السبت، 18 مايو 2013

الفورين بوليسي: ذلك الرئيس مرسي من السبعينيات




كتب "ديفيد كينر" أنه في الوقت الذي تدور فيه حرب ثقافية في مصر هذه الأيام حول الدرجة التي يجب أن يكون فيها الإسلام جزءا من حياة البلاد السياسية، تأتي الحوارات الثقافية التي يجريها الصحفيون الأجانب مع الرئيس مرسي التي تتماس مع مرجعية ثقافية أخرى؛ الحياة في الولايات المتحدة في السبعينيات والستينيات.

ويقول "كينر" في مقال على موقع مجلة "الفورين بوليسي" إن أحدث نموذج لمثل هذه الحوارات هو الذي أجرته صحيفة "جلوب آند ميل" مع مرسي التي أشار فيها لمذيع برنامج إخباري قديم على قناة سي بي إس الأمريكية.

ويضيف أن معرفة مرسي بمثل هذا البرنامج لا تعد مفاجأة كبيرة، فهو وصل للولايات المتحدة عام 1978 لنيل درجة الدكتوراة في الهندسة من جامعة "ساوث كاليفورنيا"، في نفس العام الذي بدأ فيه عرض ملحمة (صائد الغزلان) الدرامية التي تمتد لثلاث ساعات عن حرب فيتنام والأثر المدمر للحرب على نفسية البشر.

ويشير الكاتب إلي حوار سابق لمجلة "تايم" مع الرئيس مرسي قام فيه بذكر مشاهد من فيلم الخيال العلمي (كوكب القرود) الذي أنتج في الستينيات تحث الجنس البشري على بناء مجتمع أكثر عدلا، وإلى أن مرسي قال إن إعادة انتاج الفيلم مرة أخرى في نسخة جديدة لم تكن فيه بجودة الأولى، ولم تعبر عن الواقع مثلها.

ويقول "كينر" إنه يمكن المبالغة في تأويل هذه الإشارات الثقافية المتناثرة، إلا أنه يبدو أن معرفة مرسي بأمريكا تأتي بشكل أساسي في فترة من أسوأ فترات التاريخ الأمريكي في القرن العشرين.

ويوضح أن الحرب الفيتنامية، وفقدان الثقة في قيادة أمريكا السياسية بعد استقالة الرئيس ريجان، وفترة الحرب الباردة المنذرة بخطر الإبادة النووية، كانت كلها حقائق لا مفر للرئيس مرسي من مواجهتها عند وصوله لكاليفورنيا في السبعينيات.

ويشير الكاتب لمقارنة مرسي في حواره مؤخرا مع "جلوب آند ميل" الصعوبات الحالية في مصر بحظر النفط العربي في الغرب عام 1973، وبأزمة الرهائن في سفارة أمريكا بطهران في إيران عام 1979، وهما حدثان أكدا ضعف أمريكا الاقتصادي والسياسي حينئذ.

ويقول "كينر" إن مرسي قضي فترة طويلة بما فيه الكفاية في الولايات المتحدة ليشهد انتخاب رونالد ريجان، ويتساءل عما إذا كان الرئيس مرسي يرى أي تشابه بينه وبين ريجان أيقونة المحافظين الذي وعد باستعادة عظمة أمته.

ويتابع قائلا "لو استمر مرسي في الحديث للصحفيين الأجانب، فإننا سنعرف الإجابة يوما ما".

رابط المقال على موقع مجلة "الفورين بوليسي"

ليست هناك تعليقات: