فلسطين : كتبت اميرة رحال
آهة كبيرة في القدس و دموع قبة الصخرة رافضة العيد ..عيد فيما بعده يلهو و يلعب المغتصب في باحات الأقصى و قد انقضى شهر سعد فيه بلقاء أحبته و صلوا سويا لحامي البيت ..
في رام الله عيد منتفض , فصديقي لا يستطيع النوم في سريره بسبب شخير المستوطن " مردخاي " الذي لا يسمعه مفاوض أصم ..
جدران سوريا تبكي فاقدة أهلها إما تحت التراب و إما فوقه في مخيمات اللجوء الحدودية ..
عيد متمرد في مصر أطاح بدكتاتور جعل جزءا من عيدها في رابعة معتصم فشق العيد عيدين بوجهين ..
و للناصر يهتف عيد تونس , لازال في بداية الطريق ..
بغداد يا حبيبتي جفاك العيد منذ سنوات , هم شنقوه فتوشحت المناسبات بعده بالأحمر القاني ..
و ماذا عنك يا غزة ؟؟؟ يا غزة .... آلو يا غزة ....
انقطع الاتصال بسبب رداءة الصوت ..
أما أنا فلا تسألني عن شعوري لأنه سيؤلمك , فكأن قلبي اعتصر و لم يرجع نبضه منذ نظرت إلي تلك المسكينة بنظرة بائسة و تمتمت " حسبي الله " و لأنني لست صماء لازالت حروفها في أذني و لا أعرف إن كانت تعاسة حظ أن أركب تاكسي بجوار صبية و أمها , أخذت تلك الصبية تحدق في بنظرات غريبة ثم تضرب ركبتها ضربا خفيفا و تقول " حسبي الله "
هي مسكينة لكنها ليست مجنونة , اعتقدتني من الطبقة الرأسمالية .
نظرت إلي أمها و أشارت لي بحركة أن ابنتها مسكينة أو كما نقول " عالبركة "
لكن الصبية نظرت إليها و لازالت تضرب ركبتها : بدي خوخ و بدي موز و بدي تفاح ..
الأم : طيب يما مش الخوخ بدو , و تقصد " أن هذه الأشياء لشرائها تحتاج نقودا "
هذه الصبية المسكينة لم تطلب معجزة و مطالبها لا ترهق ميزانية الحكومة , لكن ما يرهق الضمير أنها ليست حالة و قابلتها في سيارة .. هي حالات , فهل سمعها الراع كما سمعتها أنا !!!
هل أصبحت بلادنا حقولا لا تزرع سوى الأجساد البائسة ؟؟
هل أصبح ضروريا علينا لننعم بعيد سعيد أن نحصل على مكب نفايات كبير نتخلص فيه من كل قاذورات الذاكرة ؟؟
فعلا نحتاج لكنه يستحق ميزانية مدروسة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق