تشير أرقام فلسطينية إلى أن المستوطنين ارتكبوا 11 ألف هجوم منذ عام 2004
نعم يوجد داعش عند اليهود. التنظيم الاسلامي المتطرف الذي يتفاخر بقطع رؤوس من لا يؤدون الفرائض الاسلامية حسب تفسيره. يوجد لدى اليهود تنظيم صغير ممن يقتلون العرب ويفخرون باعمالهم البربرية. إنهم
يوجدون على هوامش الجالية اليهودية في اسرائيل، لكن تأثير اعمالهم ليس هامشيا. إنهم يشكلون خطر الموت ضد من يستهدفونهم وهم يشكلون خطرا على دولة اسرائيل. إنهم مثل داعش يؤمنون بأنهم يحققون رغبة الله ويتجاهلون قوانين الدولة والمعايير الاخلاقية للمجتمع الذي يعيشون فيه.
إنهم يرفضون دولة اسرائيل وقوانينها، لكنهم يطالبون بالدفاع عن تلك القوانين عند اعتقالهم والتحقيق معهم. إنهم يبصقون في وجوهنا ومع ذلك يزعمون أنه يجب على الدولة أن تلتزم بحقوق كل مواطنيها، لا سيما اولئك المشبوهين بتنفيذ الجرائم. هل هم “قنبلة موقوتة”، وبالتالي يمكن استخدام اساليب تحقيق “مكثفة”؟ إن استمرار افعالهم الفظيعة سيؤدي الى موت الأبرياء ويضر بدولة اسرائيل، ومن شأنه ايضا اعادة تأجيج دورة العنف بين اليهود والعرب التي سيكون من الصعب وقفها. جميع مواطنو اسرائيل، يهود وعرب، يتوقعون اعتقال المتهمين بقتل العائلة العربية في دوما ومحاكمتهم ومعاقبتهم، وكذلك محاكمة مؤيديهم بتهمة التحريض على القتل، وأن تختفي ظاهرة “شارة الثمن” من بلادنا.
نحن نفكر دائما بسؤال كيف نجحت هذه الجماعة في النشوء في اوساطنا. يسهل اتهام المستوطنات في يهودا والسامرة كمنشأ لهؤلاء الهستيريين. قتلة محمد أبو خضير لم يكونوا مستوطنين. ايضا من ألحقوا الاضرار بالاماكن المقدسة المسيحية في اسرائيل لم يكونوا مستوطنين. الاصولية الدينية التي تبرر العنف لا تنحصر في اماكن سكنية معينة.
علينا التوجه لزعمائنا الدينيين في يهودا والسامرة وباقي اجزاء دولة اسرائيل والمطالبة بامساك زمام الشبان المتدينين. وعلى اجهزة الامن القاء القبض عليهم ومحاكمتهم. إنهم يشبهون داعش في معتقدهم بأن الله يفرض عليهم القتل. “داعش يقتل الكفار” وهم يقتلون العرب.
مطلوب جهد عسكري دولي من اجل كبح داعش. العالم والملايين الذين يعانون من الافعال البربرية في سوريا والعراق ما زالوا ينتظرون حدوث ذلك. ويجب أن يتم هذا آجلا أم عاجلا. ظاهرة الاصوليين الدينيين اليهود الذين يقتلون الأبرياء أصغر كثيرا، لحسن حظنا، ومن الاسهل كبحها. ومع ذلك مطلوب جهد مركز للاجهزة الامنية والجهاز القضائي والقيادة الدينية اليهودية من اجل منع انتشارها والعمل على القضاء عليها.
يمكن القول إنه ليس صدفة أن الاعمال الجنائية لاولئك المهووسين تتداخل مع موجة الارهاب التي تمر بها اسرائيل في الاشهر الاخيرة. يمكن أنهم يرون من خلال تفكيرهم المشوه أن أعمالهم هي رد على الارهابيين الذين يلوحون بالسكاكين. إلا أن افعالهم تزيد من صعوبة نجاح المسؤولين عن القانون والنظام. مثل داعش، مطلوب وضع حد لاعمال اخوتهم في الايديولوجيا والسلاح، وفي أسرع وقت ممكن.
بقلم: موشيه آرنس
هآرتس 29 / 12 / 2015
الجماعات الارهابية اليهودية
تنشط في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جماعات يهودية متطرفة اختلفت في
أمور كثيرة فيما بينها، إلا أن اتفقت على منهج الإرهاب الدموي ضد السكان العزل.
وكان آخر ضحايا هجمات المستوطنين المتطرفين، ريهام دوابشة التي فارقت
الحياة، الاثنين، متأثرة بجروح أصيبت بها إثر اعتداء مستوطنين على منزل عائلتها في
نهاية يوليو الماضي، وهو الاعتداء الذي أسفر عن مقتل زوجها وطفلها الرضيع.
وطالت اعتداءات هذه الجماعات إحراق المساجد والكنائس
و قطع أشجار والاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وداخل إسرائيل،
وتكون هذه الاعتداءات مرفقة بشعارات عنصرية.
وتصاعدت في اعتداءات هذه الجماعات على الفلسطينيين
في السنوات الأخيرة، وبلغ عدد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية منذ عام 2004،
نحو 11 ألف هجوم استهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم،
بحسب بيانات منظمة التحرير الفلسطينية.
ومن أبرز الجماعات اليهودية المتطرفة، جماعة
"جباية الثمن"، وأسس هذه الجماعة مستوطنون في مستوطنة" كريات أربع"
في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية ومستوطنة" يتسار" قرب نابلس قبل 7 سنوات،
ويوصف سكان هاتين المستوطنتين بأنهم الأشد تطرفا.
وتتخذ هذه الجماعة الاعتداء والحرق وسيلة لتحقيق
أهدافها، ويزعم قادة هذه الجماعة أن "جباية الثمن" تأتي كردة فعل على هجمات
فلسطينية، ومنع الحكومة الإسرائيلية من إخلاء بؤر استيطانية، بحسب المركز الفلسطيني
للدراسات الإسرائيلية "مدار".
وعلى المنوال نفسه، تنشط جماعة "شبيبة التلال"،
وتضم هذه المجموعة التي تسعى لطرد الفلسطينيين، طلبة المدارس الدينية في مستوطنات الضفة
الغربية وداخل إسرائيل، وتركز هذه الجماعة في هجماتها على المساجد والكنائس
إرهاب وتهجير
وفي سياق متصل، يؤمن أعضاء جماعة" عصابة اليهود"
بتهجير كافة الفلسطينيين من أرضهم تطبيقا لعقيدة "أرض إسرائيل النقية"، وتكثف
هذه الجماعات هجماتها على الفلسطينيين داخل إسرائيل،
أما جماعة "أمناء جبل الهيكل" فتأسست عام 1967، وتسعى هذه الجماعة
إلى "إقامة الهيكل" المزعوم، مكان المسجد الأقصى في القدس، وحاولت مرارا
وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم، لكنها فشلت حتى الآن.
وهناك "حركة كاخ" هي جماعة يهودية متطرفة أخرى، وتعتقد أن السبيل
الوحيد لتحقيق أهدافها هو السيف، الذي اختارته شعارا لها، وأسسها الحاخام المتطرف مائير كاهانا عام
1971، وتعتقد هذه الجماعة أن "خلاص اليهود لن يتم إلا بإجلاء جميع أعداء اليهود
من أرض فلسطين"، وقد حظرت الحكومة الإسرائيلية نشاط هذه الجماعة إثر مجزرة الحرم
الإبراهيمي في الخليل عام 1994، إلا أن أعضائها انصهروا في جماعات متطرفة أخرى.
وبالنسبة لـ"غوش أمنونيم"، فقد أسس هذه الجماعة الحاخام المتطرف
موشية ليفنغر عام 1974، وترى الجماعة أن العنف هو السبيل الوحيد لتحقيق هدف الاستيطان
في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتدعو إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.
ورغم أن المجتمع الإسرائيلي نبذ هؤلاء المستوطنين،
إلا أنهم حظوا بدعم حكومي، وتجلى ذلك أخيرا في تشكيلة حكومة بنيامين نتنياهو، إذ إن
7 من وزراء حكومته ، هم من سكان تلك المستوطنات.
وأوضحت أرقام منظمة "يش دين" الحقوقية الإسرائيلية، إن 95%
من القضايا، التي رفعها فلسطينيون أمام القضاء الإسرائيلي ضد المستوطنين أو قوات الجيش
في الضفة الغربية لحماية المستوطنات قيدت ضد مجهول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق