أعلنت الحكومة الإسرائيلية إقالة الجنرال "يائير راماتي" مدير
هيئة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية المعروفة باسم "حوما" لتسببه في خرق أمني
خطير وتسريب معلومات حساسة.
الإعلان
الإسرائيلي عن إقالة يائير راماتي جاء متوازيا مع تصريح لمسؤول رفيع من
المخابرات المصرية لصحيفة "الجريدة" الكويتية، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون
الأول، نقلا عن مصدر وصفته بالرفيع أكد أن المخابرات المصرية تمكنت من فك
شيفرات منظومة صواريخ "حوما" الإسرائيلية، وأن العملية جاءت رداً على ما
اعتبرته القيادة المصرية تلويحاً إسرائيلياً بضرب أهداف تزعم أنها إرهابية
في سيناء، موضحاً أن مصر تابعت منذ نحو 6 أشهر النظام الصاروخي الإسرائيلي
حتى تمكنت من فك شيفرته.
إسرائيل أقالت راماتي بتهمة تسريب معلومات حساسة
التصريح
المصري قابله اكتفاء وزارة الدفاع الإسرائيلية بتأكيد تسبب راماتي بخرق
أمني خطير أضر بأمن إسرائيل، من دون توضيح، أكدت صحيفة "هآرتس"، أن تسريب
معلومات حساسة عن البرنامج الصاروخي الإسرائيلي كان وراء قرار الإطاحة
براماتي.
نجاحات راماتي لم تشفع له بعد "جريمته" في حق إسرائيل
وكانت
وكالة الدفاع المضادة للصواريخ الإسرائيلية أجرت تجربتين ناجحتين لنظام
Arrow-3 ومقلاع داوود. لكن هذا لم يشفع لعزل المدير التنفيدي للوكالة
راماتي، الذي يؤكد التقرير أنه ارتكب أخطاء فادحة تتعلق بالأمن القومي بسبب
تعريضهِ أمنِ المعلومات والأسرار الوطنية لأخطار لا يمكن السكوت عنها.
الشواهد التاريخية تؤكد قدرة مصر على العملية
القاهرة
ﻻ تزال صامتة رسميا في هذا الشأن. إلا أن هناك سوابق مماثلة، فمنذ 11 عاما
نجحت مصر في الحصول على أسرار برنامج حيتس الإسرائيلي الصاروخي، والخبر
نشرته حينها صحيفة وورلد تريبيون في فبراير من العام 2004.
"هآرتس": راماتي لم ينسب إليه تعمد الإضرار بأمن إسرائيل وإنما مجرد الإهمال
وبينت
تفاصيل وصلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن أجهزة الأمن تعتقد أن راماتي
الذي نشر خبر تنحيته من منصبه، قد نقل إلى حاسوبه الشخصي مواد سرية نتيجة
للإهمال، وأنه لا ينسب له 'وجود نوايا خبيثة'، وفق تعبير الصحيفة.
كما بينت التفاصيل أن راماتي يعتبر أحد المهنيين في جمع معلومات، حيث يتابع كل التفاصيل التي تنشر في العالم والمرتبطة بالصواريخ، سواء في "الدول الصديقة أو في الدول التي تصنف كدول معادية".
كما بينت التفاصيل أن راماتي يعتبر أحد المهنيين في جمع معلومات، حيث يتابع كل التفاصيل التي تنشر في العالم والمرتبطة بالصواريخ، سواء في "الدول الصديقة أو في الدول التي تصنف كدول معادية".
مصدر أمنى إسرائيلي: راماتي جرى تحذيره عدة مرات
وقال
مصدر أمني إنه من الممكن أن راماتي لم يكن يعتقد أن المواد التي احتفظ بها
في حاسوبه الشخصي سرية كما يدعي المسؤولون في وزارة الأمن.
ونقل عن
مصدر أمني قوله إنه جرى تحذير راماتي عدة مرات في السابق بتهم خرق أنظمة
تتعلق بأمن المعلومات، وبحسب المصدر الأمني فإن عملية الفحص بدأت منذ قرابة
شهرين، وتقرر في نهايتها تنحيته من منصبه.
وعلم أنه خلال فترة
التحقيق كانت منظومة "حوما" برئاسة راماتي قد "أنهت فصول تجربة العصا
السحرية، وتجربة الاعتراض الأول في الجو لمنظومة حيتس 3"، وأنه علم بأمر
التحقيق في الأيام الأخيرة فقط.
جنرال إسرائيلي: تنحية رامتي تمت بضغوط أمريكية
من
جانبه، قال رئيس وكالة الفضاء الإسرائيلية ورئيس المجلس الوطني للأبحاث
والتطوير في وزارة العلوم جنرال الاحتياط البروفيسور يتسحاك بن يسرائيل، في
حديث مع موقع "واللا" العبري، إنه من الممكن أن تكون تنحية راماتي نتيجة
لضغوط أمريكية، وذلك بهدف منع وقوع أضرار مستقبلية، والحيلولة دون ارتكاب
مسؤولين في مناصب مماثلة مخالفات من هذا النوع، وكان بالإمكان الاكتفاء
بتوبيخه.
بلال: مصر قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي
الخبير
العسكري اللواء محمد علي بلال أكد من جانبه أن بلاده قادرة على القيام
بمثل هذه العمليات، مشدداً على أن اهتمام مصر بأنظمة الدفاع الجوي يدفعها
إلى ضرورة معرفة ما تمتلكه الدول التي وصفها بالعدوة من أنظمة صواريخ،
واختراق منظومة صواريخ "حوما" يعني معرفة تردداتها ورصد صواريخها والتنصت
عليها وتعطيلها.
عز الدين: من السذاجة تصديق الرواية الإسرائيلية لما حدث
أما
مدير مركز البحوث الاستراتيجية في القوات المسلحة المصرية اللواء علاء عز
الدين فقد قال إن ما أعلنته وزارة الدفاع الإسرائيلية بشأن إقالة يائير
راماتي لا يعتد به، مشيراً إلى أنه من المعتاد إذا قامت دولة بعملية نوعية
ضد الخصم، يتم الإعلان ولكن ليس من الطببعي إعلان الدولة التي تعرضت
للاختراق بالإعلان عن العملية.
وأضاف عز الدين، في تصريحات له، أنه
من المستحيل أن تعلن إسرائيل أن لديها قصوراً ما، وبالتالي هو نوع من
السذاجة المفرطة أن يتم تصديق هذا الأمر، لافتاً إلى أن المخابرات المصرية
تعلن من وقت لآخر عن نجاحها في القيام ببعض العمليات ولكن ليس بصفة منتظمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق