الاثنين، 16 نوفمبر 2015

الصحف العربية: دعم لباريس وإدانات للإرهاب مع تبادل الاتهامات

نشرت فرنسا آلاف الجنود في الشوارع الرئيسية 
لا تكاد تخلو صحيفة صادرة باللغة العربية في الشرق الأوسط صباح الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني من استنكار الهجمات المتزامنة التي خلفت أكثر من 129 قتيلا في العاصمة الفرنسية باريس إما على لسان زعماء دولها أو في افتتاحياتها.
 ولم تخل صحف بعض الدول كذلك من توجيه الاتهامات لدول عربية وأجنبية أخرى بدعم الجماعات المسلحة.
أما العناوين الرئيسية فجاءت قوية كالحدث، فقالت الوطن المصرية "العرب في مصيدة 13 نوفمبر/تشرين الثاني"، وقالت الوطن السعودية "الذئاب المنفردة والإسلاموفوبيا تعود لقلب باريس الدامي".
ومن جانبها، قالت الأخبار اللبنانية "بعد الضاحية، التتار يستبيحون باريس"، وقالت المستقبل العراقية "داعش ينفذ غزوة باريس ويهدد ثلاث عواصم أوروبية"، وقالت السياسة الكويتية "قطعان الجهل تضرب عاصمة النور".
تحذيرات ومخاوف واتهامات
وقالت الأهرام المصرية في مقالها الرئيسي إن "الإرهاب الأسود وجه ضربات غادرة إلى قلب أوروبا ليثبت مجددا أن أصابعه ستطال كل مكان في العالم"، واستبعدت الصحيفة أن ينجو أحد "طالما تقاعس البعض عن المساهمة في مكافحته أو حاول البعض الآخر استغلاله في تنفيذ حسابات سياسية معينة" ،وربطت بين الإرهاب وبين جماعة الأخوان المسلمين.
وربط الكاتب محمد آل الشيخ في الجزيرة السعودية بين مشايخ الاخوان والإرهاب هو الآخر، فقال "الإرهاب اليوم له سلاح فتاك لا يمكن السيطرة عليه، وهو (الانتحار) الذي يسميه أساطين المتأسلمين (الاستشهاد)، ومعروف أن من يفتي به هم علماء الدين ذوو التوجه الإخواني".
وقال الكاتب علي قاسم في الثورة السورية إن "الإرهاب الذي أوجع فرنسا وقبلها مناطق مختلفة من العالم، والذي يوجع سوريا والمنطقة منذ خمس سنوات ونيف تقوده أنظمة ودول غارقة في تبنيه ودعمه ومتورطة في علاقة المسار والمصير معه".
أما "الراية" القطرية فقد رأت إن هجمات ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية أو داعش في باريس بعدما أعلن التنظيم مسؤوليته عنها ما هي إلا "امتداد للإرهاب الذي يمارسه النظام السوري ضد الشعب الأعزل، وغض العالم الطرف عن ذلك هو ما أدى إلى هذه الجرائم المروعة وغير الأخلاقية.
وطالبت "بالعمل الجماعي لتقوية العزيمة المشتركة في المجتمع الدولي لخوض الحرب العالمية ضد إرهاب داعش الذي يشكل النظام السوري حاضنة له وإنهاء مأساة الشعب السوري أولا وتخليص العالم من شرور هذا التنظيم".
ومن جانبها، وجهت الخليج الإماراتية أصابع الاتهام إلى تركيا، متسائلة عن السبب وراء "موجة الهجرة المفاجئة الأخيرة التي اجتاحت أوروبا حيث انضم لها الآلاف من إرهابيي داعش وجبهة النصرة الذين انتشروا في القاهرة والعواصم الأوروبية بهدف تحويلها إلى ساحات للإرهاب".
واضافت في كلمتها التي جاءت بعنوان "11 سبتمبر فرنسي" في "سؤال بريء : لماذا تم إطلاق موجة الهجرة الأخيرة، هكذا ومن دون سابق إنذار، رغم أن الأزمة السورية عمرها خمس سنوات؟ أليس هناك من أراد تفخيخهم بالإرهابيين وإرسالهم إلى أوروبا؟".
وعن سبب الإرهاب، قالت الكاتبة حدة حزام في الفجر الجزائرية "من يقتل من في باريس؟ من حقنا أن نطرح هذا السؤال حيثما ضرب الإرهاب، فهذه ثمار الإرهاب، تزرعها الأنظمة وتحصدها الشعوب".
وتابعت "لم يقل لنا هولاند الذي كان أمس، نسخة من بوش يوم 11/ 9، إن كان منفذو عمليات ليلة أول أمس بباريس إسلاميين معتدلين أم متشددين؟ هل تدربوا على يد المخابرات الفرنسية والأمريكية في الأردن وفي العراق وتركيا، لإشاعة الفوضى في سوريا وليبيا وبغداد وكل منطقة استهدفها الاستعمار الجديد تحت كل المسميات؟!".
وتساءلت متخوفة عمن سيدفع الثمن من العرب والمسلمين، فقالت "مَن مِن شعوبنا سيدفع ثمن هذه الجريمة البشعة، إذا كان العراق وأفغاستان دفعا ثمن 11/ 9، فمن سيدفع ثمن ’الجمعة 13 سبتمبر /أيلول‘ الأسود؟"
وقال خالد سليمان في عكاظ السعودية إن الإسلام والمسلمون هم من سيدفع ثمن هذه الهجمات ولذا فالقضاء علي الإرهاب يعتبر مهمتهم. وقال "لقد أصبح الإسلام أكثر غربة وأصبح المسلمون أكثر عزلة منذ رفع الجهاد المتقنع بالإسلام راياته السوداء، ولم تعد معركته مع الكفار، بل مع المسلمين أنفسهم، وباتت هزيمة هذا الإرهاب مسؤولية إسلامية، فهو يستهدفهم من الداخل ويتحول إلى ذريعة لاستهدافهم من الخارج".

ليست هناك تعليقات: