الجمعة، 29 مارس 2013

الطلاق التفريق والخلع حسب الفقه الاسلامي


الموضوع موضوع انساني وكيف نتوصل لحال ارجوا اين يكون وصل الهدف الطلاق التفريق والخلع حسب الفقه الاسلامي أيها الإخوة الأكارم... لا زلنا في موضوعات الفقه، والموضوعات كما بينت لكم من قبل، موضوعاتٌ أشعر أننا في أمس الحاجة إليها، من خلال توقعٍ أو واقع، أكثر الأسئلة التي تردُ من إخوةٍ كرام أربعة أخماسها، أو أقل بقليل تتعلق بالطلاق. فالإنسان علاقته مع زوجته هذه علاقة واقعة وقائمة، وهذه العلاقة قد تتعثرها بعض المشكلات، أي حينما يلجأ الزوج إلى حل مشكلته عن طريق يمين الطلاق، فهذا طريقٌ فيه خطأٌ كبير، وقد بينت في الدرس الماضي كيف أن هناك الطلاق السُني، والطلاق البدعي، طلاقٌ ثلاث مرات في مجلس واحد، ولموضوع واحد، هذا طلاق بدعي، طلاق الزوجة وهي في حيضٍ طلاقٌ بدعي، طلاق الزوجة في طُهرٍ مسها فيه طلاقٌ بدعي، طلاق الزوجة لموضوعٍ لا علاقة لها به هذا طلاقٌ بدعي، طلاق الزوجة قبل أن تراجعها تطليقةً ثانية هذا طلاقٌ بدعي طلاقٌ بلا شهود. هذا الموضوع تم عرضه في الدرس الماضي، وبينت أن الطلاق البدعي عند جمهور العلماء يقع، ولو أنه بدعي، وعند بعض العلماء لا يقع، إذاً يوجد مخاطرة كبيرة، لو أنك خالفت السنة في تطليق زوجتك فإن الطلاق يقع، عند جمهور العلماء. والطلاق كما أراده الله عزّ وجل صمام أمان، والطلاق فيه مراحل يمكن للرجل إذا ندم على فعلته أن يتلافى الندم، حينما جعل الطلاق تطليقة أولى وعِدة، تطليقة ثانية و عدة، ثم البينونة الكبرى، كل هذا تم في درسٍ ماضي. واليوم ننتقل إلى موضوعٍ آخر ألا وهو التفريق، يوجد عندنا تطليق، وتفريق وخلع، التطليق من حق الزوج، والتفريق من حق القاضي، والخلع من حق الزوجة، الزوجة في بعض الحالات تتطلب أن تخلع من زوجها مقابل أن تسامحه بكل شيء، والقاضي أحياناً حينما ترفع له قضية امرأة سافر عنها زوجها ولم يعد، وظل مسافراً سنتين أو ثلاثة، لا تعلم عن أخباره شيئاً، القاضي يصدر قراراً بالتفريق، وحكمه نافذ، وبإمكانها أن تتزوج بعد قرار التفريق، فالدرس اليوم عن التفريق والخلع، ولكن قبل أن نخوض في تفاصيل أحكام التفريق والخلع، لابد من مقدمة. أيها الإخوة الأكارم... الإنسان يوجد عنده شيئان أساسيان، الإيمان بالله والعمل الصالح، لأن الله عزّ وجل يقول: ﴿ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)﴾ ( سورة العصر ) أي الزمن يستهلكه، كلما مضى يومٌ انقضى بضعٌ منه، يقدر يتلافى الخسارة في حالةٍ واحدة، أن يستهلك وقته في الإيمان والعمل الصالح، الآن دقق، الإيمان بالكون، الإيمان بالكتاب، القرآن الكريم والسُنة، الإيمان بالأحداث أي أفعال الله عزّ وجل، فأنت من خلال الأحداث تؤمن، ومن خلال القرآن الكريم والسُنة تؤمن، ومن خلال الكون تؤمن، ولكن إذا آمنت، إذا آمنت من خلال هذه المصادر الثلاث، وصدقت بما جاء النبيّ عليه الصلاة والسلام الآن شطر الإيمان أن تنعقد صلةٌ لك بالله عزّ وجل، هذه الصلة أساس إشراق الحقيقة في النفس يقول لك: فلان مستنير، فلان يمشي على هدى، وربنا عزّ وجل قال: ﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)﴾ ( سورة الملك ) يا إخوان إن حال المؤمن حال عجيب، المؤمن مستنير، قبل قليل أخ حدثني كلمة تأثرت لها، قال: أنه تنبأ لفلان بشيء فوقع، المؤمن هل يعلم الغيب ؟ لا والله لا يعلم الغيب لكن المؤمن يعلم قوانين الله عزّ وجل، يعلم هذه السُنن التي سنها الله عزّ وجل، فغير المؤمن يظن نفسه أنه شاطر عندما يأكل مال حرام، ويقتنص اللذائذ المُحرمة، ويعتدي على حقوق الآخرين، فهو يعد نفسه ذكي بهذا الشيء، فيأتي العقاب الإلهي فيسحقه سحقاً، أما المؤمن مستنير، يعرف أن العباد لهم رب، وحقوق العباد محفوظة عند الله عزّ وجل، إذاً عندما الإنسان يؤمن بوجود الله وكماله وأسماؤه الحُسنى ووحدانيته، من خلال الكون أو القرآن أو الحوادث وتنعقد مع الله صلة، الآن ثمار الإيمان ثلاث ثمار كبرى، أول ثمرة: إشراق الحقيقة في نفسه المؤمن مستنير، وكل ما يجري حوله له تفسير عنده، تفسير واضح تماماً، فلان كان ورعاً فأكرمه الله، فلان أكل مالاً حراماً فأتلف الله ماله، فلان ظلم الآخرين فظلموه، فلان أحسن فأُحسن إليه، تلاقي كلما سمع قصةً، أو عاين واقعةً شعر أن هذه الواقعة تندرج في منظومة الإيمان. لذلك أنا قلت لإخواننا البارحة: أنه إذا سمعت قصة تقوي الإيمان فارويها، إنسان كان ورعاً فأكرمه الله، إنسان تعفف عن الحرام فأكرمه الله، إنسان أكل مالاً حراماً فأتلف الله ماله، هذه قصص تُقوي، كما قلت في درس الجمعة: الله عزّ وجل قال: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى﴾ ( سورة يوسف: آية " 111 " ) إذاً بالقصة يوجد عبرة، وشيء ثاني في القصة: نت أحياناً يستحي منك شخصاً حياءً فيأتي معك إلى الدرس، يجوز يعمل مفتاح الاشتعال ( الكونتاك ) عنده بعد الدرس، فأول الأمر جاء ليرضيك، وبعدها اشتغل، وأقبل فأشرق الإيمان في قلبه، فلا تزهد، فأنا أردت من هذه المقدمة أن الإيمان أولاً: فيه إشراق حقيقة، ثانياً بالإيمان: يوجد شيء ثمين وهو الاصطباغ بالكمالات الإنسانية، المؤمن وفي. فقد حدثني اليوم أخ يعطي دروس خاصة، قال لي: والله إذا لم أفيد الطالب أحس إني أكلت مال حرام، قلت له: بارك الله بك، وقلت له: والله التدريس الخاص، ممكن ألف مدرس يأخذ منك على الدرس خمسمئة ليرة ولا يعلم ابنك، يجلس معه ساعة، يعطي له كم تمرين وحلهم، وإذا لم يعرف حلهم يحلهم له هو، لكن لم يعلمه كيف يحل التمرين، ولكنه جلس ساعة وأخذ خمسمئة ليرة، لكن المؤمن لا يأخذ خمسمئة ليرة حتى يعلمه فعلاً، حتى يعلمه كيف يحل مسألة، كيف يعرب، كيف يكتب موضوع تعبير، إذا لم يقدم له شيء ثمين لا يأخذ مبلغ إذاً الإيمان فيه إشراق، وفيه كمالات، وفيه انغماس بسعادة روحية. يا إخوان إن لم تشعر بهذه السعادة فهناك مشكلة، أي إذا لم تشعر أنك قريب من الله وسعيد، راجع نفسك، لا تمشيها، ولا تقول: أنا أذهب إلى الدروس، أنا أُصلي، أنا حججت خمس حجج، أنا عملت ثلاث عمرات، أنا أدفع زكاة مالي، إذا لم تصل إلى الله عزّ وجل وأخذت من الله السكينة هذه راجع حساباتك، كن واعي، وأعرف قيمة الحياة، وإن الحياة ثمينة جداً، هذه النقطة الثانية، إذاً الذين آمنوا، آمنا بالله خالقاً ومربياً ومسيراً، آمنا بوجوده ووحدانيته وكماله، آمنا من خلال الكون والقرآن والأحداث، عندما آمنا انعقدت مع الله صلة وعلى أساس هذه الصلة الحقيقة بالنفس أشرقت، اصطبغت بالكمال، أصبحت إنسان أخلاقي يشار لك بالبنان، هذا لا يكذب، هذا لا يغش، المؤمن يحاسب نفسه حساب عسير، حتى في كل الحِرف، تلاقي نفسك ترتاح لصاحب الحِرف المؤمن، يعني معقول صاحب حِرفة مؤمن يغشك يقول لك: والله وضعنا قطعة من الوكالة وهي عتيقة، يقول لك: هذه غيرناها، وهو لم يغيرها معقول ؟ لا مستحيلة هذه، مستحيل، لأنه يعرف أن الله موجود ويراقب، الشيء الثالث انغماس السعادة الروحية، إشراق الحقيقة بالنفس، الاصطباغ بالكمالات البشرية. الآن توجد فكرة دقيقة تكلمت عنها في خطبة الجمعة، في اللحظة التي تستقر حقيقة الإيمان في النفس، يتحرك الإنسان نحو العمل الصالح، إيمان سكوني لا يوجد يا إخوان، لا تغشوا أنفسكم، واحد نواياه طيبة مؤمن، فهذا إيمان مُزيف، الإيمان حركي، مثلاً: أب ويوجد مدفأة مشتعلة، وابنه عمره سنتين وماشي باتجاه المدفأة، فهل يظل الأب ساكت ؟ هذا مستحيل لا يتكلم بل يقفز ويمسكه من يده، أي مادام يوجد في قلب الأب رحمة، والطفل الصغير الجاهل بأخطار النار يدفع الأب للحركة، فتقول لي مؤمن، فالمؤمن يتحرك نحو العمل الصالح، هذا معنى

ليست هناك تعليقات: