امرأة من الصحراء
قصة من الكويت
كتبت أميرة رحال
صحراء قاحلة
وشمس حارقة
والقاع رمضى
ليست سوى تلك السنين اللتي مضت و ولت
و لم نكن ممن عاصروا احداثها
و لم نكن ممن عانوا تقلباتها في اليوم والليله
بين نهار صيفي جاف وليل شتوي قارص
رحلة تآمل في آحداثها وتفاصيلها
على ظهر"الذلول " محتضنه طفلها غصاب ذو السنه الآولى و عينها تاره تراقب ابنها مبارك ذو الرابعه عشر وهو على ذلوله وتاره تراقب زوجها المنهك حافي القدمين الذي آثَرَهُم على نفسه و ارتحل يقودهم "رجلي" دون آن يمتطي ظهر الذلول..
ابو مبارك رجال بدوي "يشد وينزل" في اماكن الرعي بحثاً عن الربيع وإن شد من غير حلال
آول ماينزل له في "فيضه" ويستقر في مكان جايز له راح وشرا له حلال (غنم ) ولا يرضى إلا
"بمية راس" و آكثر كان يتميز بكرمه وبورعه وسماحته وغيرته على دينه وغيرته الشديده على اهل بيته بجانب صفات آخرى لايتميز بها الا رجال بدوي يتقن مسكة "السيف الشطير في نهار الملآقآ العسير" ...
ام مبارك إمرآه جميله بكل ماتعني الكلمه بداوتها اضفت على انوثتها ثوب من الحسن الساحر
لاتنطق إلا بما يعني ولاتقول حتى تفعل كانت بجانب واجبات امومتها "راعية بيت" مؤديه لجميع واجباتها المترتبه عليها لزوجها في الحل والترحال فكانت "تحطب"و "تروي"و"تسدي" و"تحلب" إلخ..
كانت إمرآه عامله من الدرجه الآولى بلا معين ..
قرر ابو مبارك أخذ ولده مبارك لـ فلان في الديره الفلانيه وإذا ماخانتني الذاكره اظن انها بريده
آملا بإن يكون شفاء مبارك على يده بعد الله وذلك لخوفه بإن يآخذ المرض ابنه بعد ان اخذ منه ابنته
مبروكه اللتي كانت ملاك بصورة انسان بروايه اخرى على لسان احدى العجائز
""ماهيب من بزران الدنيا ذي من بزران الجنه""
تقصد بإنها من طيور الجنه جايز سبحان الله فقد كانت تمتاز بآشياء كثيره تجعل العاقل يؤمن بإنها
ليست من اهل الدنيا غير ذلك كانت تعمل بلا كلل ولا ملل وتلبي لكل صغيره وكبيره مطيعه لوالدتها
تحنها من التعب كثير قد تمنعها احيانا من العمل وتقول لها "يمه انتي ماتشتغلين وانا موجوده انتي تقعدين مع النسوان وانا اسوي كل شي" كان لها اسلوب يميزها كفيل بإن يزرع لها في صدور من حولها مكانه خاصه قد شغفت ام مبارك بحب ابنتها مبروكه الذي لازالت الى هذا اليوم
""تتنهد على طاريها"" ولا زالت لهذا اليوم تروي عن ابنائها الذين طبعوا حبهم في قلبها
ثم فارقوا الحياه لتبقى على آمل بإن الله سيجمعها بهم في جنة عرضها السماوات والارض....
ماتت مبروكه بمرض الجدري في السنه اللي كان فيها هالمرض منتشر بالكويت
حزن عليها الكل ولكن حزن مبارك عليها غير كان "يتنشقها" من كثر حبه لها
الفرق بينه وبينها 6 سنين كان هو الأخ الأكبر ويحمل نفس الصفات اللي فيها واكثر
ماتت عمرها 8 سنين وهو كان عمره 14 سنه خبر وفاة مبروكه كان كفيل بأن يقضي عليه
لحظتها ولكن قدر الله وما شاء فعل ..
اتجه مبارك الى والدته وارتمى بين احضانها الدافئه ليشكو لها ظلم الزمان ""يمه اختي ليه ماتت
انا احبها"" لم تكن ام مبارك بحال افضل ولكن شفقةً على ولدها تناست آلمها واخذت تخفف عنه
""مبارك وانا امك سم بالرحمن بسم الله عليك ياولدي وش حنا ذاخرين في ذا الدنيا اموات عيال اموات قل لا إله إلا الله جعلني قبلك لاتجزع من قضى ربك وانا امك دربٍ ماشين فيه""
مبارك ""انسل حاله"" وبان عليه التعب حتى اشفق عليه والده الذي حزن حزناً شديدا على فراق ابنته ولكن كان اكثر صلابه امام ابنه فبالرغم من المه كان يرى ""العوض براس مبارك""..
ولهذا السبب وكثرة مخاوفه على مبارك و ""تردي حالته"" قرر بإن يسافر به الى ذلك الرجل
لكي يقوم بــعلاجه عن طريق الكي بعد ان فوجئ بإنتقال العدوى من مبروكه الى مبارك
فبادر فوراً ""بالشديد"" فما كان من ام مبارك إلا ""طوي البيت"" و إعداد "" الزهاب""
استعدوا للرحيل عن ارض الكويت متجهين للمملكه على ظهور الدواب بعد ان باع ابو مبارك
كل حلاله و سلم على ابيه و امه و ربعه على امل بأن يعود إليهم ومبارك متشافي بإذن الله...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق