الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

«نيوزويك»: إيران تتعجرف وتتعالى.. و«إدارة أوباما» تعتذر

رأت مجلة نيوزويك الأمريكية، في عددها الأخير، أنه ومنذ التوقيع على الصفقة النووية مع إيران، تتعامل حكومة طهران مع إدارة أوباما بتعالٍ وعجرفةٍ.
وحسب المجلة، زاد السلوك الإيراني سوءاً، على عكس ما كان يأمِل مسؤولون أمريكيون.
وعلى سبيل المثال، أرسلت إيران حرسها الثوري للقتال في سوريا، وأجرت اختبارين على صواريخ باليستية، في خرق واضحٍ لقرار مجلس الأمن الدولي، وما زال زعماء إيران يُنشدون “الموت لأمريكا”، في الوقت الذي سجنت فيه إيران المزيد من الأمريكيين.
وتقول نيوزويك إن رد إدارة أوباما على هذا السلوك كان أشبه بالاعتذار منه إلى الردّ، بدليل الرسالة الهامة التي أرسلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى نظيره الإيراني جواد ظريف.
وتلفت المجلة، في إشارة أخرى لاحتقار الإدارة، إلى أن إيران أعربت عن تذمرها من إضافة متطلبات جديدة للحصول على الإذن بالزيارة، التي فرضتها الولايات المتحدة على أشخاص سافروا إلى إيران أو العراق أوالسودان أوسوريا.
وكان الكونغرس الأمريكي أجاز أخيراً تلك المتطلبات، ولم يعد بوسع الأشخاص المعنيين التوجه إلى الولايات المتحدة،بلا تأشيرة، وإن كانوا رعايا دول مستفيدة من برنامج “الإعفاء من التأشيرة”.
وتقول نيوزويك إن الهدف من هذه الإضافة، منع دخول إرهابيين إلى الأراضي الأمريكية بفضل البرنامج الذي يسمح لهم بتجنب إجراءات التأشيرة، وتقديم معلومات مطلوبة.
واشتكت إيران من”اللوبيات الصهيونية” التي وضعت القواعد الجديدة، في تذكيرٍ جديدٍ بطبيعة النظام الإيراني.
وتتساءل نيوزويك عن كيفية رد الولايات المتحدة على تلك الشكاوى، فتقول “هل شجبت الإدارة الأمريكية تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الذي هاجم اللوبي الصهيوني؟ هل لفتت الإدارة نظر إيران إلى أنها أكبر دولة راعية للإرهاب؟ هل ذكّرت الإدارة بخرق إيران لقرارات مجلس الأمن الدولي، واستمرارها في سجن أمريكيين أبرياء؟”.
وتُجيب المجلة إنه “لم يحصل شيء، بل العكس هو ما حدث، فأرسل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، رسالة إلى نظيره الإيراني جواد ظريف، شكره على اللقاء البناء” الذي جمعهما، وأكد له أن الولايات المتحدة لا تريد الإضرار بمصالح إيران، والتزامها برفع العقوبات طبقاً لبنود خطة العمل المشترك.
وكتب كيري في رسالته “أما عن متطلبات التأشيرة التي أقرها الكونغرس، فإن الإدارة تملك سلطة تعليق القرار، ولن يتعارض تطبيقه مع مصالح إيران التجارية المشروعة. وفي هذا السياق، نستطيع الاستفادة من الوسائل المتاحة، مثل منح تأشيرة زيارة تجارية مدتها عشر سنوات، صالحة عدة مرات”.
وتلفت نيوزويك النظر إلى كلمات الامتنان والشكر التي قدمها كيري لظريف على” اللقاء البناء”، فالمعروف لدى الجميع أن ظريف يعمل على خدمة مصالح إيران، ولا يستحق شكراً خاصاً من مسؤول أمريكي على ذلك.
أما لهجة الرسالة، فربما كانت ستناسب وزير خارجية كندا مثلاً، لا إيران.
وتقول المجلة “هل يفترض أن نؤكد لممثل نظام قمعي، أنه وبغض النظر عن سلوكه، سنعمل ما في وسعنا للدفاع عنه وخدمة مصالحه، وتسأل كيري؟”.
وتقول نيوزويك: “كان من الأجدى لو عرض كيري على إيران استعداد الإدارة الأمريكية للعمل على تعديل القانون الصادر عن الكونغرس، لو حسنت معاملتها لمواطنين أمريكيين اعتقلتهم واحتجزهم دون وجه حق”.
ولكن المجلة ترى أن كيري، أكثر مراعاة لمشاعر مسؤولي إيران، من الحرص على تحرير أمريكيين، أُهملت قضيتهم أثناء المفاوضات النووية.
وفي نهاية مقالها تتساءل نيوزويك “هل تُنسى قضية السجناء الأمريكيين إلى الأبد، حمايةً للمصالح التجارية الإيرانية؟”.

ليست هناك تعليقات: