الجمعة، 12 فبراير 2016

هشام بكر يكتب :محمد صبحي علي طريق مواعظ برامج الحكومة "مافيش مشكلة خالص" غير الشعب دون قدوة من رحلة المليون إلى رحلة المليار


الفنان محمد صبحي في حلقات برنامج “أعزائي المشاهدين.. مفيش مشكلة خالص” على شاشة قناة "سي بي سي"   انتظرنا منه تقديم برنامج مميز أما يبعث البسمة علي وجوه الناس فقط مثل مسرحيات الفنان أشرف عبد الباقي الأخيرة  أو يرسل بسمة قيمة و قدوة لهم يبحثون عنها  مثل أفلام الفنان عادل أمام في طيور الظلام و اللعب مع الكبار و غيرها ، إلا أن 

الرسالة الواضحة فيها كانت أن مشكلة مصر في الشعب ولا يستطيع أحد الإنكار أن مصر تحتاج إلي ثورة اجتماعية بإعلاء القيم و ان الحكومات الموجودة إفراز لاستغلال و أنانية تتفشي بين الناس لكن ليس من القيم خلط الأوراق و ننسي قمة الهرم الذي يدير الأمور بعشوائية و استغلال و لا ننتقده لتحسين الأمور و يتجه الفنان الكبير إلي موجة سحق القاعدة و إلقاء اللوم عليها ، رغم أن الفشل في الإدارة بيد القمة لا القاعدة كما أن المثل و القدوة في القمة التي تتبعها القاعدة في العادة ، و جسد محمد صبحي في برنامجه مثال حي لبرامج الحكومة التي تفشل و تلقي اللوم علي الناس و تظهر بمظهر الواعظ فيهم رغم أنها مثال حي لهم أن القدوة الصالحة  لا تصل للقمة .
انطلقت الحلقات وهذه المرة الأولى التي يقدم فيها “صبحي” برنامجاً، لذلك انتظره عدد كبير من المشاهدين ليروا ما جديد الفنان الكبير الذي سيطل علينا من خلاله، وكانت أولها سرقة حيث انطلقت معه رحلة مستخدمو السوشيال ميديا في البحث حول “أصل وفصل” الفكرة، ليصلوا في النهاية إلى أن البرومو “مسروق” من أحد البرامج الأمريكية الشهيرة، لتقوم قناة  بحذف البرومو من قناتها على يوتيوب بعد موجة “التحفيل” الغاضبة، دون أن تعتذر عن الأمر أو توضح أسباب قبولها لفكرة دعائية “مسروقة
أما الفنان الكبير فظهر فاقداً جزء من هيبته الفنية والصورة المنمقة للفنان المثقف التي كانت في مخيلة بعضنا عنه، ليظهر في الإعلان الدعائي يؤدي حركات راقصة غير لائقة على عمره وأسلوبه الجاد الذي تعودنا عليه، وكانت البداية “غير مُبشرة خالص .

قدوة محمد صبحي مدينة “سنبل " الزراعية التي تحولت لصالحه لسياحية في رحلته للمليار
أطلق “صبحى” من خلال أعماله رسالة تهدف إلى تعمير وزراعة الصحراء من أجل مستقبل أفضل للوطن الهدف الذى طالما تغنى به “صبحى” وصرح بأنه يعد حلم خاص له والذى تغنى أيضا بسعيه لتحويل “سنبل” من مجرد شخصية درامية إلى واقع ملموس و تحويل حلمه إلى حقيقة وهو إستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية .
وبالفعل قام صبحى بشراء أرض مصر الصحراوية الغالية “قدرا” من أجل تحقيق ما زعم أنه حلم لصالح الوطن.
ففى عام 1999 وبالتحديد فى 27 يوليو تقدم “محمد محمود محمد صبيح” الشهير بالفنان “محمد صبحى” لشراء مساحة أرض قدرها 25 فدان على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى ليقيم عليها ما أسماه بمدينة “سنبل” وتحرر العقد فى تاريخة بسعر “200″ جنيه للفدان الواحد “يابلاش” مخصصة للإستصلاح الزراعى يتضمنها مساحة “2251.5″ متر مربع مخصصة للمبانى بقيمة “3″ جنية للمتر الواحد “يابلاش أيضا” وعند السير فى إجراءات تسجيل الأرض تبين أن هناك مساحة مبانى أخرى أستجدت قدرها”9748.5″متر مربع قد قام “الفنان” باستغلالها بالمخالفة للقانون وللنشاط الذى بيعت الأرض من أجله وهو الاستصلاح الزراعي  ”كما تغنى الفنان في جميع المحافل” ولكن عن طريق الوساطة والعلاقات وتعاون الفاسدين من المسئولين أعادوا تثمين مساحة المباني من قبل اللجنة العليا لتثمين الأراضى ليصبح ثمن المتر “12″ جنيها فقط “أيضا يابلاش
وفى 21/يناير /2001 إعتمد وزير الزراعة حينها استنزال “12000″ متر مربع مجموع مساحة المبانى وتم إشهار عقد البيع فى تاريخ 25/أغسطس/ 2001 بإشهار رقم “2261″ مكتب توثيق إمبابة على أساس 22 فدان و 3 قيراط و11 سهم مخصصة للزراعة ومساحة 12000 متر مربع مخصصة للمبانىوالتى صدر لها ترخيص مبانى رقم 6434/2000

وفى تاريخ 15/مايو/2008 تقدم الفنان “محمد صبحى” بطلب للموافقة على ترخيص بناء فندق على مساحة “13000″ متر مربع الأمر الذى إستوجب معاينة الأرض والتى تمت فى 3/يوليو/2008 بإرشاد السيد/ جمال محمد محمود محمد صبيح أحد أقارب الفنان” محمد صبحى” وأسفرت المعاينة عن المفآجأة
حيث تبين من المعاينة أن الأرض محل التعاقد بها
مصدر مياة جوفية “بئر” يعمل بالكهرباء , محول كهربائي ومولد إحتياطى, ومساحة مستغلة كمشروع سياحى ثقافى ترفيهى يحتوى على ” مسرح,فندق, متحف,إستيديوهات تصوير,بحيرات صناعية,مول تجارى,مخازن,غرف أمن ,كافيتريا,نادى رياضى,ملاعب,حمام سباحة,إسطبلات خيول,وباقى المساحات بحيرات صناعية ومسطحات خضراء وأشجار نخيل وزينة وباقى مساحة الأرض معدة لبناء ” مسرح أوبرا ودار أيتام ودار مسنين ” الأمر الذي تبين من خلاله أن الفنان “محمد صبحي” قد أستغل كامل مساحة الأرض المقدرة بـ “25فدان” في المباني وقام بتغيير النشاط المباعة من أجله الأرض وهو الاستصلاح الزراعي وحولها إلى مشروع سياحي ثقافي ترفيهي محاط بسور إرتفاعة أكثر من “ثلاثة” أمتار ويحتوى على مباني يتجاوز ارتفاعها “ستة” طوابق وذلك كله بالمخالفة للقانون ولما جاء فى موافقة وزارة الدفاع
فيا لسخرية القدر” فقد تنازل الفنان عن حلم “سنبل” الفلاح الذي أراد تعمير وزراعة الصحراء واستبدله بـ “سنبل” رجل الأعمال الذى تكسب من وراء مخالفة القانون
ولم ينتهى طموح “صبحى” عن ذلك الحد فقد “إستحلى اللعبة” المربحة وأراد مزيدا من الأموال ومزيدا من التربح على حساب أرض الوطن التى تباع “برخص التراب” لتدر أموالا طائلة
فقد قام “صبحى” فى عام 2002 وبالتحديد فى 20/مارس بتقديم طلب آخر لشراء قطعة أرض مجاورة للسابقة تقدر بحوالى “31″ فدان و”15″ قيراط منها مساحة “28″فدان و”3″قيراط و”20″ سهم بسعر “200″ جنيه للفدان أيضا ومساحة “16131.18″ متر مربع مخصصة للمبانى بسعر “12″ جنية للمتر أيضا وتم إشهار العقد فى تاريخ 19/ يناير/2004 تحت رقم “165″ مكتب توثيق إمبابة فهل قام “صبحى” هذه المرة بزراعة الأرض من أجل مصلحة الوطن كما يدعى دائما الإجابة : بالطبع لا
فقد قام “صبحى” هذه المرة بتسقيع الأرض وبيعها ليجنى أموالا إضافية على حساب الوطن “الرخيص
ففى 24/ يناير 2007 قام “صبحى” ببيع مساحة “11″ فدان و”14″ قيراط و”11″ سهم لصالح السيدة/ وفاء محمد الحداد وبالطبع لم يكن ثمن الفدان “200″ جنية وقد وقع على عقد البيع السيد / موسى وجيه الشيخ “أردنى الجنسية” بصفته وكيلا عن السيدة/ نيفين حسين بصفتها وكيله عن السيد/ محمد محمود محمد صبيح “محمد صبحى” لصالح السيده /وفاء محمد الحداد
كما باع أيضا مساحة أخرى فى تاريخ 29/ إبريل /2008 وقدرها “9″ فدان و”16″قيراط و”2″سهم لصالح شركة تسمى “رابيا” وهذه البيعة تمت عن طريق مكتب شهر عقارى الجزيرة بموجب مشهر رقم”1570″ وبالطبع أيضا لم يكن سعر الفدان “200″ جنيها فقط
وهكذا هو الحال إذا أردت التربح والكسب السريع فليس عليك سوى أن تتاجر بإسم “الوطن” وبإسم “الغلابة” وبإسم “الشباب” وليس هناك طريق أسهل من المتاجرة فى أراضى الدولة التى تباع بثمن بخس “200جنيه للفدان” و “12 جنيه للمتر” ثم تقوم ببيعها بملايين الجنيهات وهكذا تحولت رحلة “سنبل” من رحلة المليون إلى رحلة المليار .

الجدير بالذكر أن ” محمد صبحى” الفنان الموهوب الكبير الباحث دائما عن حقوق “الغلابة” يقوم الآن بجمع تبرعات من أجل بناء مساكن لسكان العشوائيات تحت إسم جمعية “معا " طالب صبحى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة (معا لتطوير العشوائيات) المواطنين ورجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية بدعم المشروع من خلال التبرعات والمساهمات على الحساب رقم (444333) للقضاء على العشوائيات بكل أنحاء مصر ، وصرح د صبحى، إن التكلفة الإجمالية لمشروع "معا لتطوير العشوائيات" تبلغ 480 مليون جنيه، وتم جمع تبرعات بقيمة 105 ملايين جنيه كرصيد للمشروع الذى بدأ فى نوفمبر 2011، . و علي الرغم من وصول التبرعات للمليارات و تخصيص الدولة 62 فدان له  لم يعلن الفنان أو الدولة موعد طرح  تلك الوحدات للناس .
و في وقت سابق من العام الماضي  صرح الفنان محمد صبحي بأنه سيوقع، الخميس 3 مايو، بروتوكول تعاون مع جمعية معا لوضع حجر أساس مشروع تطوير العشوائيات بمشاركة محافظة القاهرة.
وأعرب صبحي عن سعادته برئاسته لهذا المشروع بمشاركة جمعية معا.
وأضاف أن محافظ القاهرة د. عبد القوي خليفة حدد المساحة الكلية للمشروع، والتي تقدر ب 62 فدان بمدينة السلام لتقام عليها مجمع سكني متكامل، يضم وحدات سكنية بمساحات تتراوح ما بين 60 : 80 متر، إضافة إلي بناء (مدرسة، ومستشفي، ومصنع، وورش للصناعات الصغيرة، ومحلات تجارية، ومهنية، شاملة لكافة الخدمات العامة والاجتماعية والثقافية).
عدم تحقيق محمد صبحي لوعوده في إنهاء مشروع معا لتطوير العشوائيات
عرض الفنان محمد صبحى، خلال افتتاح المرحلة الأولى من مشروع معًا لتطوير العشوائيات، يوم السبت 20-12-2014 ، "شرحا تفصيليا للمشروع والمرحلة الأولى لمؤسسة معا لتطوير العشوائيات التي ستنقذ 6 عشوائيات غير آمنة، مضيفا أن الوحدات السكنية آمنة، ومدينة متكاملة بها 3 مدارس ومستشفى ونادٍ رياضى وسوق تجارية وسوق حرفية وقاعات سينما.
وقال صبحي: إن المؤسسة ترفع شعار "نبنى البشر قبل الحجر"، مؤكدا أن الانتهاء من المشروع بالكامل سيتم بعد عام ونصف من الآن.
من جانبه، قال الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة، إن المشروع نقطة مضيئة لتطوير العشوائيات، لافتًا إلى مشاركة المحافظة فيه بتوفير الأرض اللازمة لإقامته.

و رغم أنه لم يتبقي علي الموعد الذي حدده الفنان صبحي الا ثلاث شهور  لم يتم الإعلان عن طرح الوحدات للناس لتطوير العشوائيات حتي تاريخه !  .
نحن لا نهاجم الفنان القدير محمد صبحي إلا أننا نطرح أحداث من واقع موجود عن غياب القدوة و حضور طاغي لزواج الفن بالمال وجذب الفنانين للتعبير عن لغة أصحاب المال و السلطة في الهجوم علي البسطاء و تحميلهم فشل سقوط في المجتمع رغم أن الفساد و امتلاك البعض ثروات المجتمع  باستخدام علاقات السلطة و النفوذ و تهميش البسطاء هو السبب الحقيقي في السقوط .  

ليست هناك تعليقات: