الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

سهيلة نظمى تكتب : التاريخ السرى يفضح كاميرون

يستغرب المصريون من التصرف غير اللائق للحكومة البريطانية برئاسة ديفيد كاميرون واستباقه نتائج التحقيقات ليعلن والسيسى يحلُ عندهم ضيفا تصوره وتكهنه بأن وراء سقوط الطائرة الروسية فى سيناء عملا إرهابيا مما ترتب عليه إجلاء السياح الإنجليز من شرم الشيخ ،لماذا الاندهاش وتاريخ الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس ينضح بوقائع وتفاصيل أن المصالح الخاصة هى الأساس فى سياسة بريطانيا الخارجية .
 وأن المبادئ والقيم ليس لهما مكان،كما تنبيء الحوادث أن بريطانيا تقلبت دائما فى التعامل مع أى أطراف متضاربة ولسنا ببعيد عن اعتذار تونى بلير عن خطأ إتخاذ قرار الحرب على العراق لوجود أسلحة دمار شامل بعد دفاع مستميت عن شرف هذه الحرب ، فى حين أن السير ديفيد كينج المستشار العلمى السابق للحكومة البريطانية وصف حرب العراق فى عام 1999 بأنها «أول حروب الموارد».
من سجلات الإنجليز فى التقلب بين المتضادين أنها وأمريكا تآمرتا لإعادة الشاه لعرشه فى 1953، ثم رفضت طلبه اللجوء إليها بعد إزاحة الخومينى له أواخر السبعينات رغم حديث مارجريت تاتشر عن بعد نظره وخبرته التى لاتبارى، وقد اعترف أحد وزراء بريطانيا بأن هذا العمل لايتسم بالشرف، ولكنها حسابات المصالح من واقع الوثائق الرسمية للمخابرات والخارجية البريطانية التى رفع عنها السرية قالت تاتشر «إن أفغانستان بلد من بلدان حركة عدم الإنحياز العظيمة» وذلك بعد عداء شديد لعدم الانحياز ، وبعد رفضها للإسلام عادت لتقول «إنه بديل جيد للماركسية وإن الحكم الإسلامى مصدَ للسوفييت»، وأشياء كثيرة سوف أتحدث عنها لاحقا. ما يهمنى إثباته أن تصرف كاميرون ليس عدم لياقة بقدر ما هو لعبة المصالح التى تشتهربها بريطانيا، وتكهُنى أن ذلك الأمر له علاقة ربما بطلب استثمارى معين تحفظ عليه السيسى فأرادوا الضغط بهذه الطريقة الفجة ، كما أنه لامجال لإحراج السيسى، لأنه هو من أحرجهم برده فى عقر دارهم وبأدب يليق بحضارة مصر .

المصدر : الأهرام

ليست هناك تعليقات: