الجمعة، 30 يونيو 2017

البنوك البريطانية توقفت عن بيع النقد القطري

توقف عدد من البنوك الكبرى في بريطانيا عن تقديم وتبادل الريال القطري بعد قرابة أربعة أسابيع من بدء أزمة قطع المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر.
وقالت مجموعة "لويدز" المصرفية وبنك اسكتلندا الملكي، إنهما توقفا عن شراء وبيع الريال لأن الموّرد لديهما (طرف ثالث) لم يعد يقدم العملة. وقال بنك "باركليز" إنه لا يقدم العملة للعملاء الأفراد، ولكن لا يزال الحصول على الريال متاحاً للعملاء من الشركات.
وقالت شركة "تيسكو" العملاقة التي تمتلك سلسلة من متاجر التجزئة الكبرى - والتي تقدم أيضاً عمليات صرف العملات - إنها توقفت عن التعامل بالريال عندما توقف موردها عن تقديم تلك العملة.


وكانت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومصر والبحرين قطعت علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو/ حزيران الجاري، متهمة الدوحة بدعم الارهاب وزعزعة استقرار المنطقة. ورفضت قطر تلك الاتهامات ووصفتها بأنها "غير مبررة" و "لا أساس لها من الصحة."
وكان للمقاطعة آثار رئيسية على قطر، إذ قامت كبرى شركات الطيران في الشرق الأوسط بتعليق الرحلات الجوية إلى الدولة، على سبيل المثال.
وسعى مصرف قطر المركزي لطمأنة المستثمرين، الخميس، قائلاً إن الريال مدعوم باحتياطيات نقدية كبيرة. وأضاف في بيان: "سعر صرف الريال القطري مقابل الدولار الأمريكي مستقر تماماً، وتُضمن قابلية تحويله داخل قطر وخارجها في أي وقت بالسعر الرسمي."
عملة قطر مرتبطة بالدولار الأمريكي، إذ يمكن أن يشتري دولار واحد عموماً 3.64 ريال قطري، وظل سعر الصرف عند هذا المستوى منذ ما يقرب من 20 عاماً.
لكن المستثمرين يضغطون على العملة، ما خفض قيمتها إلى 3.82 ريال لكل دولار. ولم تشهد العملة هذا النوع من الانخفاض منذ ثمانينات القرن الماضي، وفقا لـ"FactSet".

وقالت "Travelex"، وهي إحدى تاجر العملات التي توفر العملات لبعض أكبر البنوك البريطانية، الجمعة، إنها استأنفت عمليات شراء الريال. وأضافت في بيان إنه "بسبب التحديات التجارية، تم تعليق شراء هذه العملة في بعض الأسواق لفترة قصيرة."

قال بنك "باركليز" البريطاني، الجمعة، إنه لا يستطيع حالياً شراء الريال القطري من عملاء التجزئة لديه أو بيعه لهم.
وجاء ذلك في تصريح من البنك لـCNN، أفاد: "كما الحال مع البنوك الأخرى، خدمة صرف العملات الأجنبية في باركليز يدعمها طرف ثالث، والذي توقف عن تقديم الريال القطري. لسوء الحظ، لا نستطيع حالياً شراء الريال من أو بيعه لعملاء التجزئة لدينا."
ويُذكر أن قطر تمتلك حصة قدرها 6 في المائة من البنك البريطاني "باركليز"، بعدما أنقذته خلال الأزمة المالية العالمية في 2008، وحقنته بمليارات الجنيهات الإسترلينية، كما ساعدت البنك البريطاني على تجنب تدخل الحكومة لإنقاذه.
ومن جانب آخر، أكد مصرف قطر المركزي في بيان، مساء الخميس، أن "سعر صرف الريال القطري مقابل الدولار الأمريكي مستقر تماماً، وتُضمن قابلية تحويله داخل قطر وخارجها في أي وقت بالسعر الرسمي. ويستند ذلك إلى عدد من العوامل أهمها أن صندوق النقد الدولي يعترف بالريال القطري كعملة رسمية، والريال مُغطى من قبل مصرف قطر المركزي باحتياطيات نقدية كبيرة."
وأشار البيان إلى أن مصرف قطر المركزي سيضمن إجراء جميع معاملات التحويل للأشخاص داخل قطر وخارجها دون تأخير، وأن جميع البنوك المحلية ومكاتب الصرافة تلتزم بإجراء التحويلات وفقا للإجراءات المعتادة.

وحول سعر صرف الريال أمام الدولار، قال الخبير الاقتصادي في شركة أبحاث "IHS Markit" التي يقع مقرها في بريطانيا، فرانسيسكو تانغ بوستيلوس، لـCNN، إن الريال تأثر بأزمة قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، مضيفاً: "منذ الأول من يونيو/ حزيران 1980، ظل سعر الصرف تحت 3.65 ريال لكل دولار. ومع ذلك، منذ بدء الصدع الدبلوماسي، سجل سعر الصرف مستوى يتخطى 3.65 في 12 يوماً. وسجل أدنى مستوى في 22 يونيو/ حزيران، حيث كان المؤشر الإرشادي في المتوسط هو 3.6752، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من 27 عاماً."

ليست هناك تعليقات: