تعرض رجل ملتحٍ يرتدي عمامة زرقاء للهجوم قبيل الفجر صباح يوم السبت
الماضي أثناء انتظاره ركوب حافلة للذهاب إلى عمله. توقف رجلان أبيضان
في العشرينات وبدآ في إهانة امريك سينغ بال، كما قالت الشرطة في فرنسو
بولاية كاليفورنيا. وأضافت الشرطة أن هذا الرجل، البالغ من العمر 68 عاما
وهو من
السيخ، حاول عبور الشارع خوفا على سلامته "لكن المشتبه بهما في
السيارة رجعا للوراء وصدما الضحية بمصد السيارة." توقفت السيارة ونزل
الاثنان وهاجما الضحية وضرباه في وجهه والجزء العلوي من جسمه. وذكرت
الشرطة أنه خلال الاعتداء على الرجل قال أحد المشتبه بهما "لماذا أنت موجود
هنا؟" سقط بال على الأرض مما أدى إلى إصابته بجرح في رأسه. كما أصيب بكسر
في عظمة الترقوة وتقول صحيفة واشنطن بوست إن هذا الحادث هو الأحدث في سلسلة
من الهجمات التي تستهدف السيخ الذين كثيرا ما يظن المهاجمون خطأ أنهم
مسلمون لارتدائهم العمامة ولأنهم يطيلون اللحى أيضا. وفي وقت سابق من
الشهر الحالي، تم تخريب معبد للسيخ في مقاطعة أورنج بولاية كاليفورنيا
وكتبت عبارات مسيئة. وقال ائتلاف السيخ إن حافلة كانت تقف أمام المعبد تم
تخريبها أيضا وكتب عليها عبارات مسيئة لتنظيم "داعش" الإرهابي. وفي
سبتمبر، تعرض اندرجيت سينغ موكير وهو في طريقه إلى متجر للبقالة إلى هجوم
وحشي في منطقة بمدينة شيكاجو بعد أن أطلق عليه أحدهم اسم "بن لادن".
ويقول إقبال س. جريوال وهو عضو في مجلس السيخ لوسط كاليفورنيا "ما زال
السيخ عرضة للهجمات للظن خطأ أنهم إرهابيون ومتشددون وما زالوا يعانون بعد
هجمات 11 سبتمبر...هذه أحدث واقعة لما يتحمله السيخ في حين أنهم مواطنون
مسالمون ومحبون ويعملون باجتهاد في هذا البلد العظيم وليسوا أعضاء في
القاعدة أو داعش أو أي تنظيم متشدد آخر". وتحقق الشرطة في فرنسو في
هذا الهجوم بصفته من جرائم التعصب. وليس جديدا على السيخ مثل هذه
الحوادث في الولايات المتحدة إذ يتعرضون لهجمات من متعصبين منذ أن بدأوا
يصلون إلى البلاد للعمل في مجال قطع الأخشاب في أوائل القرن العشرين كما
يقول سمران جيت سينغ وهو عضو في ائتلاف السيخ. لكن الهجمات اشتدت جدا بعد
هجمات 11 سبتمبر عندما اجتاحت المشاعر المناهضة للمسلمين البلاد مما جعل
البعض يظن خطأ أن السيخ الذين يرتدون العمائم ويطيلون اللحى مسلمون، في حين
اعتبرها البعض فرصة لمهاجمة أفراد اعتبروهم "غير أمريكيين". بعد أكثر
من عشر سنوات، تصاعد التعصب مرة أخرى عندما دخل رجل أبيض من المتطرفين
اسمه ويد مايكل بيدج إلى معبد للسيخ في أوك كريك بولاية ويسكونسن وفتح
النار على مجموعة من المصلين مما أسفر عن مقتل ستة وإصابة ثلاثة قبل أن
ينتحر. وتواجه الولايات المتحدة الآن مخاوف من الإرهاب بعد هجمات
باريس وسان برناردينو والتي هزت الحكومات الغربية وأسفرت مجتمعة عن مقتل
150 شخصا. ويشكو السيخ مرة أخرى من أن طائفتهم أصبحت تواجه جزءا كبيرا من
آثار هذا المخاوف. وقال هارسيمران كور المدير القانوني لائتلاف السيخ
لصحيفة "واشنطن بوست": "على مدى الأسابيع القليلة الماضية، أصبح مستوى
الترويع أسوأ مما كان بعد 11 سبتمبر. وقتها، كان الناس غاضبين من
الإرهابيين والآن هم غاضبون من المسلمين وأي شخص يُنظر له على أنه مسلم أو
أي شخص يُنظر له على أنه من الآخر"، مضيفا "المسألة ليست مجرد خطأ في تحديد
الهوية. بل هي أكبر من ذلك".
ويقول ائتلاف السيخ إن
مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يبدأ في متابعة جرائم التعصب ضد السيخ إلا في
العام الماضي فقط. وقال سينغ لصحيفة "واشنطن بوست" بعد تعرض موكير للهجوم
"بالنسبة للسيخ الأميركيين، أصبحت العلامات الأساسية للهوية الدينية وهي
العمامة واللحية مرتبطة بعلامات الإرهاب". وقال كور من ائتلاف السيخ
إن العداء تجاه من يُنظر لهم على أنهم غير أميركيين تفاقم نتيجة التصريحات
المعادية للمسلمين التي صرح بها مرشحون للرئاسة من الحزب الجمهوري مثل بن
كارسون ودونالد ترامب.
وقال كارسون إن الولايات المتحدة يجب ألا تنتخب رئيسا مسلما ودعا ترامب إلى حظر "شامل" لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق