، لكن بريق الوعود وفرصة الشغل "المحترمة" بأجر لم يسبق أن حلمت به بأرض وطنها تمحو كل شكوكها، لكن بمجرد نزولها بالمطار الخليجي تقتاد إلى المكان المخصص للاستقبال المهيأ سلفا، ومن هنا تبدأ المحنة و "السقوط إلى الهاوية".


ماذا يخبئ "فردوس الخليج" للفتيات المغربيات؟ وما هي المخاطر التي تهددهن؟ فمنذ وصولهن إلى البلد المضيف تعيش الضحايا ظروفا تعسة ومروعة، وغالبا ما تكون استضافتهن بالاعتداء البدني لجعلهن يعشن في خوف دائم ومستدام من القوادين والقوادات المسيطرين على أوكار الدعارة. ويتعاملون مع منهن من تسلك سبيل التمرد بطريقة أقسى وأشد مع ممارسة مختلف أشكال الابتزاز.


وتكفي مدة 20 يوما على أكثر تقدير لتكسير عزيمة أقوى المغربيات شخصية هناك وجعلها عجينة طيعة بين أيدي القوادين والقوادات بالخليج، أي سلعة للاستهلاك. تسلب الصفة الإنسانية من المغربيات المغرر بهن لتطويعهن قصد الامتثال لأوامر القوادين والأشخاص الذين يحرسونهن، وبذلك يفتقدون قدرة امتلاكهن لذواتهن وتصبح أجسادهن سلعة، والسلعة طبعا هي ملكية صاحبها، أي القواد أو الوسيط أو القائم على الشبكة. ومن المعلوم أن سلطة القواد أو القوادة على المغربيات المغرر بهن بالخليج ترتكز بالأساس على العنف والترهيب والحرمان والتحكم في حياة الضحية. وقد يتم الاعتماد كذلك على دفعهن إلى الإدمان على المخدرات كسبيل من سبل التحكم فيهن وجعلهن "آلات" لإنتاج متعة كل من يدفع المقابل المادي. ويحرص القوادون على أن لا تربط المومس أي علاقة بالحي والمدينة التي تمارس فيها الدعارة لأن عزلتها تسهل التحكم فيها أكثر.





ولهذا يعتمد القائمون على شبكات الدعارة بدول الخليج على تنقيل المغربيات من مدينة إلى أخرى أو من وكر إلى آخر حتى لا تتمكن من نسج علاقات اجتماعية من أي نوع، ما عدا علاقاتها بالزبناء. وتقول "صفية" في هذا الصدد: "بمجرد وصولي إلى الخليج حجزت في غرفة وتعرضت للاغتصاب.. دخل علي 5 أشخاص وقفلوا الباب ومارسوا علي الجنس بوحشية الواحد تلو الآخر، وكلما صرخت أو حاولت المقاومة أو الرفض صفعني أحدهم.. ودام هذا الحال على مدار أسبوعين دون أن أغادر المنزل الذي احتجزت فيه... وخلال هذان الأسبوعين كان موعد الدورة الشهرية ففرضوا علي تناول أقراص لإيقافها.. ومر شهران ولم أتمكن من رؤية معالم الحي الذي أتواجد به بدبي ولو عبر النافذة".


فعلا، من أساليب الترويض والإجبار على ممارسة الدعارة، الاغتصاب الجماعي باستعمال العنف وبطرق بشعة.


وأغلب الفتيات المغربيات المغرر بهن واللائي أجبرن على امتهان الدعارة بالخليج يعتبرن أن اغتيال عفتهن وتعرضهن للاغتصاب والتنكيل والحرمان وسوء المعاملة عموما جرفهن إلى الانصياع وراء مطالب القوادين بقبولهن "بيع أجسادهن". كما أن أغلبيتهن الساحقة صورن في أوضاع مشينة واستعملت التسجيلات لإرغامهن على الطاعة العمياء.





ومن الملاحظ أن أغلب الفتيات المغربيات ضحايا مافيا الدعارة بدول الخليج، خلافا لما هو الأمر بخصوص المهاجرات إلى أوروبا لهذا الغرض، أميات وضعيفات المستوى ويبدو أن هذه الخاصية مرغوب فيها بدول الخليج. وبفعل تكاثر المغربيات المرغمات على امتهان الدعارة بالخليج برزت مؤخرا ظاهرة بيعهن من طرف شبكة لشبكة أخرى، وهذا ما أفادت به أكثر من ضحية، إذ تم تسليمها لأناس آخرين وفي مكان آخر غير الذي كن يمارسن فيه الدعارة.

ليست هناك تعليقات: