بعد مرور عام 2015، الذي ضجت به وسائل الإعلام بقضية اللاجئين السوريين، حيث واكبت رحلات الهجرة، ونقلت أصغر تفصيل واكبره
في هذه القضية، جاء العام الجديد 2016 حاملا في طياته تغيرات كبيرة في المنظور العالمي للقضية، بدأ يتبلور تدريجيا.
وشكلت حوادث الاعتداء التي تعرضت لها
نساء ألمانيات عشية الاحتفال برأس السنة الجديدة منعطفا كبيرا في قضية
اللاجئين، خصوصا وأن أصابع الاتهام توجهت على الفور نحو السوريين.
وتناقل
آلاف الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي شهادات من نساء تعرضن للتحرش
في مدينة كولونيا الألمانية، ورجال أمنيتهمون أشخاصا عرب ومن شمال افريقيا
بهذه الهجمات
هذه الحادثة دخلت عالم السياسية من
أوسع أبوابها، فتحول اللاجئون السوريون إلى ورقة ضغط بيد اليمين الألماني
المعارض لسياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي شرعت أبواب ألمانيا
لأكثر من 1.1 مليون لاجئ خلال عام 2015.
وجاءت
هذه الحادثة بعد تنامي حالات العنف ضد السوريين في ألمانيا، حيث تعرض عدد
من السوريين، بينهم مقعد، لعمليات اعتداء ممنهجة من قبل متعصبين ألمان، كما
تعرضت عائلات أخرى لعمليات سرقة.
وتناقلت وسائل
الإعلام العالمية الاتهامات الموجهة للسوريين بالتحرش والاغتصاب في ألمانيا
على نطاق واسع، الأمر الذي حول اللاجئ السوري إلى مريض "جنسيا" وفق وسائل
الإعلام.
ورغم خروج نتائج مبدئية للتحقيقات تتهم 35
شخصا بينهم فقط 4 سوريين في هذه الاعتداءات، إلا أن المواطن السوري بدأ
يدفع الضريبة الأكبر في هذه القضية، خصوصا مع التسويق المستمر لكونه "مريض
جنسيا"، واستغلاله لمآرب سياسية.
لا يبدو أن
السوريين الموجودين في ألمانيا في الوقت الحالي قد حققوا حلمهم بالوصول إلى
بلد أوروبي يأويهم، ليصدمهم الواقع من جديد أنهم لم يكونوا إلا ورقة
سياسية، استخدمتها تركيا في البداية للضغط على أوروبا وجنت من ورائها
أرباحا، وهاهم اليوم يستخدمون في ألمانيا لمصالح سياسية، بصبغة جديدة تخلو
منها الانسانية التي " طنطنت" بها وسائل الإعلام سابقا .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق