صحيفة (يديعوت أحرونوت) :المُستشار القضائيّ يحيل للشرطة التحقيق مع زوجة نتنياهو بتهمة “سرقة هدايا” ومُحلل “يساريّ” إسرائيليّ يدّعي أنّ الهجمة عليها نابعة من كونها مُثيرة جنسيًا
كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، في
عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي ، كشفت النقاب عن أنّه على الرغم من الضغوط
المُمارسة على المُستشار القضائيّ للحكومة الإسرائيليّة، المحامي يهودا
فاينشطاين، بعدم الإحالة للشرطة بالتحقيق مع شارة نتنياهو، زوجة رئيس
الوزراء تحت طائل الإنذار، فإنّ الأخير ما زال متمسّكًا برأيه، وسيأمر
الشرطة بالتحقيق معها.
وفي الأيام الأخيرة، تُطرح مجددًا شهادات
لموظفين سابقين في مسكن نتنياهو، عن كون زوجته، سارة نتنياهو، قد اعتادت
على إخفاء مئات الهدايا التي حصل عليها الزوجان خلال توليهما منصب الرئاسة.
ووفقًا للاشتباه المنسوب لزوجة رئيس الحكومة، سارة، فقد تمّت تخبئة هذه
الهدايا لدى ملياردير وأحد المقرّبين من الزوجين. وقد انكشف أمر وجود هذه
الهدايا في قبو الملياردير في أعقاب ترميمات أجراها مهنيون في المنزل. وكان
القبو الذي خُزّنت فيه الهدايا مقفلاً، وفقط بموافقة ذلك الملياردير تمّ
السماح للمهنيين بالدخول من أجل القيام بالعمل. حينها تمّ اكتشاف الهدايا،
والتي في جزء منها كان مسجّلاً عليها اسم نتنياهو.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيليّة أنّ سارة
نتنياهو استمرت في الولايتين الأخيرتين لنتنياهو كرئيس للحكومة، في تخبئة
الهدايا التي استُقبلت في مسكن رئيس الحكومة، رغم التزامها بنقلها ليتم
تسجيلها وتخزينها في مكتب رئيس الحكومة. والتطوّر الأخير في القضية هو طلب
قدّمته شرطة إسرائيل للمستشار القضائيّ للحكومة وفيه طلبت التحقيق مع سارة
نتنياهو مع التحذير، ولكن محامي الزوجين نتنياهو، طالب هذه الأيام بمنع
إجراء هذا التحقيق، ولكن بحسب مصادر قضائيّة رفيعة المُستوى، كما قالت
(يديعوت أحرونوت) قوبل طلب المحامي بالرفض القاطع.
ومن الجدير ذكره أنّ تصرف سارة نتنياهو والتي
اعتادت بموجبه على إخفاء الهدايا التي تمّ الحصول عليها من قبل الضيوف، هو
تجاوز جنائي في إسرائيل ومن المتوقع أنْ يتم التحقيق مع سارة باشتباه
انتهاك النزاهة. وقد أتاحت زوجة رئيس الحكومة مؤخرًا للجمهور الإسرائيليّ
لمحة نادرة تقريبًا عن حياتها وحياة زوجها الشخصية في مسكن رئيس الحكومة،
عندما سمحت لفريق التصوير بزيارة المسكن، وأظهرت لهم إلى أيّ مدى يعتبر
المسكن متواضعًا وذلك بخلاف الادعاءات العديدة ضدّ الزوجين بالتبذير وحياة
المتعة.
جديرٌ بالذكر أنّ الزوجين نتنياهو يسكنان في
شارع بلفور بالقدس الغربيّة، وهو المسكن الرسميّ لرئيس الوزراء من قبل
الحكومة، علاوة على ذلك، يملكان فيللا بملايين الدولارات في مدينة كيساريا،
الواقعة جنوب مدينة حيفا الشماليّة. وجاء الدفاع عن سارة نتنياهو من
المُحرر الثقافيّ في صحيفة (هآرتس)، بيني تسيفر، الذي نشر مقالاً زعم فيه
أنّ مصدر العداء تجاه سارة نتنياهو هو الثقافة الذكورية التي تهيمن على
السياسة الإسرائيلية، والتي تبثّ الخوف من المرأة القوية وذات الشخصية
الجنسية المثيرة. هُرع تسيفر، الذي زار السيّدة نتنياهو في مقرّ إقامة رئيس
الحكومة، للدفاع عنها وعارض الانتقادات الموجّهة ضدّها.
وقال إنّ الزوجين يديران نمط حياة ويتصرّفان
بشكل متواضع بالمقارنة بزوجين في مكانتهما، وبالمقارنة مع الرئيس الفرنسي
وزوجته اللذين يعيشان بنمط حياة تبذيري. بعد ذلك، وصف تسيفر المشكلة
الثقافية الكامنة في جذور النقد الموجّه إليهما. وتابع قائلاً: هناك شيء
غير صحّي في الثقافة السياسية الإسرائيلية الذكورية والفاقدة لأي تهذيب
وآداب، وهو الخوف من المرأة المثيرة. بحسب رأيه، فقد بُنيت حول هذا الخوف
من المرأة المثيرة كل الحملة المكدّسة من قصص سارة نتنياهو.
وأضاف قائلا: للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل
يترأس البلاد شخص شابّ نسبيًّا، يعيش في علاقة زوجية نشطة من الناحية
الجنسية، مع امرأة شابّة والتي هي في المقام الأول زوجة وأم شابّة. وخلُص
إلى القول إنّه في كل دولة أخرى يعتبر هذا الأمر شيئًا أكثر قبولاً وشيئًا
محبوبا. وليس هنا، في بلاد لم تنجح في أن تفصل نفسها عن التعقيد اليهودي
الذي يرى في العلاقات المثيرة بين الزوجين شيئًا يجب إخفاؤه عن الأعين
عندما تكون شخصية عامّة. وماذا نفعل إذا كانت سارة نتنياهو ذات حضور لا
يمكن إخفاؤه. تلك هي خطيئتها الرئيسية، على حدّ تعبيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق