الاثنين، 7 ديسمبر 2015

الانتخابات الفرنسية الدور الأول: الصحافة تحت وقع "الصدمة"الجبهة الوطنية الخطر الأول في فرنسا عند أبواب الحكم

أجمعت الصحف الفرنسية الصادرة الإثنين على "الصدمة" الكبيرة التي خلفتها نتائج الدور الأول من الانتخابات التي شهدتها فرنسا أمس الأحد. وحاولت أن تتوقف عند الأسباب التي جعلت من الجبهة الوطنية المتطرفة القوة السياسية الأولى في فرنسا، والإستراتيجية الممكنة أمام الأحزاب السياسية لقطع الطريق عليها في الجولة الثانية المزمع إجراؤها الأحد المقبل.

"الصدمة"، "الجبهة الوطنية الخطر الأول في فرنسا"، "الجبهة الوطنية عند أبواب الحكم" .... كانت هذه بعض عناوين الصحف الفرنسية الصادرة الاثنين غداة الفوز الكبير الذي حققه اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان، في الدور الأول من الانتخابات الجهوية التي شهدتها فرنسا الأحد، حيث حصدت "الجبهة الوطنية" 27.96 بالمئة من أصوات الناخبين، متبوعة باليمين التقليدي 26.89 بالمئة، فيما جاء الحزب الاشتراكي الحاكم في المركز الثالث ب23.33 بالمئة.
صحيفتا "لوفيغارو" و"لومانيتي" عنونتا صفحتيهما الأولتين بـ"الصدمة"، التي تلخص وقع هذه النتائج التي وصفتها الجريدتان بـ"الكارثية" على الطبقة السياسية الفرنسية، حيث كتبت "لوفيغارو" بأن "صدمة الجبهة الوطنية تحولت إلى شيء مألوف..."، مضيفة "الجبهة الوطنية صارت أول حزب سياسي في فرنسا، لا مجال للشك في ذلك، فالحزب الاشتراكي الحاكم يتلقى خامس صفعة انتخابية منذ بداية العهدة الانتخابية لفرانسوا هولاند".
أسباب "الكارثة"
بالنسبة لصحيفة "لوكوروا" "الصدمة كانت قوية"، ومن المفروض أن تستفيق الأحزاب السياسية بيمينها المعتدل ويسارها بأسرع وقت حتى تعد العدة لدخول المرحلة الثانية من هذه الانتخابات بنفس جديد، لعلها تتمكن من وضع سكة المشهد السياسي الفرنسي على الطريق الصحيح.
حاولت الصحف الفرنسية أن تتوقف عند الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج غير المسبوقة في انتخابات من هذا النوع. وترى صحيفة "لوباريزيان" أنها ترجمت بشكل أو آخر "غضب الناخبين" نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها شرائح واسعة من الفرنسيين بسبب ارتفاع نسبة البطالة، وفشل الحكومة الحالية في إيجاد مخارج اقتصادية للأزمة.
ويضيف كاتب المقال ستيفان ألبوي أنه "لم يكن مستبعدا أن يتصدر حزب الجبهة الوطنية في الشمال وبروفانس ألب كوت دازور" بالجنوب، معتبرا أن "نسبة البطالة" في المنطقتين "تجاوزت بكثير المعدل الوطني"، وكان لسكانها الكثير من الانتظارات تحولت لمجرد "أوهام".
اليمين المتطرف تصدر النتائج وطنيا، وجاء في الطليعة بـ 6 مناطق من أصل 13

إستراتيجية الدور الثاني
تساءلت الصحف الفرنسية عن الإستراتيجية التي تسعى الأحزاب التقليدية لتبنيها في الجولة الثانية من هذه الانتخابات، علما أن الحزب الاشتراكي دعا إلى تقديم لوائح مشتركة مع "الجمهوريون"، وهو ما قوبل بالرفض القطعي من زعيم الحزب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.
صحيفة "لوفيغارو" اليمينية، زكت موقف ساركوزي، واعتبرت أن الاندماج مع اليسار في هذه الانتخابات "يعطي الانطباع للفرنسيين بأن هناك محاولة للحفاظ على مواقع ومكاسب" في الجهات.
أما صحيفة "ليبراسيون" ترى أن الصراع يجب ينتقل من يسار-يمين إلى يمين-يمين متطرف. وكتب لوران جوفران أن "المنطق الكلاسيكي بشأن العدو الرئيسي يجب أن يفرض نفسه بين اليمين واليمين المتطرف، وكل جمهوري يجب أن يفهم أن الأسوأ في انتظارنا, يجب فعل كل شيء لتفاديه"، يشدد جوفران.
وتعبتر صحيفة "لومانيتي" من جهتها، أنه "في المناطق التي يلمس فيها تهديد من قبل حزب "الجبهة الوطنية"، لا يمكن أن يحصل تردد في التصويت ضده".

حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي تقوده مارين لوبان أضافت زعيمة الجبهة فيما يشبه الاتهام "لا أحد يجهل بأن القيم التي يتبجحون بها تُختصر في رقم تسعة ملايين يورو (9.7 ملايين دولار) التي تتلقاها مؤسستهم الصحفية، التي تزعم بأنها مستقلة، من مجلس الجهة"، والذي يترأسه الاشتراكيون.
 

ليست هناك تعليقات: