الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

الحرب ستندلع بين روسيا وتركيا

ستندلع الحرب بين روسيا وتركيا عاجلا ام اجلا، فالاستفزازات اليومية مستمرة. اول من امس اطلقت سفينة روسية النار تحذيرا لبارجة تركية في بحر ايجيه كادت تصطدم بسفينة روسية، وامس خلال الليل قامت سفينة حراسة روسية بتغيير مسار سفينة تركية تعمل في مجال النفط وغيّرت مسارها، وكل هذا التوتر أدّى الى الغاء زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى روسيا والكرملين كان اول من اعلن الغاء الزيارة.
ثم صدر بيان من تركيا عن الغاء الزيارة في بطرسبورغ بين الرئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين وبين رئيس جمهورية تركيا رجب طيب اردوغان، ويبدو ان هنالك 40 سفينة في البحر باتت قبالة الشواطىء التركية - السورية، وفي اي لحظة يمكن ان تندلع اشتباكات بين بارجة روسية وتركية وينتشر الرصاص على كل البوارج التركية والروسية، وتبدأ الحرب وعندئذ سيتدخل الطيران وسلاح الصواريخ وبالتالي، فان الحرب ستجرّ الويلات على تركيا وروسيا ولكن على تركيا اكثر من روسيا.
في هذا الوقت اعلن الكرملين عن لسان الرئيس بوتين انه يرى ان تحالف روسيا - طهران - العراق - سوريا سيصبح تحالفاً جدياً سياسياً وعسكرياً واستراتيجياً، وبالتالي يؤدّي الى قوة عسكرية سياسية كبيرة في الشرق الاوسط، يواجه مخطط تركيا - السعودية - قطر، مع العلم ان السعودية ليست في صدد دخول في محور عسكري تركي ضد روسيا، لان السعودية تسعى الى علاقات جيدة مع روسيا وتعرف قيمتها الدولية، وتعرف السعودية انها ستخسر كثيرا اذا قامت بحلف عسكري في وجه روسيا، ولا تعود الضمانات السابقة الروسية موجودة بالنسبة الى ايران، وعندئذ ايران ستتصرف وهنا يأتي دور الولايات المتحدة في حماية السعودية من ايران.
الطيران التركي ابتعد عن الحدود السورية - التركية، ولم يعد يحلق في تلك المنطقة، وذلك تجنبا لاي صاروخ من منظومة الدفاع الجوي اس - 400 الروسية كي لا يتم اسقاط طائرات تركية، لان تركيا باتت تعلم من مخابراتها ان روسيا تنوي اسقاط تركية، فابتعدت الطائرات التركية عن الحدود مع سوريا، والطيران الروسي يقصف كل يوم على الحدود السورية ولا تتحرك تركيا بأي عمل لانها لا تريد ان تزداد حدة التوتر بينها وبين روسيا، لكن تركيا تحضر للحرب مع سوريا بطائراتها الـ 400 التي تملكها وهي من صنع اميركي ومن طراز فانتوم ومن طراز اف -16، بينما روسيا تحضّر ايضاً للحرب وتهيىء في البحر اسطولاً كبيراً مع غواصات تطلق صواريخ مجنّحة لتقصف بها تركيا.
لكن سلاح البحرية التركي ليس ضعيفا فهو قوي وقادر على الاصطدام في البحر مع سلاح البحرية الروسي، كما انه في مجال الجو لديه مجال حيوي اوسع من روسيا، لان روسيا محصورة في قاعدة جوية في اللاذقية بينما القواعد الجوية التركية منتشرة في كل تركيا، ولدى تركيا سلاح دفاع جوي ضد الطائرات يمكن ان تستخدمه مثلما تستخدم روسيا منظومة الدفاع اس - 300 ومنظومة الدفاع اس -400.
على هذا الاساس، وبعد التوتر الذي يرتفع يوما بعد يوم، فان الحرب آتية بين تركيا وروسيا، وتركيا التي هي عضو في حلف الناتو او الحلف الاطلسي قديما، تعتقد ان حلف الناتو سيهبّ لمساعدتها وضرب روسيا، وواقع الامر ان الحلف الاطلسي لن يتحرك لمساعدة تركيا لان ذلك يعني حربا نووية اميركية - روسية شاملة، لا تتحملها لا اميركا ولا اوروبا ولا ترى ان سبباً بين روسيا وتركيا يجب ان يشكل دمارا للبشرية كلها، عبر استعمال السلاح النووي، لكنها ستقدم معونات لتركيا بسيطة ووقفة معنوية، اما الموقف العملي فلن يقوم به حلف الناتو بقصف روسيا او قصف القواعد الجوية الروسية سواء في سوريا ام على الاراضي الروسية.
وعلى كل حال، روسيا تحضر لضربة قوية لتركيا خاصة بالصواريخ المجنحة، وتحضّر ضربة جوية بطائرات التوبولوف - 160 وتوبولوف 95 وتحضّر بصواريخ بالستية ارض - ارض غير صاروخ الكاليبار لان روسيا تملك ترسانة صاروخية ضخمة يمكنها ان تقصف كل تركيا، بينما تركيا لديها صواريخ بالستية يمكن ان تضربها على روسيا لكن ليس لديها كمية كبيرة من هذه الصواريخ، وستقع خسائر بشرية كبيرة في اسطنبول وفي انقرة نتيجة ضرب الصواريخ المجنحة عليهما.
ستقوم الطائرات التركية بمهاجمة البوارج البحرية الروسية وستصيبها بصواريخ جو - بحر، وستغلق لها بوارج بحرية روسية في البحر ايضا، نتيجة القصف الجوي، اما في حرب الغواصات فروسيا ستتفوق على تركيا انما لدى تركيا غواصات يمكنها ان تضرب توربيدات ضد البوارج الروسية وتغرقها ايضا، لذلك هنالك الكثيرون يعتقدون ان الحرب محسومة وروسيا ستربحها مئة في المئة، لكن الواقع هو غير ذلك، فان القوى الموجودة قبالة الساحل التركي من قوات روسية هي متكافئة مع القوات التركية، وباستثناء السلاح النووي والصواريخ البالستية لا تستطيع روسيا ان تفعل اكثر من ضرب هذه الصواريخ على تركيا. لكن على صعيد البوارج الحربية والغواصات والطائرات فتركيا في وضع افضل من روسيا، ولدى تركيا صواريخ ارض - بحر يمكنها ان تضربها على البوارج الروسية وتغرقها في البحر. وهذه التقنية اعطتها اميركا الى تركيا منذ 5 سنوات، كما ان لدى تركيا اسلحة دفاع جوي ضد الطائرات تسلمتها من الولايات المتحدة، ولديها ايضا صواريخ باتريوت من هولندا قادرة على اسقاط الطائرات والصواريخ المتوجهة الى تركيا.
كما ان طائرات الـ اف - 16 التركية قادرة على مهاجمة الاهداف البحرية الروسية لذلك تبدو الحرب متوازنة بين روسيا وتركيا قبالة الشاطىء التركي، وهنا خيار بوتين سيكون ضرب صواريخ بالستية تصل الى 4 الاف كيلومتر وخمسة الاف كيلومتر وتضرب تركيا، وسيضرب المدن في تركيا خاصة اسطنبول وانقرة ومحطات الكهرباء ومحطات المياه. وسيحاول تدمير سد اتاتورك ليقيم فيضانا من المياه بمليارات من الامتار المكعبة تجرف قرى ومدناً داخل تركيا ويصل الفيضان الى سوريا بشكل كبير والى العراق.
ومن يدري، فقد يذهب الرئيس بوتين الى ضرب قنبلة نووية على مدينة تركية كانذار قبل ان يضرب قنبلة نووية على اسطنبول او على انقرة، وهنا سيكون السؤال الكبير: هل يتدخل حلف الناتو اذا استعمل الرئيس بوتين السلاح النووي؟ واذا استعمل حلف الناتو السلاح النووي ضد روسيا فهل تقصف روسيا اوروبا بالصواريخ النووية، وهل تقصف روسيا اميركا بالصواريخ النووية، وعندئذ ستردّ اميركا بصواريخها النووية على روسيا. فنحن نتحدث هنا عن دمار البشرية كلها، ونتحدث عن 200 مليون قتيل ودمار مدن كاملة ان لم نقل مليار نسمة قد يموتون في الحرب النووية. لذلك فان كل خطوة سيخطيها الرئيس فلاديمير بوتين عليه دراستها قبل ان يقوم بها، لان تركيا ليست بلدا ضعيفا او بلداً يسلم بسرعة، فهي موصوفة بأنها بلد جيش المليون جندي، ولديها 10 الاف دبابة، ولديها 10 الاف مدفع، ولديها صواريخ ارض - ارض وصواريخ ارض - بحر وارض - جو، لكن في المقابل، رجل مجنون بالحرب، مغامر وقوي ولا يخاف هو الرئيس بوتين وهو اهم من سلاح روسيا، لانه يستطيع ان يأمر بالقصف وبضرب الصواريخ حتى النووي دون ان يتراجع ولا يهاب احدا، بينما الرئيس اردوغان في وضع لا يستطيع ان يستعمل كل اسلحته لانه يعرف انه كلما كبرت الحرب ستخسر تركيا، ويفضّل ان تكون الحرب محدودة مع روسيا بضرب بارجة والرد على بارجة تركية وتنتهي الامور هنا.
الحرب ستندلع بين تركيا وروسيا، وهذا حتماً سيحصل وفق التوتر المتصاعد بينهما. ولكن الى اي حد ستصل الحرب التركية - الروسية لا احد يعرف. هل تصل الى النووي، ممكن، بشكل محصور جدا، وهل تصل الى الصواريخ البالستية التي تدمر مدن، نعم ستحصل بضرب صواريخ كاليبير وصواريخ بالستية الكبرى من دون سلاح نووي من قبل روسيا على اسطنبول وانقرة. وهل ستصل الى ضرب صواريخ اسكندر الشرير الروسي المؤذي جدا، نعم ستصل الى ضرب صواريخ اسكندر الشرير على تركيا من روسيا.
والموضوع غير واضح، وصعب على اي خبير عسكري او استراتيجي او صحافي ان يحدد مدى الحرب، لانه حتى الرئيس بوتين واردوغان لا يعرفان حدود الحرب التي ستحصل، ربما بوتين وحده يعرف ماذا ينوي ان يفعل مع تركيا، اما تركيا فلا تعرف الى اي حد ستصل الحرب مع روسيا.

ليست هناك تعليقات: