السبت، 26 ديسمبر 2015

هشام بكر يكتب : مقاولي الحرب و استغلال الثورات العربية


مقاولي الحروب السياسية التي كبدت الدول العربية نحو 103 تريليونات دولار جراء العنف بعد الثورات العربية واستغلالها من  بعض الدول الغربية التي لها مصالح حقيقية في بيع السلاح وإنشاء منظومة اقتصادية على حساب الحروب في الشرق الأوسط، ما خسره العالم العربي ربح أضعاف أضعافه الدول المصنعة للسلاح المصدر للدول العربية في وقت تقوم الدول العربية بالإنفاق على التسليح بنحو 320 مليار دولار على الأقل


 سنوياً وعلى ضوء ذلك خسرت الأسواق المالية العربية 138 مليار دولار، فضلاً عن أن القطاع السياحي خسر نحو 70 مليار دولار بالاضافة الى خسارة الاقتصاد السوري لأكثر من 220 مليار دولار منذ بداية الحرب على سورية مارس 2011،
وقدرت الخسائر التي منيت بها السياحة المصرية بـ2.2 مليار جنيه شهرياً عقب سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ ولا سيما ان معدلات البطالة ارتفعت في عدد من الدول العربية لتصل الى نحو 25 مليون عاطل عربي مع توقع ان تصل الى 90 مليون عاطل في 2025، رغم تعافي بعض الدول الديمقراطية في ظل تراجع معدلات النمو الاقتصادي للدول العربية الى 3%.
فقد مضى العام 2015 وكل المؤشرات الاقتصادية تتراجع فهو عام الفرص الضائعة المستمرة منذ العام 2011 على عالمنا العربي حيث سجل الاقتصاد اللبناني خسائر مقدارها 25 مليار دولار منذ عام 2011 ما ادى الى خلل تراكم في البنية الاقتصادية اللبنانية فقد تراجع النمو من 9.2 ٪ الى 1.3 ٪ سنويا خلال الاعوام 2007 الى  2010
و قد علق المطرب كاظم الساهر معلقا على أوضاع العراق: "الله أكبر، من دمار الحرب يا بغداد، الله أكبر من الزمن البغيض الظالم، الله أكبر، من سماسرة الحروب وكل تجار الدم"
وهو تعليق في صدر كل عربي الآن ضرب الارهاب و سماسرة الحروب بلده في عمق .
و قد عانت مصر و الكثير من الدول العربية من ً تفكيك الخلية الإرهابية  تلو الأخرى، وهدف جميع الخلايا تقريباً إيقاد الإرهاب في منطقتنا بإغراء وتسهيل سفر الإرهابيين للمساهمة في مضاعفة مأساة المنطقة في حروب الوكالة التي تصمت وتتجاهلها دول عدة غربية داعمة لإسرائيل. لا هي كفتنا شرها ورفعت يدها ولا تدخلت لحقن الدماء بعد اشتعال الحروب.
علينا القلق من تفشي ظاهرة سماسرة الحروب واستخدامهم أسلوب الترغيب والترويج. عالمنا العربي تضربه الظاهرة من المغرب والجزائر وليس انتهاء بمنطقتنا في الخليج العربي، الهجمات الإرهابية قدرت بـ9.707 عملية حول العالم في العام 2013 قتل فيها أكثر من 17.800 وجرح 32.500، وقع معظمها في أفغانستان وسوريا والعراق واليمن وباكستان والهند ونيجيريا والصومال وتايلاند والفلبين بحسب تقرير أمريكي. إضافة إلى انتشار فروع تنظيم القاعدة وجماعات مماثلة، كما أبرز التقرير إيران بأنها الراعي الرئيس للإرهاب. وتقدم المساعدة إلى عدد من المنظمات المتطرفة وأبرزها حالش. المأخذ على هذا التقرير عدم تطرقه بوضوح إلى علاقة القاعدة بإيران وتورط الحرس الثوري والاكتفاء بالإشارة لدعمها الإرهاب في المطلق.
ويصادف أن محكمة جنايات الجزائر، حكمت بالسجن بين خمسة و20 عاماً على ستة شبان جزائريين، بينهم أربعة يحاكمون غيابياً لانخراطهم في جماعة إرهابية أفعالها غير موجهة ضد الجزائر، اثنان بعد سفرهم للقتال في سوريا أعمارهم بين 26-29 عاماً التحقا بالمقاتلين ضد الجيش النظامي .. عادا للجزائر وقبض عليهما.
في الإمارات ترقبنا أحكام «المحكمة الاتحادية العليا» ضد عناصر خلية تنظيم القاعدة الإرهابي، متهمين بالانضمام إلى «جبهة النصرة وأحرار الشام» أربعة منهم رفضوا الحضور من محابسهم إلى المحكمة وتم احترام رغبتهم. الأحكام بين المؤبد والبراءة ومن اللافت جنسيات المتهمين في هذه القضية. الإرهاب لا وطن له ونذكرها كما وردت في حكم المحكمة لتوضيح كم أن عالمنا العربي مخترق وملوث بفكر القاعدة «فلسطيني لم يجاهد أو يحرص على ما يتعلق بتحرير وطنه وهو الحاصل على حكم المؤبد، ومن الأردن وتونس ولبنان وحملوا أشخاصاً على المشاركة والانضمام لمنظمة جبهة النصرة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي للقتال ضد النظام السوري».. المتهمون جمعوا أموالاً وأمدوا بها تنظيم القاعدة الإرهابي لاستخدامها في تمويل الأعمال الإرهابية خارج الدولة وإنشاء وإدارة أكثر من موقع إلكتروني يروج لتنظيم القاعدة وفكره.

مليارات تدفق في جيوب القائمين علي حكومات تتاجر في السلاح و الناس و في جيوب جماعات تتدعي أنها تناهض  الحكومات في لعبة تغمية حادة للشعوب ، يتبادلون الأدوار بين حكومة و معارضة و هم في الأصل أعضاء في عصابة عالمية تتاجر في دماء الشعوب

ليست هناك تعليقات: