الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

رجب طيب اردوغان الارهابي و الانفعالي و الشتام علي طريقة القبضايات ( البلطجية ) هشام بكر


تميز بعادة الشتم التي عرفنا أنه تاب عنها أكثر من مرة، ليعود ويشتم من بعدها. وآخر ما نعرفه عن توباته المتلاحقة عن عادة الشتم هي , و قد شتم قاضياً ينظر في قضية انتخابه رئيساً لبلدية اسطنبول ، و اخيرا قادته خلفيته الشتامة الي ذنب لا يغتفر من أهانة شيخ الازهر المصري و من هنا نفتح الملف الاسود لاردوغان ..  

نقدم في هذا التقرير الحياة الخلفية والأعماله التجارية لأردوغان :
2. نشأة أردوغان.
3. عائلة أردوغان؛ زوجته وأبناؤه.
4. أردوغان والطرق الدينية:
- ظاهرة الشيخ فتح الله غولن الملقب بخميني تركيا.
5. أردوغان يدخل العمل السياسي من بوابة الطرق الدينية.
6. أردوغان والعمل التجاري.
- الفساد في سيرة أردوغان.
7. تمازج الاقتصاد والسياسة والشيوخ في مسيرة أردوغان.
- أردوغان يتزعم العثمانية الجديدة (وسائل الإعلام)
8. شخصية أردوغان:
- الانفعال على طريقة "القبضايات"
- المخاتلة؛ الازدواجية وتعدد المكاييل.
- العلاقات المشبوهة:
§ الملياردير السعودي المدان بالعلاقة مع القاعدة ياسين القاضي.
§ المليارديرون اليهود: سامي أوفر، عزير غاريح، اسحاق آلاتون.
9. أهم رفاق أردوغان:
- عبد الله غول.
- بولنت آرنتش الآتي من صفوف اليسار.
- عبد اللطيف شنر المنشق عنه.
- جونيت زابصو الآغا الكردي والمليونير الإسلامي.
10. أردوغان واللوبي اليهودي (المليارديرون اليهود، جونيت زابصو، واعترافات المنشق عبد اللطيف شنر... محاولة تكوين تصور عن نشوء العلاقة وسيرها الحالي)
11. أردوغان ينشق عن معلمه السابق أربكان وينطلق نحو الحكم.
12. الفضائح المغطاة للدولة التركية:
- كيف تسير العدالة في تركيا
- الدولة الباطنية.
- قمع المظاهرات.
- آبار الموت.
- فضائح جهاز الاستخبارات (Jitem)
- ظاهرة الاغتيالات المسجلة ضد مجهول.
- أهم معتقلي الرأي في تركيا.
1 . أصل أردوغان
هناك ثلاث نظريات مختلفة عن أصل أردوغان تتفق كلها أنه ليس تركياً أصيلاً:
1. يهودي: حسبما قال Ergün Poyraz في كتابه أبناء موسى، وزوجته أيضاً يهودية بحسب هذا الباحث.
{مقابلة Ergün Poyraz}
2. رأى الكاتب Y. Küçük أن نسب أردوغان قفقاسي، وأن ثلاثة من أهم أركان حكومته هم من يهود الخزر (كرماشيون)
{... نص مقابلة Y. Küçük مع أودا تي في وأولوسال كانال}
3. جورجي: عند قيام أردوغان بزيارة رسمية لجورجيا، وأثناء المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الجورجي، قال أنه جورجي الأصل.
{صورة أردوغان مع ساكاشفيلي...}
4. لازي: (اللاز قومية صغيرة من بقايا الروم، تقيم في منطقة الساحل الجنوبي للبحر الأسود، شمال تركيا) في تصريح لأردوغان عن حديث أجراه مع أبيه أنهم لازيو الأصل.
يمكن التوفيق بين كل أو بعض النظريات الثلاث السابقة؛ فيمكن القول مثلاً أن أردوغان يعود بأصله إلى الأقلية اليهودية الموجودة في جورجيا، وهي من الخزر على أية حال، ثم انتقلت عائلته إلى ريزه بشمال تركيا حيث أسلمت بين اللاز، والكثير من عائلات تلك المنطقة حديثة الإسلام نسبياً، ومن الوارد جداً أن تكون عائلة أردوغان إحداها (ويوجد لدى الصحفي E. Çölaşan صورة عن قيد مدني لأردوغان فيها أسماء إسلامية محرفة حسب اللفظ اللازي: فاطمة أصبحت فاتولي، حواء أصبحت هاوولي...) ومن هنالك انتقلت العائلة، وتم تتريكها بشكل تام، في اسطنبول / حي قاسم باشا الشعبي حيث ولد ونشأ رجب طيب أردوغان.
2 . حي قاسم باشا:
ولد أردوغان وشب في هذا الحي الشعبي. ويجب لفهم شخصيته أن نفهم طبيعة الأحياء الشعبية الاسطنبولية خاصة. وربما تكتسب، في هذا الإطار، أفلام المخرج التركي الراحل يلماز غونيه أهمية خاصة؛ ففيها نتعرف على الشخصيات النموذجية المقتبسة من واقع اسطنبول؛ نتعرف على شخصية "قبضاي الحي"، وعلى بذور الثوران الاجتماعي المتراكم. لقد كانت هذه الأحياء، ومنها قاسم باشا، الخزان الاجتماعي لحركات اليسار الثوري الذي قمع عام 1981. كما كان أيضاً النبع الذي منه غرفت الطرق الدينية المتعصبة مريديها.
{يلماز غونيه وقادر إنانر، ومسلسل قره جمرك...}
من هذه البيئة اكتسب أردوغان خواصه المميزة التي لازمته طويلاً، والتي لم تكن دائماً متسقة مع الأعراف الدبلوماسية. ومنها انفعاليته على طريقة "قبضاي الحي" {مشهد دافوس، beni küfrettireceksiniz...} كما تميز بعادة الشتم التي عرفنا أنه تاب عنها أكثر من مرة، ليعود ويشتم من بعدها. وآخر ما نعرفه عن توباته المتلاحقة عن عادة الشتم هي بعدما شتم قاضياً ينظر في قضية انتخابه رئيساً لبلدية اسطنبول. ولكن لا يمكننا إلا أن نعترف بأنه كان مبتذلاً للغاية في رده على مزارع البندق الذي شكا الأوضاع المادية:
{المزارع: إمنا بكيت يا سيادة الرئيس!
أردوغان: إي خود أمك وروح من هون، حاج تمثيل ولاك!!!}
كما أنه في مقابلة له مع الصحافي أوغور دوندار لم يتمكن إلا أن يستخدم كلمة (الخرية) للتعبير عن التخريب الذي تقوم به مجموعات الفساد {نص المقابلة مع دوندار: خروا بالدولة، خروا بالجيش، خروا بالأمن...}
{أردوغان: لن تسمعوا منا شتيمة أو كلاماً نابياً، نحن لا نقولها ولا نسمح لأحد بقولها}
3 . عائلة أردوغان
زوجة أردوغان السيدة أمينة، التي قال عنها زوجها أنها من أصول عربية.
- ابنه أحمد براق يمتلك أسطولاً للنقل البحري. وقد قتل مغنية تركية أثناء قيادته السيارة بدون رخصة.
- ابنه نجم الدين بلال كان يعمل في شركات توزيع وتسويق المواد الغذائية التي أسسها والده. هو حالياً موظف في البنك الدولي في وظيفة أمنها له الرئيس بوش.
- ابنته سميا درست في أمريكا. وهي التي تناولت العشاء مع روبرت دي نيرو على ضوء الشموع.
- ابنته إسراء درست في أمريكا. زوجها رئيس مجلس إدارة قناة ATV.
4 . أردوغان والطرق الدينية
لا يمكن الحديث عن رجب طيب أردوغان دون المرور على انتمائه الديني المتعصب...
وفي الحقيقة يجب لفهم طبيعة انتمائه أن نلم بطبيعة الطرق الدينية في الأناضول.
فلنتخيل صورة المواطن البسيط الذي يمارس عمله بنزاهة (يمشي الحيط الحيط ويقول يا رب السترة) ويصون بيته وعائلته مجتهداً لتأمين مستقبل أفضل لأبنائه، يتوجه أيام الجمع والعيد مع أبناء الجماعة لأداء الصلاة في المسجد، يستمع لتوجيه إمام المسجد، يتصدق ببعض "المصاري المنقامة لجنب"... قد يجلس في المقهى قليلاً يتجاذب أطراف الحديث مع بعض الأصدقاء ويشاركهم التخوف من الوضع السياسي الحالي، ثم يعود مساءً لبيته ليجلس على رأس مائدة العشاء ومن حوله الأبناء (ولربما أبناء الأبناء)
هذه الصورة لا تناسب أبداً المتدينين المتعصبين أعضاء الطرق الدينية... الطرق الدينية مركبة تركيباً مختلفاً جداً؛ إذ أنها تمتلك تنظيماً سياسياً - دينياً يقوم على فكرة الولاء الشديد للقائد، ويدعى المرشد أو الخوجا أفندي. وعلى الأغلب يتم الزعم بأن نسبه ينتهي إلى الحسن أو الحسين عليهما السلام. أما الأفراد فيطلق عليهم اسم المريدين. ويطلق على الجامع أو الزاوية أو التكية التي تشكل مقر الطريقة اسم الدرغاه.
وإضافة لتفسيرها الخاص للكثير من أحداث وأحكام الإسلام فللطرق أيضاً طقوسها الدينية التي تمتاز بعضها بالسرية، فعلى سبيل المثال للطريقة النقشبندية طقس سري يسمى الرابطة؛ يقوم على فكرة ايجاد رابطة "ما ورائية" مع المرشد أو الولي أو حتى النبي، ويتم من خلالها "تنوير المريد" وعلى كل حال فأكثر ما يهمنا هنا هو أثرها السياسي.
يمكننا وضع تأريخ موضوعي لبدء الصعود الحالي للطرق الدينية والإسلام السياسي في عام 1980، وهو تاريخ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحركة اليسارية المتنامية؛ فبعدد كبير من أحكام الإعدام، وعدد أكبر من الاغتيالات المشبوهة "المسجلة ضد مجهول"، وبنظام قمعي تعسفي تمكنت الطغمة العسكرية الحاكمة من قتل كل التيارات الفكرية اليسارية والليبرالية، وقضت على التفكير النقدي، مما حول تركيا إلى ساحة فارغة أمام مشايخ الدين. وليس من باب المصادفة ان المشايخ كانوا عوناً للعسكر آنذاك في القضاء على الفكر النقدي تحت شعار محاربة الشيوعية.
بمرور الوقت امتلكت الطرق الدينية موازناتها الخاصة، ودخلت العمل التجاري؛ لا بل برز مصطلح الشركات الخضراء والرأسمال الأخضر، أي الممول من الإسلاميين. منها، على سبيل المثال؛ شركة أولكر لمنتجات البسكويت والشوكولا، التي كان أردوغان وكيلها ومسؤول تسويقها في اسطنبول؛ وبنك البركة الإسلامي، الذي كان عبد الله غول ووزير المالية كمال أوناكتان مسؤولين فيه (وأحد مموليه هو الملياردير السعودي ياسين القاضي المعتقل حالياً لعلاقته بتنظيم القاعدة) وأيضاً معمل المحركات "غوموش موتور"، الذي كان نجم الدين أربكان رئيس مجلس إدارته.
وبرزت بشكل موازٍ حملات جمع تبرعات من قبل مشايخ الطرق لصالح "العمل على تأسيس الخلافة الإسلامية" و"إعادة حكم الله إلى اسطنبول التي حكمها الطواغيت"، وهي تتوجه بشكل خاص للمغتربين الأتراك العاملين في ألمانيا، كما التزم عدد من رجال الأعمال المرتبطين بالطرق بأداء جزء مئوي من دخلهم لصالح الطريقة التي ينتمي إليها كل منهم. وجريدة جمهورييت في عدد لها عام 2005 نعتت ظاهرة جمع التبرعات بالخرطوم الأخضر كناية عن "الشفط الإسلامي" ونقلت عن غرفة تجارة أنقرة تقديرها لحجم هذه الظاهرة بخمسة عشر مليار يورو (إذا كان الوضع كذلك عام 2005 فهو الآن، وبكل تأكيد، تجاوزه بأضعاف مضاعفة) وفي السنوات التالية اتخذت حملات جمع التبرع شكلاً أكثر مؤسساتية بمشاركة عدد من وزراء حكومة أردوغان، وأضحت التبرعات تجمع بضمانة "السيد رجب طيب أردوغان أفندي" ولكن عندما أحس بعض المتبرعين بالغبن قام أردوغان بالتبرؤ ممن جمع التبرعات. ومن أبرز الفضائح ذات الصلة قضية الجمعية الخيرية الألمانية المسماة "منارة البحر" حيث أظهرت تحقيقات ألمانية وجود تحويلات مالية مشبوهة وبعيدة عن العمل الخيري، وتورط في الفضيحة الفرع التركي للجمعية والقناة السابعة الإسلامية التي تمتلك كلا الجمعيتين. ولكن القوة الكامنة للإسلاميين داخل أجهزة الأمن أدت لمنع المحاكمة وتغطيتها.
بانفتاح الأعمال التجارية أصبح للطرق مكانتها الراسخة، وبدأت من جديد تطمح لتعزيز هيمنتها، ورسمت بوصلتها بهذا الاتجاه، وأعطت التوجيهات للمريدين نحو التغلغل في الجيش والأمن ووسائل الإعلام والحياة السياسية والقضاء، وأجازت لهم اخفاء نواياهم الحقيقية مؤقتاً. وفي المحصلة نجحت نجاحاً كبيراً من حيث تغلغلها في الحياة السياسية، إذ أن كثيراً من السياسيين من مختلف الأحزاب كانوا مريدين في هذه الطريقة أو تلك؛ منهم رئيس الجمهورية السابق تورغوت أوزال؛ رئيس الجمهورية السابق سليمان دميريل؛ رئيس الوزراء السابق مسعود يلماز؛ رئيس الحزب القومي التركي ألب أرسلان توركيش؛ رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، إضافة للغالبية العظمى من أعضاء حكومة حزب العدالة والتنمية الحاليين.
كما أن تغلغلهم في وسائل الإعلام كان قوياً، وهم حالياً القوة العظمى في دنيا الإعلام التركي، وعلى سبيل المثال فإن رئيس مجلس إدارة قناة ATV هو صهر أردوغان.
وإن قضية أرغنكون (قضية التنظيم المتهم بالتخطيط للانقلاب على الحكومة) والطريقة التي استخدمت فيها هذه القضية لتصفية الحسابات (اعتقل أحد أشهر ضباط الأمن، واسمه حنفي أوجي، وكان مشهوراً بالقسوة والتعذيب ضد الحركات اليسارية، بتهمة العلاقة مع منظمة يسارية متطرفة اسمها "المقر الثوري") وكذلك اعتقل صحفي اسمه سونر يالتشين، كان أول من فضح على الملأ الاغتيالات "المسجلة ضد مجهول" التي نفذها جهاز أمني لارسمي (Jitem) في المنطقة الكردية، اعتقل هذا الصحفي بتهمة الانتماء لنفس العصابة التي نفذت الاغتيالات. أظهرت هذه القضية القوة الكامنة للطرق الدينية داخل قوى الأمن التركي. ومن جهة ثانية فإن الشكل الغريب الذي غطيت به قضية جمعية "منارة البحر" والحصانة التي منحت للمتهمين أبانت التغلغل الكبير للإسلاميين حتى أنهم أداروا وجههم للجبهة القادمة لحروب الاستيلاء: الجيش والقضاء. وحالياً أغلب ما نراه ونسمع به من معارك سياسية في تركيا هو لاستكمال السيطرة التي لم تتم بعد في هذين القطاعين.
ومن المثير للانتباه أنه ولفترة طويلة رفع التيار الإسلامي التركي هدف "تفجير ثورة إسلامية" كما الثورة الإيرانية. ولكن حالياً أردوغان ينادي بالعلمانية، ويقول عن نفسه أنه تغير وتطور، وأن الوسائل القديمة لم تعد نافعة.
هنا سنركز على درغاه يتبع الفرع الخالدي من الطريقة النقشبندية وهو درغاه غوموشهانوي الذي خرّج أبرز قادة حكومة حزب العدالة والتنمية، وعلى رأسهم أردوغان نفسه. وعلى الطريقة النورية بقيادة الخوجا أفندي فتح الله غولن.
حكومة حزب العدالة والتنمية تقوم أساساً على تحالف يجمع الفرع الخالدي للطريقة النقشبندية وخاصة درغاه غوموشهانوي والدرغاهات الموالية له في المدن الأخرى (رجب طيب أردوغان) مع الطريقة النورية (فتح الله غولن وعبد الله غول) بالإضافة لتواجد ليس قوياً جداً للطريقة القادرية. ورغم التنافس والصراعات السرية العديدة داخل الحزب، والتي زادت أحيانا عن مقدرة أردوغان على الاستيعاب حتى انشق عنه مساعده المقرب عبد اللطيف شنر، إلا أن القاعدة هي أن وحدة الحال بين هذه الطرق أقوى من عوامل التفريق. ولذا فإن أردوغان وغولن يجب أن ننظر إليهما كحليفين بينهما بعض التنافس. وإن خلفية كلا الرجلين تجعل من المرجح أن يكون خلافهما، في حال حصوله، سرياً أكثر منه علنياً. ولمتابعة خلافهما لا يجب أن ننتظر التصريحات الإعلامية، بل أن نتمعن في حقيقة الوضع على الأرض، فعندما نرى قضية فساد يتهم بها رئيس بلدية محسوب على أردوغان، على سبيل المثال، نستطيع أن نستشف من واقع تغطية قناة STV العائدة لفتح الله غولن، طبيعة الجو حالياً بينهما...
عراب الاتفاق النقشبندي النوري (أردوغان - فتح الله غولن) هو عبد الله غول (المريد في الطريقة النورية)، وهو حالياً ضامن استمرار التحالف. وهو الذي لعب دوراً بارزاً في انشقاق أردوغان عن أربكان (كلاهما نقشبنديان)، وفسخ الحلف القديم بين أربكان وغولن، ليقام الحلف الجديد الحالي.
درغاه غوموشهانوي:
تحول إلى درغاهات متعددة مترابطة ويمكن أن نعتبره الحالة "المدنية" التركية من الفرع الخالدي "القروي" الكردي للطريقة النقشبندية. يقول عنه الباحث سونر يالتشين ما يلي: «لم يكلوا بل استمروا بالنضال، وبعد أن أغلق حزبهم الأول حزب النظام الملِّي (من كلمة ملَّة المتجذرة في الثقافة الإسلامية)، تتابع الإغلاق: حزب السلامة الملِّي، حزب الرفاه... كلها أغلقت. لكنهم لم ييأسوا وفي النهاية استلموا الحكم. وكان أول الاجراءات قيام أربكان بتوقيع اتفاقية الدفاع المشترك مع اسرائيل (28.8.1996) الإنسان لا يستطيع إلا أن يسأل: كل هذه المعارضة منذ قانون التنظيمات والتي استمرت 150 عاماً كانت لهذا الهدف إذاً؟» [قانون التنظيمات: فرمان أصدره السلطان عبد المجيد عام 1839 نظم العديد من الشؤون الإدارية للسلطنة بشكل يتشابه وأسلوب الإدارة الأوربية]
أبرز وجوه الدرغاه هو الخوجا أفندي محمد أسعد جوشان الذي لعب، كما قيل، دوراً في اضعاف سلطة أربكان لأن الأخير لم يبايعه عندما أصبح شيخاً للدرغاه، بل بايع شيخاً آخر منافساً {مشهد أردوغان جالساً عند ركبة جوشان في الدرغاه}
الطريقة النورية وفتح الله غولن:
أسسها بديع الزمان سعيد النورسي... ولكن أكثر ما يهمنا هنا هو شخصية رئيسها فتح الله غولن؛ ومما يصدمنا هنا، كعرب، موقفه السلبي من العروبة، إذ أنه يعتبر الإسلام التركي (إسلام المدينة) أرفع من الإسلام العربي (إسلام الصحراء) كما ينعت العرب بالخونة الذين خانوا ،على حد قوله، إخوتهم الأتراك في الحرب العالمية الأولى. طبعاً ليس العرب وحدهم من لم يقف مع الأتراك في الحرب العالمية الأولى، لكن تركيز الشيخ عليهم وحدهم يؤكد عنصريته الغريبة ضدهم، وهذا موقف غريب في التيارات الإسلامية الغير عربية، إذ أنها كلها، بشكل أو بآخر، تعطي العرب مكانة ما لأن النبي محمد (ص) عربي والقرآن عربي. ولذا فهذا الشيخ يمثل حالة شاذة جديرة بالدراسة {مشهد خطبة فتح الله غولن...}
على كل حال هو حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية هرباً من دعوى مقامة ضده في تركيا، وفحواها «تأسيس تنظيم يعمل على التغلغل وزرع المريدين في صفوف الجيش بهدف الانقلاب على النظام العلماني». ويقيم في مزرعة تبلغ 137 دونماً، وفيها عدة منازل صغيرة متجاورة. وبأوقات محددة ينظم مريدوه رحلات إليه في المزرعة تشبه رحلات الحج، ويقيمون في تلك المنازل. وقد حصل على البطاقة الخضراء التي تمكنه من الإقامة الدائمة في أمريكا بعد أن قدم خطابات توصية من عدة أشخاص من ضمنهم بول وولفويتز وضابط في الاستخبارات المركزية C.I.A اسمه غراهام فولر، كان مدير مركزها في تركيا، وهو صاحب نظرية تدعو لانهاء الكمالية، ودعم الإسلام المعتدل، ونشر أفكار السوق الحرة وشكل الإسلام الذي توصي به أمريكا في كل الشرق الأوسط والقفقاس
للطريقة النورية وشيخها غولن مدارس تنشر أفكارها و"إسلامها المعتدل" في أكثر من خمسين بلداً في العالم. وقد أوقفت روسيا عملها الدعوي فوق أراضيها بتهمة ارتباط المدرسين الأمريكيين بالاستخبارات الأمريكية C.I.A
الحقيقة أن الانذار الأول للصعود القاسي للحركات الإسلامية كان في مجزرة سيواس عام 1993، حين حاصر الطائفيون بقيادة أحد الناشطين المحليين في حزب الرفاه مؤتمراً علمانياً اشترك فيه عدد من قادة الفكر والرأي النقدي في تركيا، وعلى رأسهم الكاتب ذو الشهرة العالمية عزيز نيسين. أحرق الفندق الذي ينظم المؤتمر فيه، واحترق بداخله 37 مفكراً (أغلبهم إن لم يكن كلهم علويون) أما عزيز نيسين نفسه فنجى بأعجوبة بعد أن تعرض لما تعرض له من قروح وحروق. {مشاهد من مجزرة سيواس...} رغم أن عزيز نيسين نفسه كان ممن تضامن مع حرية ارتداء الحجاب داخل المدارس التركية {نص مقابلة عزيز نيسين}
الطائفي الجديد أردوغان، صاحب الباع الطويل في المخاتلة، أبدى "تفهمه لمشاعر أهالي الضحايا" ووعد بالنظر في مطالب ناشطي المجتمع المدني بتحويل موقع المجزرة إلى متحف... المفاجأة أن الموقع لم يصبح متحفاً بل مطعم شاورما {صورة مطعم الشاورما}
6. أردوغان يدخل العمل التجاري
عندما أصبح أردوغان رئيساً لبلدية اسطنبول عام 1996 قدم بياناً مالياً أظهر أن ثروته الشخصية تقدر بـ 5110 ليرة تركية. أما الآن فقد أظهرته مجلة فوربس كثامن أغنى سياسي في العالم بثروة تقدر بـ() أي أنه كان ناجحاً جداً جداً في المجال التجاري.
وبعد أن كان والده السيد أحمد أردوغان يعمل بحاراً أجيراً في مراكب نقل الركاب، أصبح أحمد رجب أردوغان يملك أسطولاً من سفن النقل.
وفي الحقيقة فقد لاحقت رجب طيب أردوغان العديد من تهم الفساد وحول للقضاء أكثر من مرة، ولكنه أفلت بحصانته الدبلوماسية وبأساليب أخرى لم نتعرفها. ومن قضايا فساده مثلاً أنه استورد من ايطاليا عندما كان رئيساً لبلدية اسطنبول أشجاراً للحدائق. الأشجار كانت أغلى بأضعاف مما كان يمكن أن يشتريه من تركيا نفسها، والتي لا تعد فقيرةً من ناحية الغطاء الشجري. كما كانت غير ملائمة للبيئة الاسطنبولية حيث زرعت، فيبست، ما دفع أردوغان إلى ارسال آليات البلدية لاجتثاثها ليلاً.
ومن القضايا أيضاً أنه فتح مزايدة لمنح حقوق الاعلان على لوحات الطرق في المدينة، وأدخل في المناقصة شركة من شركات البلدية بالتنافس مع شركات عالمية عديدة كانت راغبة في الحصول على الحقوق، وبعد أن ربحت المزايدة شركة البلدية قامت بالتنازل عن حقوقها لشركة مملوكة لأحد أصدقائه في الدرغاه مقابل أجر رمزي.
1.1.8 . عزير غاريح
اسمه الحقيقي حزقيال، سماه بذلك أحد الشيوخ النقشبنديين ممن كان صديقاً لوالده عزير غاريح. وحسب الرواية فإن طبيب الأسنان عزير غاريح الأب كان صديقاً لشيخ نقشبندي هو كوتشوك حسين أفندي، حتى أنه أسكنه شقة في البناية المملوكة من قبله. الدكتور غاريح لم يرزق بأطفال فدعا له الشيخ بالبنين، وأتى على الإثر الطفل الذي سمي حزقيال، نزولاً عند رغبة الخوجا أفندي. فيما بعد غير الطفل الذي أصبح مليارديراً اسمه إلى عزير.
وللغرابة فإن عزير قتل طعناً بالسكاكين أثناء زيارته الأسبوعية الدورية كل يوم سبت لقبر الخوجا كوتشوك حسين أفندي. وعثر في جيبه على دعاء الجوشن.
10. 4. جونيت زابصو
هو ملياردير يعمل في تجارة اللوزيات. وآغا قادم من قبيلة بدرخان الكردية العريقة، وزوجته كانت إحدى النساء المشتركات في قضية الصلاة المختلطة وبالرأس الحاسر بعيد صلاة مشابهة تمت في أمريكا، أي أن خلفيته الدينية ليست قوية بما فيه الكفاية ليكون أحد أركان حزب العدالة إلا أنه امتلك خصلة مهمة للغاية هي علاقاته المتشعبة والعميقة بصقور اليمين الأمريكي، حتى أنه كان يدعى إلى جلسات العشاء الحميمة في بيوت العديد منهم.
أدخل هذا الرجل إلى حلقة حزب العدالة عن طريق قورقوت أوزال شقيق الرئيس الراحل تورغوت أوزال، والذي هو بدوره مريد لدرغاه غوموشهانوي ومليونير يتمتع بصفة "الأخ الكبير" في أوساط الحزب.
يلعب دوراً في ترتيب علاقات أردوغان في واشنطن، ومع أوساط رجالات المال الاسطنبوليين خاصة. ويروى عنه أنه قال لصقور الإدارة الأمريكية خذوا أردوغان واستخدموه كما شئتم.
1.11. كيف تسير العدالة في تركيا
من النظرة الأولى يبدو النظام التركي القضائي ذو مسحة أوربية، وبأنه لا يوجد قمع للرأي وللمخالفين، وخاصة بعد التحسينات التي أقرت بضغط الاتحاد الأوربي للقبول بدخول مباحثات انضمام تركيا إلى الاتحاد. أي أن الضغوط كانت لبدء مباحثات الانضمام وليست للانضمام بحد ذاته.
الحقيقة أن السمة الوحيدة للقضاء التركي المحاكية للأنظمة في أوربا هو انتقائيتها في المحاكمة بما يضمن تنفيس الاحتقان الموجود في الشارع عن طريق محاكمات فولكلورية للقليل القليل من حالات الفساد. وإضافة لذلك فقد وجد المشرع التركي طرقاً للالتفاف على حقوق الإنسان عندما يكون هناك معارض ما تجاوز الخطوط الحمراء المرسومة:
1. مواد منافية لحقوق الإنسان:
تحتوي المنظومة القانونية التركية على مواد محضرة للاجهاز على المعارضين، وخاصة المعارضين جذرياً لبنية النظام، فهناك مثلاً المادة القانونية التي تجرم "العمل على تغيير، تبديل أو الغاء الدستور التركي" (يعني لو كانت هذه المادة في سورية لما بقي معارضة ولا حتى موالاة)
وأيضاً هناك مثلاً مادة "القيام دعاية لمنظمة ارهابية" فعندما قامت النائبة الكردية ليلى زانا بالمشاركة في جنازة أحد الضحايا من حزب العمال الكردستاني أجريت لها محاكمة بتهمة القيام بدعاية لمنظمة ارهابية.
2. النيابة ذات الصلاحيات الخاصة:
إذا استطاع المعارض الافلات من هذه المواد الخنفشارية ولم تستطع الاجراءات القضائية التقليدية أن تعثر على ما تدينه به تدخل على الخط "النيابة ذات الصلاحيات الخاصة" فيتم تجاوز الاجراءات والضوابط والشكليات، ويرسل المعارض إلى حيث يقدّر الله.
3. الأدلة السرية:
وفي الحالات الخطيرة والحساسة يأتي لنجدتهم تطبيق جديد لا يقل غرابة عن "الصلاحيات الخاصة" وهو الأدلة السرية. طبعاً أجهزة الأمن تدرك حساسية هذا السلاح ولا تستعمله إلا في حالات الضرورة القصوى.
4. التصفية:
أما عندما تحس الدولة بحرية الحركة، وعندما تحس بأن الموضوع أصبح يهدد أمنها فهناك وحدات الاغتيال (Jitem) التي نفذت الكثير من عمليات الاغتيال ضد معارضين، وطبعاً سجلت "ضد مجهول" وقد تستعين الدولة بمنظمات مسلحة تقودها للاجهاز على المعارضين، فمنهم منظمات دينية شديدة التعصب كحزب الله الكردي، أو منظمات قومية متطرفة كوحدات العنصريين. وكما يتوقع في مثل هذه الحالة فهذه المنظمات المسلحة تضخم دورها وتحولت إلى الأعمال المافياوية خارج ما سمحت لهم الدولة، وأضحى العديد من قادتها زعماء مافيا، واضطروا الدولة إلى تصفية بعضهم أو قتل بعضهم ببعض. وعلى سبيل المثال تفجرت فضيحة سوسورلق حين تسببت شاحنة بحادث سير مع سيارة مرسيدس قتل فيها: نائب كردي موالي للدولة مع ضابط استخبارات كبير وأحد زعماء العصابات الآتية من خلفية وحدات التصفية العنصرية بالإضافة إلى ملكة جمال سابقة.
باختصار، القضاء التركي تسوده الأحكام العرفية، ولكن بطريقة مستورة. ومن مظاهر هذا الفلتان ظهور مصطلح الدولة الباطنية أو الدولة العميقة الذي اعترف به أردوغان {نص المقابلة بخصوص الدولة الباطنية} 

ليست هناك تعليقات: