أطلق
السيد علي الخامئني موقفاً جديداً في كلمته التي ألقاها في مؤتمر حوار الأديان بتاريخ
29 إبريل 2013 في طهران عندما قال إن الحرب التي تدور في سوريا هي حرب بين أنصار المقاومة
ضد إسرائيل وأعدائها، فالحكومة السورية ليست سنية ولا المعارضة العلمانية التي تواجه
الحكومة سنية، حرب ليست بين السنة والشيعة.
مغازلة
علنية لإخوان مصر الذين خرجوا عن صمتهم من خلال مواقف سياسية أطلقتها حكومة الإخوان
بالانحياز لخط النظام السوري من خلال الدعوة للمصالحة والحوار الوطني، وتسوية الأزمة
السورية نتيجة التقارب السياسي والاقتصادي مع إيران، وفي ظل الأزمة المصرية الداخلية
المتصاعدة.
سياسة
الإخوان انفرادية
أرسلت
حكومة الرئيس مرسي وفداً رفيع المستوى الى طهران بتاريخ 28 إبريل 2013 مبررة هذه الزيارة
المثيرة للجدل بأنها من أجل تفعيل المبادرة الرباعية التي أطلقتها مصر في مكة المكرمة
أثناء مؤتمر القمة الإسلامية، والتي تعترف بشرعية النظام السوري الحالي، فالانفراد
المصري بموقف خاص وبعيداً عن الإجماع العربي مشكك به، فالصمت المصري عن إحداث سوريا
كان محل تساؤل في الوسط العربي.
رؤية
مصرية أخوانية خاصة للأزمة السورية
كشفت
مصادر مصرية رفيعة المستوى لـصحيفة كويتية عن ضغوط إيرانية مورست على نظام الرئيس
المصري محمدمرسي من
أجل استئناف العلاقات بين القاهرة ودمشق.
وقالت المصادر إن الضغوط أسفرت عن استئناف القائم بأعمال السفير المصري في دمشق علاء عبدالعزيز مهام عمله، بعد وصوله إلى سوريا.
وجاءت الضغوط في صورة تهديد صريح بأنه إذا لم تتراجع مصر عن موقفها المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فستسرب طهران شريطاً موثقاً بالصوت يكشف مساعدة كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" و"حزب الله" اللبناني لـ"الإخوان المسلمين" أثناء أحداث الثورة المصرية في يناير 2011.
وقالت المصادر إن الضغوط أسفرت عن استئناف القائم بأعمال السفير المصري في دمشق علاء عبدالعزيز مهام عمله، بعد وصوله إلى سوريا.
وجاءت الضغوط في صورة تهديد صريح بأنه إذا لم تتراجع مصر عن موقفها المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فستسرب طهران شريطاً موثقاً بالصوت يكشف مساعدة كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" و"حزب الله" اللبناني لـ"الإخوان المسلمين" أثناء أحداث الثورة المصرية في يناير 2011.
"وهو
ما استجاب له النظام المصري بعد صدور تعليمات رئاسية من قصر الاتحادية بالتوقف عن التلميحات
والتصريحات الرسمية التي تشير إلى انتهاء دور الأسد، وتأكيد أن الموقف المصري من الأزمة
السورية يقوم على الحل السلمي للأزمة من خلال الحوار المباشر للأطراف المختلفة".
وصدر
تصريح من ناطق رسمي باسم الرئاسة المصرية بتطابق وجهات نظر القاهرة وطهران في ما يتعلق
بالموضوع السوري، قبل أن تقرر القاهرة عودة القائم بأعمال السفير إلى دمشق.
والتحول
الفعلي في موقف حكومة الآخوان المصرية لجهة التعامل مع الأزمة السورية، ففي اجتماع للجامعة العربية في القاهرة شدد مرسي
على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن بعد شهور ها هي مصر تقترح انتهاج أسلوب المفاوضات
بين الائتلاف الوطني السوري المعارض والنظام، ومن ثم في اسطنبول يقدم وزير خارجيتها
محمد كامل اقتراحاً بأن لا تشمل المفاوضات كل أعضاء الفريق الحاكم في دمشق، وإنما تقتصر
على من لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري. فالقاهرة تبرر ذلك بأنها تقف أمام ثوابت
تنطلق منها للحفاظ على الوحدة السورية والرفض المطلق لأي تدخل عسكري خارجي.
في
الوقت نفسه ترفض إيران مطلقاً وصول المعارضة المسلحة إلى سدة الحكم وترسل متطوعين لمساندة
النظام وتفتح جبهات جديدة في العراق ولبنان من أجل الحفاظ على نظام الأسد. الرئيس الإيراني
محمود أحمدي نجاد هدد وقال إنه لو أصبحت سوريا غير آمنة، فإن أمن سائر دول المنطقة
سيتعرض للخطر. تهديد إيراني للمنطقة كلها في ظل مواقف مصرية تدعو إلى عدم التدخل العسكري
الخارجي وإلى ضرورة حل الأزمة السورية والتوصل إلى حل سلمي، طبعاً إنهاء الحل العسكري
والحوار والتصالح السياسي كما تحاور روسيا وإيران الترويج له منذ بداية الأزمة السورية.
مشاكل
مصر الاقتصادية والسياسية
إن
القضايا الاقتصادية هي الأهم حالياً بالنسبة إلى مصر وبخاصة أنه لدى إيران فائض مالي
يمكن استثماره في مصر، كما أن الحكومة كانت تقول بأن السياح الإيرانيين متنفس لقطاع
اقتصادي تدهور بشدة خلال العامين الماضيين، وفي ظل تعثر المفاوضات بين الحكومة المصرية
وصندوق النقد الدولي لجهة القرض المالي، ما جعل مرسي يتوجه نحو موسكو مستنجداً لحل
مشكلته الاقتصادية والسياسية.
الرئيس
المصري يحاول لعبة ناصر مع السوفيات والأميركيين من خلال زيارته لروسيا وطلبه مساعدتها
الاقتصادية. فالمواقف المصرية غير الواضحة سوف تواجه من قبل الغرب وأميركا والخليج،
وهل لمصر القدرة على لعب دور إقليمي قادم بمساعدة إيرانية، والابتعاد عن العرب، في
الوقت الذي يعيش في الخليج ملايين العمال المصريين. فعواصم العالم تشكك بالحكومة المصرية
ومستقبلها السياسي.
مكتب
الإرشاد يرسم سياسة الدولة
في
ظل الأزمة الداخلية التي تعيشها مصر، وفي ظل أزمتها الاقتصادية أيضاً لا بد من التفتيش
عن مكاسب سياسية تفعّل الدور المصري المتدني من خلال مبادرة سياسة لحل الأزمة السورية
ليسجلوا فيها انتصاراً سياسياً، كما فعلوا في حل أزمة غزة وتثبيت الهدنة أثناء العملية
العسكرية الأخيرة عام 2012، وإذ تعذر ذلك من خلال الانفتاح على إيران يتم تحقيق مكاسب
اقتصادية ومالية.
قصة
السياحة الإيرانية في مصر
والاعتراض
المصري على السياحة الإيرانية من خلال المظاهرات المصرية أمام البعثة الاقتصادية الإيرانية
والتي فسرها الديبلوماسي الإيراني "مجبر أماني" بأن التقارب بين البلدين
لا يعني نشر المذهب الشيعي، ولكنه احتج على التلويح بالإعلام السورية المعارضة، وقال
بأن هذه الحركات من فعل الكيان الصهيوني الذي يمنع التقارب، فالعجيب هو تشبيه المعارضة
المصرية والسورية والسلفية والعلمانية بأنهم في صف واحد مع العدو الإسرائيلي، والغريب
هو الصمت المصري وعدم الرد. الحكومة صمتت طويلاً عن المذابح في سوريا بحق الشعب الأعزل
والذي تشكل حركة الإخوان السورية جزءاً مهماً في حراكه، وتقديمها قرباناً على مذابح
الأسد نتيجة مصالح اقتصادية ومالية.
التقارب
الإخواني - الإيراني
يقول
علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني إن إيران والإخوان أصدقاء وإيران تقوم بدعمهم،
وهم الأقرب إليها عقائدياً من بين كل الجماعات الإسلامية. التقارب الإخواني الإيراني
الجديد لا يكمن فقط في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية أو بناء شراكة اقتصادية
استثمارية بين البلدين، لكن هذا الحلف يأتي من خلال الحلف القديم الذي ربط الإخوان
مع نظام آية الله الخميني وثورته الإسلامية، والذي كان لإيران الفضل والدعم الكامل
طوال 33 عاماً من مقارعة النظام السابق، وبالتالي يعتبر إخوان مصر بأن إيران هي الحليف
المتين للذين يحاولون إسقاط حكم المرشد في الداخل، فمذابح الأسد ثانوية، والخلاف مع
المذهب الشيعي يخص الحركة السلفية وليس الإخوان.
النظام
المصري الإخواني يقوم بمغامرة بالانحياز إلى جانب روسيا وإيران من خلال موقفه العلني
المنسجم مع موقف النظام السوري، فالحديث عن مصالح وطنية وعلاقات إيجابية تنشط الاقتصاد
هي بعيدة جداً عن الحقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق