متابعة وترجمة هشام بكر - أحمد عبد القادر
جيسيكا تريسكو
دارد Jessica Trisko Darden أستاذ مساعد للشؤون الدولية
في كلية الخدمة الدولية بالجامعة الأمريكية وزميل من جامعة كيركباتريك في معهد المشاريع
الأمريكية نشرت تقرير صحفي في الواشنطن
بوست .
ولقد لخصت
الحالة في عبارة في صدر التقرير ،وقد حاولت
الولايات المتحدة ذلك دون نجاح : في خطابه
هذا الأسبوع عن خططه لوجود الجيش الأمريكي في أفغانستان, الرئيس ترامب قال انه سيستخدم
التهديد بسحب المعونة الأجنبية لوضع ضغط على باكستان حتى يدعموا المهمة الأمريكية بشكل
أفضل. وبالرغم من عرض اقتطاعات كبيرة من ميزانيات كل من وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية
للتنمية الدولية, إدارة ترامب طلبت740 مليون دولار من أجل المعونة الأجنبية لباكستان,
ولذلك هذا التهديد له وقع كبير. ثم بعد يومٍ واحد انتشر خبر ان وزارة الخارجية تمنع
195 مليون دولار كمعونة عسكرية عن مصر وأيضا نقضت 95 مليون دولار آخرين كمعونة أجنبية,
دليل واضح عن ان إدارة ترامب لديها الرغبة في استخدام المعونة كأداة ضغط.
ولكن التاريخ
يوضح ان استخدام المعونة كأداة للضغط طريقة رديئة للحصول على ما نريد. التهديد بقطع
المعونة شبه مؤكد أن يفشل في تحقيق تغيرات سياسية في مصر او باكستان أو أي دولة أخرى
للولايات المتحدة مصالح إستراتيجية في دعمها.
المعونة الأمريكية
طال إمساكها كالجزرة لمكافئة البلاد التي تتبنى الديمقراطية والأسواق الحرة.
كمثال شركة the Millennium Challenge وكالة مختصة بالمعونة صنعت في عهد جورج دابليو بوش,
كانت تكافئ بالتمويل فقط للدول التي تقوم بتغيرات سياسية واقتصادية ليبرالية. أثناء
الحرب الباردة زيادة المعونة كانت معروضة كمكافئة محتملة للدول الضعيفة كالسلفادور.
أثناء زيارة لهناك من قبل نائب الرئيس في ذلك الوقت والذي كان جروج اتش.دابليو بوش
في اوج الحرب الأهلية, تم وعد السلفادور بزيادة ضخمة في المساعدات العسكرية في مقابل
إزالة القائدين العسكريين المتهمين بجرائم ضد حقوق الإنسان و أيضا ضبط نفس اكثر من
"ارهابين فرقة الموت" الجماعة الموالية للحكومة والتي قتلت الاف من الناس.
بينما بدأ عدد قتلى فرقة الموت في ان يقل, سكون العنف كان قصير المدة. طبقاً لدورية
حقوق الانسان, كان هناك1900 حالات قتل سياسية واختفاءات في السلفادور فقط بعد سنة من
زيارة بوش. وعود المعونة لم توقف العنف, ولكن الكونجرس وافق على طلب ادارة ريجن بمعونة
تقدر ب61.7 مليون دولار لتموين الجيش السلفادوري, الذي كان وقتها على ما يبدو تنفذ
منه الرصاصات.
قطع المعونة
استخدم ايضاً كعائق اما التهديد به او تنفيذه لحث البلاد على ان يعودوا للعمل في وفاق
مع اهداف الولايات المتحدة. في 2010, تم قطع المعونة الامريكية العسكرية عن الكثير
من الوحدات الحربية الباكستانية كعقاب لانتهاكات حقوق الانسان, والتي تتضمن على الاقل
300 حالة اعدامات خارج نطاق القضاء في وادي سوات. في حرب من اجل القلوب والعقول, قتل
المدنين لا يساعد على الاطلاق. ولكن ادارة اوباما قللت من تأثير الاقتطاعات عن طريق
تفويض صفقة مهاربة الارهاب تقدر ب2 بليون دولار في نفس ذات الوقت مع باكستان. في السنة
اللاحقة ادارة اوباما اوقفت 40% من صفقة ال2بليون دولار في محاولة لتأمين تعاون أكبر
من الجيش البكستاني في محاربة طالبان ـــــ نفس الشئ الذي هدد به ترامب.
لماذا تفشل
المعونة في تغيير سلوك الحكومات؟؟
واحد من تلك
الأسباب أن أمريكا تعطي معظم معوناتها الخارجية لبلاد مهمة استراتيجياً للولايات المتحدة.
بلدان مثل مصر وباكستان. نحتاج تعاونهم المستمر في مختلف أنواع المشكلات, وهذا ما يحد
من مقدرا الضغط الذي يمكن أن تقوم به أمريكا عليهم من خلال المعونة. في بعض الاحيان
هناك تطورات خارجة عن إرادتنا. في عام 2005 تم تخفيف القيود عن المعونة لأندونيسيا
بعد ما قام تسونامي بتدمير اجزاء من البلد. وفي اوقات اخرى الاقتطاعات من المعونة تكون
صغيرة جداً لا تلاحظ ولا تهم. في 2015, 5 مليون دولار من المعونة تم منعهم عن المكسيك
بعد الاعدام السريع لـ22 متهم من اعضاء العصابات خلال حرب البلد المستمر على المخدرات.
ولكن ذلك قدر ب15% من الدعم الأمريكي للشرطة والجيش الميكسيكي تحت مبادرة ميرادا. الجيش
الميكسيكي مازال يدعم قوات الشرطة المحلية, ومنذ فترة ليست ببعيدة تم قتل 17 قتيل في
تبادل اطلاق النار, والذي يقترح ان مقدار التغير في الحكومة المكسيكية قليل جداً.
احياناً, قطع
المعونة لا يكون كافياً للإجبار على التغيير. في مالي, ادارة اوباما اوقفت 70 مليون
دولار من المعونة الثنائية(بما يقدر تقريباً بنصف المعونة الامريكية) وذلك كان بعد
انقلاب2012. وزارة الخارجية قالت ان المعونة ستعود بمستوياتها الطبيعية بمجرد استرجاع
الحكم الديمقراطي. زعيم الانقلاب تنازل عن الحكم ولكن الجيش بقى في السلطة. عقدت الانتخابات
الرئاسية بعد اكثر من سنة, بعد تدخل الجيش الفرنسي في البلد.
الضغط على
البلاد من خلال المعونة الخارجية من الممكن ان يبعدهم عن الولايات المتحدة. وذلك الخوف
كان في اوجه خلال الحرب الباردة عندما كان الاتحاد السوفيتي ينافس بكل نشاط على السلطة
والتأثير في البلاد النامية, ولكن يبقى هذا الخوف حقيقاً جداً. في الفلبين حرب الرئيس
رودريجو دوتيرت على المخدرات أدت إلى آلاف القتلى. كرد على ذلك, أجلت الولايات المتحدة
ملايين الدولارات من المعونة الخارجية. دوتيرت رفض ايضاً 280 مليون دولار كمعونة من
الاتحاد الأوروبي لأنه كان يضغط عليه حتى يحسن ويطور أوضاع حقوق الإنسان. المعونة غير
قادرة على شراء تأثير سياسي في الفليبين بعد الآن.
مخاطرة دفع
البلاد التي نحتاج تعاونها أقرب اكثر الى روسيا والصين والسعودية (والذي يملك كل منهم
برامج معونة كبيرة تخصهم) تلك المخاطرة شئ يجب على الكونجرس وإدارة ترامب أخذه بعين
الاعتبار. العلاقات طويلة الأمد كالتي بين الولايات المتحدة وبين مصر وباكستان تحتاج
إعادة نظر اليها. لا شك أن المعونة الخارجية تحتاج ان يتم تعديلها وإعادة تنظيمها حتى
تخدم الصالح القومي بشكل أفضل بدلاً من دعم البلاد التي تقلل من أهدافنا. ولكن التهديدات
الفارغة تضعنا في موقف ضعيف في التفاوض شئ يجب ان يعرف عنه هذا الرئيس بعض المعلومات
ولو حتى نظرياً فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق