لا
زال مستوى الإستقبال والإهتمام في معظم أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية أقل بكثير
من طموحات المواطن السعودي ، وهذا المستوى لا يرقى إطلاقا إلى حجم الإمكانات المادية
المتوفرة .. ولا إلى حجم أعداد المراجعين وظروفهم الصحية الطارئة ، حيث يسود التأخير
، البطء الشديد ، اللامبالاة ، الفوضى ، الإهمال ، وضعف الحماس في بعض المواقع إضافة
إلى الإزدحام الشديد الذي يفرز إنعدام الإهتمام بالحالة وعدم تقدير حالة المريض أو
الظروف النفسية لأسرته ولمن أحضره .
وظاهرة
تكدس المرضى في ممرات الطوارئ وأقسام الإسعاف باتت مؤخراً واضحة للعيان ، ويعود سبب
ذلك لقلة الأسرّة مقارنة بأعداد المراجعين إضافة إلى قلة الأطباء والمسعفين مما يتسبب
في تأخير عملية الكشف لعدة ساعات .
وهناك
إجماع تام على تفاقم مشاكل أقسام الطوارئ ونقل الحالات الإسعافية في السعودية حتى تراجع
مستواها بشكل كبير مقارنة بكل دول العالم ، قد يعود سببه لإنعدام الإهتمام بوجود الكادر
الطبي المتخصص بطب الطوارئ ، والحاليين غالبيتهم غير متخصصين بذلك ولا يناسبون الوضع
الراهن لا من حيث الكم ولا الكيف.
ونظراً
لحجم أعداد مرضى الطوارئ فالحالات الإسعافية لا تجد لها أسرّة شاغرة ، فجملة
"عدم وجود سرير شاغر" باتت عذر من لا عذر له ، لأن التحكم في الأسرّة هو
بيد الإدارة العليا لكل مستشفى ، وبدلاً من أن يُقال "لا يوجد أخصائي" ،
يكون العذر "لا يوجد سرير شاغر" .
ومؤخرا
أطلقت وزارة الصحة نظام جديد يُسمى "حالتي" ، تم تطبيقه "تجريبياً"
على المناطق الرئيسية في المملكة ، ويعتمد على الإرسال الإلكتروني في حال نقل مريض
من مستشفى إلى آخر ، لكن ثغرة البرنامج الكبرى هو عدم وجود ربط بين المستشفيات ، بمعنى
أن التعامل كأنه على شكل إيميلات داخلية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق