تناولت الصحف الفرنسية الهجمات الإرهابية في العاصمة الفرنسية، باريس التي أدت إلى مقتل نحو 128 شخصا وجرح 300 آخرين.
وقالت
صحيفة ليبيراسيون، التي تنتمي إلى وسط اليسار "لم تشهد فرنسا مثل هذا
المستوى من العنف حتى خلال أشد المعارك ضراوة في أوج الحرب الأهلية التي
شهدتها الجزائر خلال التسعينيات من القرن الماضي. إن القتلة استهدفوا فرنسا
والسياسات التي تنهجها والدور العالمي الذي تضطلع به".
وأضافت
الصحيفة قائلة إن "المواقع، التي أنشئت بهدف الترفيه عن الناس وإقامة
علاقات إيجابية بينهم اختيرت عن عمد لارتكاب هذه المجازر، وهذا يعني أن
أكثر مظاهر الحياة العادية للفرنسيين أصبحت مهددة".
وأضافت الصحيفة
قائلة إنه "من المستحيل عدم ربط هذه الأحداث بالمعارك الجارية في منطقة
الشرق الأوسط. إن فرنسا تضطلع بدورها هناك. يجب أن تواصل القيام بمهمتها
بدون تردد".
أما صحيفة لوبارسيان، فقد حملت عنوانا يقول "هذه المرة، إنها الحرب".
تقول
الصحيفة "بعد مرور إحدى عشر شهرا على عمليات القتل في شارلي إبدو، تجد
فرنسا نفسها مرة أخرى غارقة في أتون الرعب. السيناريو الأسوأ الذي تخشاه
أجهزة الاستخبارات وهو تعرض وسط باريس إلى هجمات متعددة باعتبار أنه يحمل
دلالة رمزية أصبح واقعا معيشا ليلة الجمعة".
وأضافت الصحيفة قائلة إن
"فرنسا التي أصبحت قبل أكثر من سنتين جزءا من التحالف الدولي المناوئ
لتنظيم الدولة الإسلامية ركزت ضرباتها الجوية في العراق وقررت في
ديسمبر/كانون الأول الماضي نشر حاملة الطائرات شارل دي غول في الخليج. لقد
سعى الإرهابيون إلى إعلان حالة الحرب عندما وجدت فرنسا نفسها تواجه مشاهد
تشبه مشاهد نهاية العالم".
صحيفة لوموند حملت عنوانا يقول إن "فرنسا تواجه الإرهاب بقلب مثقل بالهموم لكن بهدوء ورباطة جأش".
تقول
الصحيفة "سيضرب الإرهابيون مرة أخرى: إن الأسلحة التي استخدموها اليوم في
باتاكلان لن تختفي بفضل الهجوم البطولي الذي أظهرته الشرطة هناك...يجب أن
ننظم أنفسنا على المدى البعيد، وليس التوقف عن التبشير بقيم الحرية
والإبداع والانفتاح. إن إغلاق الفضاءات التي أنشئت للترفيه في المدن بشكل
دائم سينمح النصر للإرهابيين".
وقالت صحيفة ليزيكو إنه "بممارسة
الضغوط على فرنسا من أجل حملها على وقف تدخلها في سوريا، فإن الجهاديين
يسعون إلى تحقيق أهداف تنظيم القاعدة الذي عاقب إسبانيا بسبب تدخلها في
العراق في إطار التحالف الذي أقامته آنذاك الولايات المتحدة....لم تتعرض
إسبانيا إلى أي هجمات بعد انسحابها من العراق".
وأضافت الصحيفة قائلة
"إنه يجب التعود على مواجهة المخاطر وليس الرضوخ للضغوط واختيار السبيل
الأسهل في التعامل مع تعقيدات الشرق الأوسط".
أما صحيفة ليكيب
الرياضية فقالت إن الأمن ظل ولا يزال الشغل الشاغل للمنظمين لمباريات كأس
أوروبا في فرنسا عام 2016، ولهذا فإنه في ظل الهجمات التي تعرضت لها باريس
البارحة وهجمات يناير/كانون الثاني (شارلي إبدو)، فإن المخاوف قد بلغت
أوجها الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق