تمر اليوم الخميس الذكرى الـ 65 لثورة 23 يوليو، التي قادها ضباط
الجيش المصري بمساندة الشعب ضد الحكم الملكي، والتي عرفت في البداية باسم "الحركة
المُباركة"، والتي كان يقودها اللواء محمد نجيب الذي تم اختياره من قبل الضباط الأحرار كواجهة للثورة.
لم يكن تنظيم الظباط الاحرار هو التنظيم الاول داخل الجيش قبل الثورة بل كان هناك عدد من المجموعات المنظمة مثل مجموعة جمال منصور ومجموعة الحرس الحديدى ومجموعه انور السادات التى قامت باغتيال امين عثمان وغيرها من المجموعات
بعد حرب فلسطين عام 1948 وفضيحة الاسلحة الفاسدة بدأ تنظيم الضباط الاحرار فى التكون وكان اول اجتماع للحركة فى منزل البكباشى جمال عبد الناصر
بعد ذلك بدأت كل المجموعات السرية داخل الجيش فى الانضمام إلى التنظيم على شكل مجموعات او افراد واصبح تنظيم الظباط الاحرار اكبر تنظيم داخل الجيش
فى عام 1951 بدأ الخلاف ينشب بين الضباط الأحرار وخاصة بين جمال عبد الناصر و صلاح سالم وذلك لتحكم جمال عبد النصر انتهى الامر بأجراء انتخابات لرئاسة لجنة القيادة وانتهى الامر بفوز جمال عبد الناصر
بعد ازدياد فساد الملك فكر جمال عبد الناصر فى ضرورة اتخاذ خطوة للتخلص من الفساد فبعد عدة مناقشات بين الضباط قرروا القيام بالثورة فى نوفمبر 1952 ثم تغير الموعد ليكون 3 اغسطس 1952
لكن كان لحريق القاهرة فى 26 يناير 1952 دور مهم فى التعجيل بميعاد الحركة لتكون فى 23 يوليو 1952
كانت خطه الحركه تتكون من ثلاث مراحل الاولى هى السيطرة على القوات المسلحة وتحريك بعض القوات إلى مبنى قيادة كوبري القبة والمرحلة الثانية هى السيطره على بعض المواقع المدنية المهمة وهى الاذاعة – التليفونات – قصر عابدين والمرحله الثالثه هى التحرك لعزل الملك
بعد ذلك تم اذاعه البيان الاول للثوره وقد كتبه “جمال حماد” واذيع بصوت انور السادات وكان هذه البيان موجه من اللواء محمد نجيب إلى الشعب المصرى وقد لقى البيان ترحيب كبير وسط جموع الشعب المصرى
تسلم الملك فاروق انذار الجيش فى 26 يوليو الذى اجبر فيه على التنازل عن العرش لابنه الملك احمد فؤاد ومغادرة البلاد
يذكر اللواء محمد نجيب فى كتابه “كنت رئيسا لمصر ” ان رحيل الملك فارق عن مصر من اهم عوامل نجاح الثوره بل اعتبره اهم حدث فى تاريخ مصر الحديث كما يرى ان المؤرخين لم يعطوا لهذا الحدث الاهتمام المطلوب .
من اهم ملامح ثوره 23 يوليو انه لم يحدث اى اشتباك بين قوات الثوره والحرس الملكى اى انها كانت ثوره بيضاء لم ترق فيها اى دماء
حملت الثوره اكثر من مسمى منذ حدوثها فهناك من اسمها “ثوره” وهناك من اطلق عليها لقب “حركه الجيش” وهناك من اسمها ” انقلاب “
كان محمد نجيب اول رئيس لمجلس قياده الثوره ورئيس للوزارء ايضا ولكن سرعان ما وضع تحت الاقامه الجبريه فى منزله وتولى مكانه جمال عبد الناصر
عزل اخر ملوك مصر الملك احمد فؤاد وتم اعلان الجمهوريه فى 18 يوينو 1953 وكان محمد نجيب اول رئيسا للجمهوريه وبعد حدوث خلافات بين محمد نجيب ومجلس قياده الثوره وخاصه مع جمال عبد الناصر تقدم محمد نجيب باستقالته لمجلس الثوره فى فبراير 1954 مؤكدا ان مصلحه الوطن هى التى املت عليه هذا القرار وقد حاول بعض الاشخاص مجلس قياده الثوره تشويه صورة محمد نجيب بعد استقالته .
اخذ جماهيرية جمال عبد الناصر فى الزيادة داخل مصر وخارجها بعد اصدار قوانين الاصلاح الزراعى وانتشرت صوره بين المواطنين وفي الجرائد حتى كسب ود وحب الشعب المصرى واصبح رئيسا للجمهوريه فى 24 يونيو 1956
تأتي احتفالات ثورة 23 يوليو التي أسقطت الملكية وأعلنت الجمهورية وغيرت من سياسة مصر الداخلية والخارجية، في الوقت الذي تبني فيه مصر علاقات خارجية دبلوماسية جديدة مع بعض الدول التي كانت قد تدهورت العلاقات معها عبر الزمن وخاصة مع تغيير القيادات في الفترة الأخيرة.
تأثير ثورة 23 يوليو تجاوز حدود السياسة الداخلية المصرية وتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية، بل لايزال حتى الآن يلقي بظلاله على علاقات مصر الخارجية ونظرة الدول الإقليمية والدولية إلى السياسة المصرية.
وتناولت مانشيتات الصحف في مثل هذ اليوم من عام 1952، هذا الحدث الذي حول نظام الحكم في مصر وغير مسار الدولة، حيث جائت عناوين صحف "الأخبار والأهرام والجمهورية"، مُعبرة عن هذا التحول.
في صحيفة الأهرام، جاء العنوان الرئيسي للعدد بعنوان: "مصر تحتفل اليوم بعيد تحريرها الأول"، وجاء بها أيضاً: "اسقاط الجنسية المصرية عن فاروق .. الملك السابق أول من يطبق عليه قانون الغدر"، و "محكمة الثورة تحاكم من يعرضون سلامة الدولة لخطر".
أما في جريدة الأخبار، فكان من أبرز مانشيتاتها بعد ثورة يوليو، التي أوضحت التشيل النهائي لقيادة الدولة، "إعلان الجمهورية" عنوان رئيسي يتصدر الجريدة باللون الأحمر، ويليه عدد من العناوين الفرعية والتي جاء فيها: "الرئيس نجيب يتولى رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء.. جمل عبدالناصر نائب رئيس وزراء ووزير داخلية .. صلاح سالم وزير للإرشاد وشئون السودان وعبداللطيف بغدادي وزير الحربية .. تعيين عبدالحكيم عامر قائداً عاماً للقوات المسلحة".
وجاء في صدر جريدة أخبار اليوم، عنوان "أسرار مصادرة أموال أسرة محمد علي"، والذي أوضح في عناوينه الفرعية أن سعيد طوسون، وأن 4 أميرات هربن مبلغ مليون جنية، بالإضافة إلى 20 مليون جنية كانت في طريق للتهريب.
عناوين عديدة استعرضتها الصحف منذ 63 عام، وعادها التاريخ مرة أخرى بعد ثورة 25 يناير وكأن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى بعد أن قرر الشعب بمساندة الجيش أن يخلع الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد فترة حكم اجتازت الـ 30 عام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق