الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

رسائل مهمة لتركيا وإسرائيل من النشاط المكثف للسيسي مع قبرص واليونان

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن اللقاء الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص يفتح آفاقا للتعاون بين مصر ودول المتوسط وأوروبا خاصة في مواجهة الإرهاب الذي يمثل تهديدا للإنسانية كلها. 

مصر جمعتها علاقة شديدة الخصوصية منذ ثورة الثلاثين من يونيو مع اليونان وقبرص، وتعددت اللقاءات التي تجمع مصر مع جارتيها وبوابتها لأوروبا كما يؤكد ذلك الرئيس السيسي نفسه في القاءات العديدة الذي جمعته مع الرئيس القبرصي، ورئيس الوزراء اليوناني، والتي تهدف جميعها إلى عدة أهداف من بينها ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان، وتأكيد التعاون في مكافحة الإرهاب ، والتوافق فيما يرتبط بآبار الغاز، ومواجهة التهديدات التركية للمنطقة، وترسيخ التعاون من أجل استقرار شرق المتوسط.
السيسي: استقرار الشرق الأوسط تحد يحتاج لمواجهة جماعية
من جانبه اعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسى أن استقرار الشرق الأوسط والمنطقة أحد أهم المخاطر التى لابد من مجابهتها بشكل جماعى، وأن التعاون فى مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادى أمور هامة للغاية، وأن العلاقات مع اليونان كانت وما زالت تنمو أكثر، وتتطور أكثر، مما كانت عليه، ومصر واليونان ترتبطان بعلاقات تاريخية قوية وترسيخ لتعاون إقليمى، كما أن اليونان تتمتع دائما بالمواقف الإيجابية جدا فيما يخص رؤية مصر خلال السنوات الأخيرة الماضية، مشيرا الى أن اليونان كانت دائما الصوت المصرى أمام الدول الأوروبية، وجاري الترسيخ لتعاون سيكون نواة لتعاون إقليمى كبير.
تيسبراس: القمة الثلاثية تهدف للاستفادة من "الاحتياطيات الهيدروكربونية" فى منطقة شرق المتوسط
من جانبه، قال يورجوى تيسبراس، الأمين العام للشئون الاقتصادية الدولية بوزارة الخارجية اليونانية، إن القمة المصرية - اليونانية ناقشت المستجدات فى المنطقة وجهود تحقيق الاستقرار فى ليبيا وسوريا، إلى جانب تحقيق الاستقرار والأمن فى منطقة "المتوسط" ومكافحة الإرهاب الذى أصبح من أخطر التحديات التى تواجه العالم، خصوصاً أن مصر تلعب دورا مهما فى مواجهة الإرهاب وينبغى التعاون معها من قبَل جميع دول العالم، واليونان فى مقدمة الدول التى يهمها التعاون مع مصر لمواجهة الإرهاب.. مشيرا إلى توقيع عدد من الاتفاقيات بمجالات متنوعة للتعاون المشترك فى مقدمتها الطاقة والنقل، وأيضا ربط قناة السويس بالموانئ اليونانية لتعزيز النقل البحرى.
الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس
الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس
وبين أن القمة الثلاثية تهدف لدعم استقرار البحر المتوسط وتنشيط التعاون المشترك والتعاون فى مكافحة الإرهاب والاستفادة من "الاحتياطيات الهيدروكربونية" فى منطقة شرق المتوسط، فضلاً عن تعزيز التعاون فى مجالات السياحة والملاحة البحرية لنقل الركاب والبضائع.
ميخاليس: مصر ستواصل استيراد غاز قبرص رغم اكتشاف "ظهر"
كشف ميخاليس ميخائيل، المستشار الإعلامى لسفارة قبرص فى القاهرة، أن الرئيس السيسى سيبحث مع نظيره القبرصى أناستاسيادس، خلال القمة الثلاثية، تطورات الاتفاق الموقّع بين البلدين بشأن استيراد مصر للغاز من قبرص، رغم الإعلان عن الاكتشاف الهائل لحقل "ظهر" فى المياه الإقليمية المصرية من قبَل شركة "إينى" الإيطالية. وإنه رغم هذا الاكتشاف ستواصل مصر العمل على استيراد الغاز من قبرص، مشيراً إلى أن وزير الطاقة القبرصى زار مصر مؤخراً والتقى نظيره المصرى طارق الملا لبحث الاتفاق الخاص باستيراد الغاز من نيقوسيا خلال الفترة المقبلة.
مساعد وزير الخارجية الأسبق: التعاون العسكري على أجندة السيسي في اليونان
من جانب آخر قال مساعد وزير الخارجية الاسبق، محمد عبد الحكم، إن المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة بين مصر واليونان، تأتي في إطار جهود مصر في محاربة الإرهاب، والحصول على دعم وتأييد اليونان في محاربة الإرهاب.. مشيرا الى  أن استقرار مصر يُعول عليه استقرار منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن التعاون العسكري هو أحد الملفات التي سوف يقوم بها الرئيس السيسي خلال زيارته لليونان.
رسائل ساخنة لتركيا وإسرائيل من التعاون العسكري المصري اليوناني
رسائل عدة يحملها تكثيف التعاون العسكري المصري اليوناني خلال الفترة الأخيرة خاصة بعد اكتشاف آبار غاز في منطقة شرق المتوسط والتداخلات التركية والاسرائيلية في هذه المنطقة مما يجعل للمناورات رسالة ردع مهمة لكل من تركيا وإسرائيل ، خاصة وأن المناورات البحرية والجوية الحالية بين البلدين ليست الاولى وليست كذلك مفاجئة حيث شهدت الفنرة الأخيرة  تطورا كبيرا، سواء كان عن طريق تبادل الزيارات بين وزراء الدفاع والقادة العسكريين يساند الرئيس تحالف  "مصر - اليونان – قبرص" الذي دشنه الرئيس السيسي للعمل المشترك من أجل تنمية الموارد وترسيم الحدود البحرية.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس
أربعة مناورات وخمسة زيارات متبادلة بين قادة عسكريين في البلدين خلال عام
مصر تبعث برسائل عدة من بينها أنها  قادرة على حماية مصادر الطاقة الخاصة بها، والتحرك في أي وقت ولأي مكان لحماية مقدرات الأمن القومي المصري، بالإضافة إلى أن التدريب يحمل نقاطا مهمة، على رأسها التدريب على أعمال الاعتراض البحري مثل اعتراض المهربين والقرصنة البحرية وحق زيارة وتفتيش السفن المشتبه بها، كما أنها تعبر عن قدرة مصر على حماية مصالحها خارج حدودها،وهو الأمر الذى تجلى في المناورات العسكرية التي جرت خلال العام الاخير منها المناورة البحرية المشتركة المصرية اليونانية، "أليكساندربوليس 2014"، والتي استمرت عدة أيام بنطاق المياه الإقليمية اليونانية، بمشاركة عدد من الدول العربية بصفة مراقب، حيث شارك في التدريب، وحدات وقطع بحرية، شملت المدمرات ولانشات الصواريخ وسفن النقل والإمداد وطائرات مكافحة الغواصات من الجانبين، لتنفيذ العديد من الأنشطة، منها تخطيط الجانبين أعمال قتال مشتركة نهارا وليلا، لتأمين نطاق البحر المتوسط، فيما شهد الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ونظيره اليوناني الفريق أول ميخائيل كوستراكوس، والوفد المرافق له، المرحلة الرئيسية للتدريب الجوي المصري اليوناني المشترك "حورس 2015"، حيث شملت مراحل التدريب أعمال التخطيط لتنفيذ أعمال قتال مشتركة لصد وتدمير الأهداف المعادية وتوحيد المفاهيم والمصطلحات وتبادل الخبرات المكتسبة، وأخيرا هذه الايام يجري التدريب البحري الجوي المشترك "ميدوزا 2015" - ديسمبر  2015 بمشاركة وحدات من القوات البحرية والجوية المصرية، إلى اليونان للمشاركة في فعاليات التدريب المشترك "ميدوزا 2015" والذى يستمر لعدة أيام.
يأتى ذلك الى جانب نحو خمسة زيارات متبادلة بين كبار القادة العسكريين في البلدين خلال العام الاخير.
التعاون المصري اليوناني القبرصي رسالة وتحرك قوى من مصر لمواجهة المخاطر التي تحدق بمنطقة شرق المتوسط التي تدخل كجزء من بين الاشكاليات المتعددة التي يعانيها الشرق الأوسط، لكن هذه المرة لمواجهة أطماع اقليمية في مصادر الطاقة لمصر وقبرص واليونان.
إيهاب نافع
RT

ليست هناك تعليقات: