شر لا بد منه حين تكون موظفاً حكومياً أو كادحاً في عمل لا يكاد يفي بأساسيات حياتك.. تذهب ولسان حالك يقول: الحمدلله على هذه النعمة.. لتعود بنقمة الأخطاء الطبية والعذر: «الطبيب إنسان يخطئ ويصيب» وبالمثل المعروف «ما في شي ببلاش إلا العمى والطراش»
إنها المستشفيات الحكومية ومثيلاتها من الخاصة، فالذريعة هي الكم الهائل من المراجعين والمستفيدين، ويكفينا بأننا أفضل من الصومال.. وغيرها من الأعذار التي يراها المواطن إجحافا في حقه وامتهانا لكرامته؛ وبالرغم من الكلام الدارج بأن هناك رقابة جديدة على المستشفيات وتغيير في برتوكولاتها للأفضل.. فالأمر ما زال على حاله؛ وأتساءل: هل تحتاج المعاملة الإنسانية والرد الحسن على الاستفسارات والمراجعين لبروتوكول؟!
أثناء زيارتي لبعض تلك المستشفيات لاحظت الكثير من الأخطاء والتقصير، خاصة في قسم الولادة من أعطال في المرافق الصحية، وازدحام الأسرة بالأمهات؛ لتصل إلى اثنتين في السرير الواحد أحيانا «واللي مو عاجبها تطلع تشوف مستشفى تاني» ناهيك عن المعاملة السيئة من بعض الممرضات وعاملات النظافة، التي تطلب من المريضة رفع حقائبها عن الأرض بنفسها، وإلا فلن تقوم هي بتنظيف المكان! دون الأخذ بعين الاعتبار حالتها الصحية وعدم قدرتها على الحراك وإقصاء مرافقتها؛ والاهم من ذلك هو عملية تقطيب الوالدة دون تخدير وكأن على الأم أن تقاسي ألم المخاض وألم أقسى من نوع آخر.
برأي الدكتورة ا.ع، بأن هذه جريمة كبيرة بحق المرأة، فالأمر لا يتعدى إبرة مخدر واحدة تريحها من آلام شديدة تفوق الم المخاض، وكأنهم برأيها اعتادوا أن يروا هذا الشعب يتألم ويصرخ.
فقد ذكرت لي إحداهن بأنها وبعد معاناة شديدة ومقاساة لألم المخاض، وإصابتها بتسمم حمل، قاموا بتقطيبها دون تخدير وبطريقة خاطئة وبالرغم من شعورها الشديد بالألم وصراخها، كانت الطبيبتان تتبادلان أطراف الحديث وتضحكان وكأن لا شيء يحصل بين أيديهن!
إنه كل شيء حكومي.. قصة الحكم والجلاد.. فإن كنتُ كتبت اليوم بهذه الحدية والألم؛ فهو لطرق أبواب الأمل، عسى أن نصل لوضع أفضل وأرحم ليس فقط من الصومال بل من دول كثيرة متقدمة.. فلسنا نطلب تفاحا يغني ولا رمانا يرقص بل معاملة إنسانية بلا مقابل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق