السبت، 10 أغسطس 2013

المشهد السياسى ؛ انتهى حكم الاخوان رسالة الى الغرب والامريكان ‏المحلل السياسي : محمد عبدالفتاح محمد‏


ماكينة الإخوان الدعائية في الخارج، بما لها من ارتباطات وأصوات منتشرة تدعي أنها الإسلام وتمثل المسلمين، لعبت على ثلاثة أوتار؛ 
الأول ،القول إن عزل الرئيس مرسي إسقاط لشرعية منتخبة. والثاني، أن ثورة الشارع في الثلاثين من يونيو (حزيران) مجرد انقلاب عسكري. والأخير اللعب على وتر الإرهاب زاعمين أن وجود جماعة إسلامية في الحكم يمنع الإرهاب! والحقيقة قد تلتبس الحالة المصرية على من هو خارج القاهرة، لأن الثلاثة أسباب جميعها صحيحة جزئيا، إنما الصورة كاملة مختلفةالتنظيم الدولي للإخوان ومنذ تأسيسه، يمتلك شبكة اتصالات دولية وربما تكون قوية، مع عدد من كبار المسؤولين في دول كبرى، كانت داعمة في احتكار التنظيم لمكتسبات ثورات الشباب.  والسيناتور الأمريكي جون ماكين، أعلن مؤخرا دعمه لقادة الإخوان، مطالبا بالإفراج عنهم ومشاركتهم في المحادثات، كما أنه اعتبر ما حدث في مصر انقلابا وليس ثورة شعبية، انتصر لها الجيش .  لا يمكن تجاهل اللقاءات التي عقدها السيناتور جون ماكين والسيناتور جون كيري مع قيادات الجماعة خلال إدارة المجلس العسكري السابق لشؤون مصر منذ عام 2011. فلقاءات ماكين مع قادة مكتب الإرشاد وضعت خطوط التعاون الأمريكي الإخواني لمرحلة ما بعد مبارك، بما يحفظ للإخوان الاستمرار في الحكم مقابل الحفاظ على مصالح واشنطن في المنطقة. وجون ماكين هو من قدم الشكر لقيادات الجماعة للمساعدة في الإفراج عن الأمريكان المتهمين في ما يُعرف بـ "التمويل الأجنبي" للجمعيات الأهلية في يوليو 2011 . كما أن بيانه الصادر في هذ التوقيت والذي تحدثت عنه "نيويورك تايمز" كشف تعهد نائب المرشد العام خيرت الشاطر والإخوان بعدم المساس باتفاقيات السلام مع إسرائيل، وخروج "حماس" من عباءة دمشق وإيران، والحفاظ على المصالح الأمريكية، وأن يتم التنسيق مع السفيرة الأمريكية آن باترسون.  لقد كانت البداية في دعم إدارة أوباما للإخوان خلال الحملات الانتخابية البرلمانية والرئاسية والتي كشف عنها "ميت رومني" منافس أوباما في مناظرة علنية خلال الانتخابات الرئاسية.  ثم جاء اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل عام 2012 والذي تضمن وقف إطلاق الصواريخ من غزة والهجمات عبر الحدود بضمانات مصرية.   كذلك جاء اعلان الجماعة الالتزام باتفاق كامب ديفيد للسلام بين القاهرة وتل أبيب، رغم معارضتها للاتفاق آنذاك، كما تخلت عن كثير من أدبيات الإخوان فيما يتعلق بإسرائيل والقضية الفلسطينية. وعقب خروج الملايين من المصريين في 30 يونيو الماضي وانحياز الجيش لإرادتهم برفض حكم الإخوان، ارتبكت من جديد الإدارة الأمريكية في ما يتعلق بسياستها في مصر والمنطقة.  فشل الإخوان في إدارة الدولة المصرية، أفشل المشروع الأمريكي بآلياته الأوروبية والتركية، ومن هنا يمكن تفسير مواقف عدد من الدول التي مازالت تدعم الإخوان، رغم خطاب العنف والدم والتطرف والإرهاب الذي يصدر من منصة رابعة العدوية والنهضة كل يوم . وقد جاء مؤخرا البيان الأمريكي الأوروبي المشترك الذي يُحمِل الحكومة المصرية المسؤولية، واعتبر موقفا داعما لممارسات الجماعة وانحيازا كاملا الى الإخوان في مواجهة الحكومة الانتقالية، الأمر الذي أثار غضب المصريين وتصاعدت معه حالة الرفض لأي صورة من صور التعاون مع الإدارة الأمريكية، وارتفعت أصوات تنادي بقطع العلاقات مع واشنطن وانطلقت الحملات الشعبية لرفض المعونة.  زيارة ماكين وغراهام إلى مصر جاءت بعد طلب من الرئيس الأمريكي بعقد مباحثات مع أطراف الأزمة، رغم وجود مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز في القاهرة، وقبل ساعات قليلة من المؤتمر الصحفي لـماكين أعلن البيت الأبيض أن ماكين يمثل نفسه ولا يعبر عن الإدارة الأمريكية، فهل هذا ارتباك في موقف واشنطن؟ أم إرباك للمشهد المصري بتصريحات دفعت الإخوان الى مزيد من التعنت بما لا يساعد في حقن الدماء ونبذ العنف.  الإدارة الأمريكية التي مهدت الطريق لوصول الإخوان الى حكم مصر، وتقاتل حتى اللحظة الأخيرة دفاعا عن الإخوان، عليها أن تدرك أن الشعب المصري فرض الأمر الواقع بالفعل وليس أمام واشنطن غير التعامل مع النظام الجديد الذي أفرزته الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو وأنهت حكم الإخوان.

ليست هناك تعليقات: