سيلفان شالوم
"تحرش بي لأكثر من عام.. أمسك بأعضائي
الحساسة في مكان العمل وخارج الوزارة وفي الفنادق"، كانت هذه خلاصة الشكوي
التي تقدمت بها إحدى الموظفات والعاملة لدى وزير الداخلية الإسرائيلي
سيلفان شالوم، وفقًا لصحيفة "هآرتس" العبرية.
مقعد السيارة الخلفي
وأضافت الموظفة في أقوالها:
"شالوم
حاول لمسي أثناء عملي، وعندما كنا نجلس في المقعد الخلفي بالسيارة، كان يضع
يده بين رجلي ويحاول لمسي، لكنه لم يتمكن من لمسي فقط بسبب الملابس التي
كنت أرتديها آنذاك، الزيارات إلى الفنادق كانت أصعب الحالات، حيث إن شالوم
كان يدعوني إلى غرفته ويلمسني، أبعدت يديه وطلبت منه التوقف، وبعد
الاعتداءات كنت مضطربة لدرجة أنني توعكت جسديا وكنت أخسر أيام عمل في بعض
الأحيان بسبب الغياب".
وقالت "في محاولة لإيقاف تحرشات الوزير
الجنسية معي، طلبت من موظف آخر مرافقتي عندما اضطررت إلى العمل مع شالوم
خارج المكتب"، مشيرة إلى أنه "كان يتوقف فورًا بعدما كانت تطلب منه التوقف،
ولكنه يعود إلى ذلك في وقت لاحق، لكنني لم أوافق أبدًا أن يلمسني شالوم، و
لم أمارس الجنس معه".
الفضيحة كانت بداية الخيط لقصص مشابهة
وتوالت شهادات نساء عملن تحت إمرة وزير
الداخلية الإسرائيلي شالوم، بأن الأخير تحرش بهن ولمس مناطق حساسة في
أجسادهن رغم معارضتهن ذلك، ليرتفع عدد النساء اللواتي أدلين بإفادة كهذه
إلى 4، ونقلت القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي عن المرأة الرابعة
قولها: إن شالوم "لمس رجلي عندما أوصلني من الكنيست إلى مكان آخر في العام
1993".
كما ظهر العديد من القصص الأخرى عن سيدات
تحدثن وقلن: إن "شالوم تحرش بهن رغمًا عنهن، من بينهن 3 برلمانيات
بالكنيست، زهافا جلاؤون وتامار زندبرج وميخال روزين، اللاتي توجهن للمستشار
القضائي للحكومة وطلبن منه فتح تحقيقات ضد شالوم".
رب البيت بالدف ضارب.. الرئيس سجن للسبب نفسه
شالوم ليس أول قصة من قصص التحرش فقبل
سنوات، سجن الرئيس الإسرائيلي موشي كاتساف، بعد اتهامات بالاغتصاب والتحرش
الجنسي، وتعود الجرائم التي اتهم بها كاتساف إلى فترة توليه مهام وزير
السياحة ومهامه كرئيس وتتعلق بالعديد من موظفاته، واندلعت القضية في يوليو
2006 عندما اتهم إحدى مساعداته بمحاولة ابتزازه، لكن تبين من التحقيق أن
المرأة التي كانت سكرتيرته خلال تسعينيات القرن الماضي، اتهمته بالاغتصاب،
وواكبتها نساء أخريات برفع شكاوى للتهم نفسها.
حتى الجيش يتحرش بالنساء
قبل شهور تقدم 30 ضابطا إسرائيليا بمذكرة
انتقدوا فيها ظاهرة التحرش الجنسي بالمؤسسة العسكرية بعد توقيف ضابط يدعى
(ليرن حجبي) بتهمة التحرش بزميلته ماي باطال والتحقيق معه، وقالوا في
المذكرة: إن الجيش "فاشل في تعليم ضباطه وجنوده الأخلاق، التحرش الجنسي
يجرى في كل قاعدة عسكرية".
ووفقًا لصحيفة "معاريف" العبرية، فقد كتب
الموقعون في مذكرتهم المؤيدة لباطال "نأسف للتجربة التي مررت بها والتي
أجبرتك على الخدمة العسكرية تحت إمرة مجرم مثل لير حجبي، وأن تري بعينيك
الدعم الذي قدمته القيادات له، صحيح أن الأمر ليس جديدًا، وللأسف الشديد
التحرش أيضًا ليس بالمفاجأة، نريد أن نحكي لك عن ضباط آخرين ينددون بأفعال
مثل تلك، ويخجلون من القيادات ويرون أنك شجاعة وبطلة لست أقل من أي محارب
أو مقاتل آخر".
إسرائيليات يتظاهرن ضد التحرش
بين كل فترة وأخرى تنظم مسيرات في
إسرائيل ضد التحرش الجنسي، كان أبرزها وأضخمها قد جرت قبل شهور، وشارك فيها
مئات الفتيات والسيدات ومعهم قليل من الرجال في تل أبيب، ووفقًا لصحيفة
"يديعوت أحرونوت" العبرية، فقد حملت المشاركات لافتات كتب عليها "المتحرش
والمغتصب لا يهتم بما تلبس المرأة" و"الفتاة القوية ترتدي ما تريد
ارتداءه".
ورفضت المتظاهرات الربط بين ملابس الفتاة
والتحرش الجنسي من قبل الرجال، ونقلت الصحيفة عن تامار -فتاة إسرائيلية في
العشرينيات من عمرها- قولها:
إنها "شاركت في المسيرة للاحتجاج ضد
العنف والتحرش الجنسي، جسدي ليس ملكية عامة، يمكنني ارتداء ما يحلو لي،
وهذا لا يعطي الحق لأحد كي يتحرش بي، أو يبصق علي، أو يقول ملحوظات نابية
ويتحدث عني بعدم احترام".
وأضافت
"هناك العديد من عمليات التحرش التي تحدث في الشوارع، إنه لأمر مرعب، منذ
بلغت الـ14 من عمري وأنا يتم التحرش بي على يد الرجال، هذا يحدث في مدن
إسرائيل وفي كل مكان بالعالم، الأمر له علاقة بثقافة العري والبغاء، الذكور
يعتقدون أنهم يمكنهم أن يفعلوا كل شيء، ينظرون إلى المرأة كمنتج
استهلاكي".
ونقلت الصحيفة عن جيل زيف -إسرائيلي شارك بالمسيرة- قوله:
"جئت إلى
هنا لكي أقول إن الرجال أيضًا يعارضون العنف الجنسي بكل أنواعه، وليس من
الضروري أن تكون امرأة لتعرف أن صوت النساء على مدار التاريح كان مكتومًا،
في أيامنا هذه، أرى عمليات تحرش وعنف جنسي على الرغم من أننا قطعنا شوطًا
طويلًا بعيدًا عن القرون الوسطى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق