بقليل من العقل عليك أن تفكر، من أين تربح “فيس بوك“؟ فالموقع مجاني،
وإنشاء حساب شخصي لك عليه مجانا أيضا، وانشاء صفحة عامة لك أو لشركتك مجانا أيضا. فمن
أين تأتي الأرباح؟ ببساطة تتحقق أرباح الشركة من خلال السيطرة على عقلك، ودفعك للسير
في مسارات محددة سلفا. فالموقع لا يكف طوال الوقت عن سؤالك عن بياناتك، اسمك، عملك،
عمرك، هواياتك، تاريخك، ما تحب، وما تكره، علاقاتك الاجتماعية، آرائك السياسية، والاقتصادية،
وحالتك الاجتماعية، ومستوى دخلك. ويزيد على كل ذلك أن ثمة فريق بالشركة مهمته أن يراقبك
ويراقب سلوكك، ليعرفك أكثر، ثم يتحكم فيك أكثر. فتجد نفسك منساقا، دون أن تشعر، لسلعة
بعينها، وتقنية بعينها، وشركة بعينها، ثم تكتشف بالصدفة – وهي ليست صدفة طبعا – أن
كل هذه الشركة ترتبط بتعاقدات تجارية مع فيس بوك. حتى البرمجيات، من ألعاب وبرامج مضادة
للفيروسات والهاكرز، كل ذلك يجد أرباحه من خلالك عبر فيس بوك. وتكون النتيجة أن يزداد
اقبالك على هذه السلع، فتزداد مبيعات الشركات، وأرباحها، لتزداد أرباح فيس بوك بالتبعية.
وكان فيس بوك على موعد مع سقطة تم ضبطها من خلال إحدى الجهات منذ أيام قليلة. فقد خضعت
شركة «فيس بوك» الأمريكية للتحقيق من إحدى الهيئات التشريعية البريطانية عقب تأكيدها
إجراء تجارب سرية حول الحالة المزاجية لمستخدمي شبكتها الاجتماعية. وتورطت الشبكة الاجتماعية
واثنتان من الجامعات الأمريكية في دراسة أجريت عام 2012 لتحديد الآثار المترتبة على
تعرض المستخدمين لتحديثات حالة سلبية وإيجابية على «فيس بوك». وتواجه الشركة تحقيقًا
من مكتب مفوض المعلومات البريطاني لتحديد ما إذا كانت بإجراء تلك الدراسة اخترقت قوانين
حماية البيانات أم لا. وقال ريتشارد ألين، مدير قطاع السياسة في «فيس بوك» لمنطقة أوروبا،
إن الشبكة الاجتماعية على استعداد للتعاون من التحقيقات التي ستخضع لها في بريطانيا.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن مديرة تشغيل موقع التواصل الاجتماعي الشهير
فيسبوك شيريل ساندبرج قالت إن محاولة فيسبوك التحكم في مستخدميها أثناء إحدى الدراسات
النفسية التي كان الموقع يجريها تعرضت “لسوء إعلان“. كان موقع فيسبوك قد أجرى دراسة
نفسية لمدة أسبوع عام 2012 لمعرفة كيف تؤثر طبيعة الأخبار التي يبثها الموقع على الرسائل
التي والمشاركات التي ينشرها المستخدمون. وكجزء من هذه الدراسة غيرت فيسبوك بشكل متعمد
محتوى الأخبار التي ترسلها إلى حوالي 700 ألف مستخدم. وقالت ساندبرج “كان ذلك جزءا
من الأبحاث المستمرة التي تجريها الشركات لاختبار مختلف منتجاتها، وهذه هي الحقيقة.
ولكن تم الإعلان عن هذه الدراسة بشكل سيئ ونحن نعتذر عن هذا الخطأ في الإعلان.. فنحن
لم نرد أبدا إزعاجكم (المستخدمين)”. وقد نشرت نتائج الدراسة في إصدارات الأكاديمية
الوطنية للعلوم في مارس الماضي وأشارت إلى أن المستخدمين الذين يستقبلون الكثير من
الأخبار والرسائل الإيجابية السارة ينشرون مشاركات مفرحة وإيجابية....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق