كشف استطلاع للرأي أجرته جامعة "كوينيبياك" الأميركية نُشرت نتائجه
اليوم، أنّ "مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني سيكون على الأرجح مرشّح
الجمهوريين الأوفر حظّاً في انتخابات الرئاسة الأميركية الّتي ستجرى في عام
2016".
وأظهر الاستطلاع أنّ "رومني سيتقدّم على مرشّحة الحزب
الديموقراطي المحتملة هيلاري كلينتون بنسبة تصل الى 45 في المئة، وستحظى
كلينتون بـ 44 في المئة".
وحصل رومني على أعلى نسبة تصويت بين جميع
المرشحين عن الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة، إذ حصل على 19 في المئة بين
مرشّحي الحزب. كما حصل حاكم ولاية فلوريدا السابق غيب بوش على 11 في المئة،
ونال كلّ من كريس كريستي وجراح الأعصاب السابق بن كارسون على 8 في المئة.
وحصل والسناتور راند بول، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي، على 6 في المئة.
الى
ذلك، حصدت كلينتون على أعلى نسبة بين جميع مرشّحي الحزب الديموقراطي، وهي
57 في المئة، وتلتها عضو مجلس الشيوخ إليزابيث وارن عن ولاية ماساتشوستس
التي حصلت على 13 في المئة، ثم نائب الرئيس جو بايدن الذي حصل على 9 في
المئة.
وكان الاستطلاع أجري عبر الهاتف في الفترة بين 18 و23 تشرين
الثاني (نوفمبر) الجاري، وشمل 707 ناخبين من الجمهوريين و610 ناخبين من
الديموقراطيين.
قبل يومين من إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية قال محللون إن موقف
الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي يختلف عن موقف منافسه
الجمهوري ميت رومني تجاه الشرق الأوسط، إلا انهم أكدوا على أن أوضاع
المنطقة خارج اهتمامات الناخب الأمريكي.
وفي سلسلة لقاءات "ما وراء الاحداث" التي نظمتها الجامعة الامريكية
بالقاهرة قال محللون شاركو في تلك اللقاءات تحت عنوان (أوباما أم رومني:
ماذا يحمل كل منهما لمصر والشرق الأوسط؟) إن الشرق الأوسط يغيب عن جدول
أعمال الانتخابات الأمريكية.
وقال محمد العسعس استاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية في القاهرة "اهتمام
الناخب الأمريكي بالشرق الأوسط ضئيل جدا لأن اهتمامه الأول ينصب على
الاقتصاد الأمريكي الذي لم يتعاف بعد. ولاينظر الناخب الأمريكي للشرق
الأوسط إلا من خلال تأثيره على الاقتصاد."
وشاركه الرأي جمال سلطان استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية
والمدير السابق لمركز الاهرام للدراسات السياسية والاقتصادية قائلا "الشرق
الأوسط ليس مهما في الانتخابات الأمريكية لكن قد يصبح مهما إذا تورطت
أمريكا في صراع جديد في الشرق الأوسط مع إيران أو سوريا."
وقالت أيضا السفيرة ماجدة شاهين مديرة مركز الوليد بن طلال للدراسات
الأمريكية وسفيرة مصر السابقة في اليونان "القضية الفلسطينية غير موجودة
على الاطلاق على اجندة الانتخابات الأمريكية والاهتمام فقط بإيران
وسوريا."
وأضافت "سواء كان رومني أو أوباما لن يكون هناك فرق كبير في التعامل مع
المنطقة... الأولوية الأمريكية الأمن القومي الأمريكي في المنطقة وهذا
يقابله ربيع عربي وديمقراطية غير واضحة المعالم."
وحول صعود الإسلاميين وتولي قيادي من جماعة الاخوان المسلمين الرئاسة في
مصر قالت ماجدة شاهين "الاخوان المسلمون لا يعرفون ماذا يريدون من
الولايات المتحدة ولا تعرف الولايات المتحدة ماذا سيقدم الإسلاميون لها...
الاخوان يرون أن القضية الفلسطينية أولوية وآمالهم أن تحل أمريكا القضية
الفلسطينية وهذا لن يحدث وسيؤدي إلى خيبة أمل الإسلاميين."
وقال سلطان "الاخوان المسلمون غير مهتمين بمتابعة الانتخابات الأمريكية
وليس عندهم قلق إذا فشل أوباما. في صدر الاخوان قلبان احدهما يتمنى فوز
أوباما والأخر يتمنى فوز رومني. وفي كل الاحوال سيتعايشون مع النتيجة وربما
يسعدون بها."
وأظهر استطلاع رويترز/ابسوس الذي نشر أمس السبت أن أباما ومنافسه رومني
ما زالا متعادلين مع فوارق بسيطة للغاية في أربع من الولايات المتأرجحة
الرئيسية التي من المتوقع ان تحسم نتيجة الانتخابات التي تجرى يوم
الثلاثاء.
اما على مستوى الولايات المتحدة كلها فما زال الناخبون منقسمين. فقد قال
47 في المئة من الناخبين المحتملين الذين شملهم الاستطلاع انهم سيعطون
أصواتهم لأوباما بينما قال 46 في المئة انهم سيدعمون رومني الحاكم السابق
لولاية ماساتشوستس.
ويقول بهجت قرني استاذ العلاقات الدولية ومدير منتدى الجامعة الأمريكية
"أوباما ورومني يمثلان مذاهب اجتماعية متعارضة. رومني يتنقل في الحملة
الانتخابية بطائرته الخاصة بينما جاء أوباما من قاع المجتمع ويمثل الاقلية
الافريقية وأوباما قادر على فهم بؤساء العالم ولا يملك رومني تلك النقطة."
وأضاف "هناك تغير في فهم التطورات العالمية. رومني أكثرمحدودية في فهم
هذا. وعندما ذهب رومني إلى إسرائيل كان وصفه للفلسطينيين شبه عنصري. رومني
لديه نوع من الانغلاق الذهني لكن أوباما أكثر قدرة منه."
ويرى سلطان أن "رومني لم يقترح حتى الآن سياسة خارجية مختلفة لكنه
يستخدم مفاهيم ومصطلحات تعكس نمط قيم مختلفة عن الرئيس أوباما... نمط قيم
رومني مثل نمط قيم جورج بوش فرومني هو إعادة معدلة لبوش."
لكن سلطان قال "هناك فرق رغم أن من يطالع برنامج السياسة الخارجية
للمرشحين لا يلاحظ فروقا كبيرة أو مهمة بين رومني وأوباما. لكن نلاحظ فرقا
مهما في اللغة المستخدمة. فرومني يميل أكثر للانفرادية والتأكيد على القوة
الأمريكية على عكس أوباما."
وأضاف "القضية الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة هي التغير في موازين
القوى في العالم في ظل صعود الصين وقوى اخرى في العالم وسياسة أوباما هي
إدارة هذا التغير بينما رومني لديه حالة انكار لتغير موازين هذه القوى."
وقال قرني إن "السياسة الأمريكية مع المنطقة العربية ليست سياسة ثنائية
بل هي سياسة ثلاثية لأن إسرائيل طرف دائم في هذه العلاقة وهذا لن يتغير."
وحذر "إذا فاز رومني وهذا احتمال ضئيل فسيجد العرب صعوبة أكبر في التعامل
معه."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق