السبت، 30 مارس 2013

نكزات الحياة : فلسطين في القلب في يوم الأرض هشام بكر


يحيي الفلسطينيون اليوم السبت الذكرى الـ37 ليوم الأرض بسلسلة مظاهرات وفعاليات رغم الإجراءات الإسرائيلية الأمنية المشددة, وذلك بالتزامن مع دعوات تحذر من الاستيطان اليهودي الذي تسارعت وتيرته مؤخرا. ما هو يوم الأرض ؟ في 30 مارس من كل عام تحل ذكرى يوم الارض . سمعنا عنه وإستنفرت جميع مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي لاحياء يوم الارض. فما هو يوم الارض؟ في مطلع العام 1975 بدأت هجمة جديدة على الأراضي العربية، عبر مخططات عنصرية كمشروع "تطوير الجليل" والذي هدف إلى تحقيق سيطرة ديموغرافية يهودية في الجليل الذي كانت غالبية مواطنيه (70 بالمئة) من العرب، حيث حاولت السلطة مصادرة 20 ألف دونم منهم أكثر من 6 آلاف دونم من الأراضي العربية، وأكثر من 8 آلاف دونم من "أرض الدولة" التي هي أصلاً منتزعة من الفلسطينيين.. بينما كان حصة الأراضي اليهودية حوالي 4 آلاف دونم فقط في منطقة صفد، أي أن المصادرة استهدفت الأراضي العربية في الأساس. ورداً على هذه الهجمة، بادرت القوى والشخصيات الوطنية إلى اجتماعات تحضيرية لعقد "مؤتمر شعبي للدفاع عن الأراضي العربية"، وعقد المؤتمر في الناصرة يوم 1975/10/18 ورافقه زخم شعبي كبير في كل القرى والمدن العربية، وانبثقت عنه "اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي" التي كان هدفها التصدي لمخططات نهب الأرض العربية. وفي 1976/3/6 عقدت اللجنة اجتماعًا موسعًا في الناصرة، ودعت اللجنة إلى الإضراب في الثلاثين من شهر مارس وتحويل هذا اليوم إلى يوم للأرض والمطالبة بوضع حد لسياسة المصادرة التي صارت تهدد وجود ومستقبل الجماهير العربية في وطنها الذي لا وطن لها سواه. الشعب قرّر الإضراب وإثر الإعلان عن الإضراب شنَّت السلطة الحاكمة حملة تهديد وترهيب بهدف منع الإضراب، وفي إجتماع رؤساء السلطات المحلية في شفاعمرو يوم 1976/3/25، أصرّ الرؤساء الوطنيون، وعلى رأسهم القائد خالد الذكر توفيق زيّاد، على موقفهم، وأكد زيّاد: "الشعب قرّر الإضراب". وكان إضراب الثلاثين ماس، يوم الأرض، حيث هبَّ شعبٌ بأسره في إضراب لم يسبق له مثيل شمل كل المدن والقرى العربية، فأنزلت السلطة قواتها المدججة بالدبابات والمُصفَّحات من جيش وشرطة وحرس حدود، واندلعت مواجهات وصدامات سقط خلالها ستة شهداء رووا أرضنا الطيبة بدمائهم الزكية، وهم: خير ياسين (عرابة)، رجا أبو ريا وخضر خلايلة وخديجة شواهنة (سخنين)، محسن طه (كفر كنا) ورأفت زهيرى (مخيم نور شمس، سقط في طيبة المثلث فعاليات يوم الأرض في فلسطين وفي هذا السياق, شدد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية على أنه 'لا تنازل' عن أي شبر من الأرض الفلسطينية، محذرا السلطة الفلسطينية من الوقوع في 'فخ المال السياسي'. وقال هنية في خطبة صلاة الجمعة بمخيم الشاطئ للاجئين قرب منزله غربي مدينة غزة 'لا تفريط في الأرض، ولا تنازل عنها، ولا مساومة عليها باعتبارها جوهر الصراع'. كما أشار إلى أن 'المشروع الصهيوني قائم على النهب والاستيطان على أرضنا'. وحذر هنية مجددا السلطة الفلسطينية من 'الوقوع في فخ السياسية الأميركية والإسرائيلية من أجل المال'. ورأى أن السلطة 'لا تزال تبحث في أوهام المفاوضات، وترهن سياساتنا الداخلية على رقعة السياسات الأميركية الغربية'. في غضون ذلك, نشر جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية تعزيزات ضخمة في الضفة الغربية والقدس الشرقية تحسبا لمظاهرات ينظمها الفلسطينيون بمناسبة 'يوم الأرض'. وقالت متحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية إن التعزيزات تأتي 'لمنع حصول بلبلة'، وبالقرب من الحواجز الرئيسية على الطرق التي تربط الضفة الغربية بالقدس. وذكرت المتحدثة أنه تم نشر القوات 'إثر ورود معلومات تفيد بأن مجموعات من الفلسطينيين تستعد لتنظيم تظاهرات عنيفة في ذكرى يوم الأرض'. من جهة ثانية، شهدت مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية، وذلك بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ37 ليوم الأرض، الذي استعدت له قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين بنشر تعزيزات كبيرة. ومن المقرر تنظيم مظاهرات في عدد من البلدات العربية بمناسبة 'يوم الأرض'، حيث يتم سنويا في 30 مارس/آذار إحياء ذكرى استشهاد ستة فلسطينيين في مثل هذا اليوم من عام 1976 برصاص جنود إسرائيليين أثناء مظاهرات نظمت احتجاجا على مصادرة سلطات الاحتلال لأراض فلسطينية. وتعود الأحداث لقيام سلطات الاحتلال ذلك العام بمصادرة آلاف الدونمات التابعة لملكيات خاصة، وأراض مشاعة بمنطقة الجليل ذات الأغلبية الفلسطينية التي أعلنت إضرابا شاملا، مما دفع قوات الجيش لاقتحامها ووقوع مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين. وأفادت قوات الأمن الفلسطينية في الخليل بأن مئات من الفلسطينيين شاركوا أمس الجمعة في مظاهرتين، الأولى في الخليل والثانية في الجزء الجنوبي من المدينة. تسارع الاستيطان في هذه الأثناء، ذكر تقرير إحصائي فلسطيني أن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية والقدس بلغ 482 موقعا في نهاية عام 2012. وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير بمناسبة 'يوم الأرض' أن عدد المستوطنين بلغ 536 ألفا و932 مستوطنا نهاية عام 2011. وأوضح التقرير أن 49.8% من المستوطنين يسكنون في القدس، حيث بلغ عددهم حوالي 267 ألفا و634 مستوطنا، منهم 199 ألفا و647 مستوطنا في القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم. وحسب التقرير، تشكل نسبة المستوطنين بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستوطنا مقابل كل مائة فلسطيني، في حين بلغت حوالي 68 مستوطنا مقابل كل مائة فلسطيني في القدس. وأوضح التقرير أن إجمالي الخسائر التي تكبدها الفلسطينيون جراء عمليات هدم مبانيهم في القدس بلغت ثلاثة ملايين دولار، وهي لا تشمل مبالغ المخالفات المالية الطائلة التي تفرض على ما يسمى بـ'مخالفات البناء

ليست هناك تعليقات: