أعلن في فرنسا عن وفاة فرناند غرودي، الشهيرة باسم "مدام كلود"، عن عمر
ناهز 92 عامًا، وهي أشهر القوادات الفرنسيات في ستينيات وسبعينيات القرن
الماضي، والتي أسست وتزعمت واحدة من "أهم" شبكات الدعارة الفرنسية في تأمين
"خدمات خاصة" لسياسيين كبار ودبلوماسيين وفنانين معروفين حول العالم.
مدام
كلود، التي أعلن عن وفاتها الثلاثاء الماضي، ولدت في مدينة أنجيه غرب فرنسا
عام 1923 لعائلة متواضعة وتلقت خلال طفولتها وشبابها الأول تعليمًا في بعض
المعاهد الكاثوليكية في المدينة قبل أن تنتقل إلى العاصمة وتتحول هناك إلى
"مدام كلود" بعد أن أسست عام 1950 "شركة" في دائرة باريس السادسة عشرة
لتأمين عاهرات لزبائن من الطبقة المخملية والمشاهير.ورغم طبيعتها المتكتمة إلى أبعد الحدود كما تقول مجلة "لو بوان" في مقابلة معها عام 2012، إلا أن مدام كلود كشفت في أوقات مختلفة أسماء أشهر زبائنها، القائمة مذهلة بالفعل، ويظهر فيها الممثل الأمريكي مارلون براندو، وشاه إيران محمد رضا بهلوي، بل إن الرئيس الأمريكي جون كينيدي نفسه كان –أيضًا- أحد زبائنها الكبار، هذا بالإضافة إلى شائعات كثيرة، وخاصة ما نقله عنها الكاتب وليام ستاديم، حول زيارات وعلاقات ربطتها بوزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والممثل البريطاني ريكس هاريسون.
وامتنعت مدام كلود عن الإفصاح بأسماء زبائنها رغم أنها كانت تعطي تلميحات تفيد في كشف هوياتهم، غير أن علاقاتها الواسعة في الستينيات مع الطبقة السياسية الفرنسية تجعل من الوزراء ومسئولي الدولة الكبار جميعًا في موضع الشبهة في علاقتهم مع هذه الشبكة التي كانت تضم نحو 500 فتاة.
استمرت مدام كلود وشبكتها في العمل حتى وصول فاليري جيسكار ديستان إلى سدة الرئاسة الفرنسية عام 1970 حيث بدأ القضاء بملاحقتها ثم أدانها بتهمة التهرب من دفع مستحقات للضرائب بلغت 11 مليون فرنك فرنسي (نحو 2100000 يورو).
رفضت كلود التهمة وهاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث بقيت حتى عام 1985 لتعود بعدها إلى فرنسا وتقضي 4 أشهر خلف القضبان.
حاولت بعد خروجها من السجن وإعادة تفعيل شبكة الدعارة إلا أن دائرة الضرائب والقضاء الفرنسي كانا لها بالمرصاد، وأدينت عام 1992 بتهمة القوادة وسجنت كذلك لعدة أشهر، ومنذ خروجها الأخير من السجن عاشت مدام كلود في منزل متواضع في مدينة نيس في الجنوب الفرنسي حيث قضت تقاعدها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة ليل الإثنين 19 ديسمبر 2015.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق