هذه الثورة ليست بإنقلاب عسكري
30 يونيو 2013 هي استمرار لثورة ملايين من الشعب المصري في كل شوارع و ميادين مصر في كل المحافظات و اللتي حفظ إراقة دمها و لبي متطلباتها الجيش المصري العظيم ، فكيف تكون إنقلاب عسكري كما يزعم البعض و قد سبقها الحقائق الأتية:
1) توقيع أكثر من 22 مليون مواطن مصري في كل محافظات مصر برقمهم القومي و خط يدهم علي إستمارة "تمرد" بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي و لم يجبرهم علي ذلك أي إنسان أو عسكري؟
2) إستجابة أكثر من 33 مليون مواطن مصري بغض النظر عن إنتماءاتهم و فصائلهم السياسية أو ديانتهم إلي دعوة نزول مظاهرات يوم 30 يونيو للتمرد علي النظام بل و سبقوها بالنزول في الشوارع قبلها بثلاثة أيام . لا ننسي وقتها ان جميع صحف و إعلام العالم شهدوا ووصفوا ان هذا الحشد إلي الشوارع بأنه الأكبر في تاريخ البشرية مما أبهر العالم و أنه لم يحدث من قبل في أي دولة من دول العالم وعلي مدار التاريخ أن إحتشد هذا الكم الهائل من المواطنين وراء هدف سياسي. و كان المطلب الأساسي وراء هذا الحشد هو المطالبة بعزل مرسي و قيام إنتخابات رئاسية مبكرة.
3) سبق هذه المظاهرات بإسبوعين إعتصامات في جميع محافظات مصر للإعتراض علي تعيين محافظين ووزراء جدد من الفاسدين و الذين يحاربون السياحة و الثقافة مثل الأوبرا و ممن شاركوا في قتل السائحين في مذبحة الأقصر من قبل وقد رفضهم الشعب و إعتصموا أمام مبني المحافظات و الوزارات للإعتراض علي تعيينهم.
4) أيضا سبق هذه المظاهرات إستقالة 30 من أعضاء مجلس الشوري إعتراضاَ علي عدم إستجابة الرئيس محمد مرسي لمطالب الشعب
5) تلاها إستقالة أكثر من 6 وزراء من الحكومة إعتراضاَ علي عدم إستجابة الرئيس محمد مرسي لمطالب الشعب
6) سبق هذه المظاهرات إستقالات لأغلب مستشارين الرئيس محمد مرسي لتهميشهم من المشاركات و رفضه الإستماع إلي إستشاراتهم
7) عندما رأي الجيش المصري كل هذه الأحداث و أن أمن الوطب مهدد فقد فضل الجيش حماية الوطب بالإستماع إلي مطالب أغلبية الشعب بإعطاء فرصتين للرئاسة (الأولي مدتها إسبوع من تاريخ 22 يونيو و الثانية مدتها 48 ساعة من يوم 1 يوليو) لمحاولة الإتفاق مع القوي السياسية و التحاور الوطني و الإستماع إلي مطالب الشعب لتهدئة الأوضاع و الحفاظ علي الأمن القومي لمصر والتي رفض الإستماع لها الرئيس محمد مرسي رغم المهل الممنوحة و فضل الرئيس محمد مرسي التمسك بالسلطة و رفض الإستماع أو الإستجابة لمطالب الشعب الذي سحب منه الثقة و الشرعية.
8) حاول الفريق عبد الفتاح السيسي إقناع الرئيس محمد مرسي بغضب الشعب و بخطورة أعداد المصريين بالشوارع و لكنه تحدي و أكد للسيسي أن الأعداد في الميادين لا يتجاوز ال 130 ألف مما أدي إلي مبادرة الجيش بتصوير الشوارع و الميادين بحشدها بالمواطنين بالطائرات الهليكوبتر خلال كل أيام الثورة لقطع الشك حول الأعداد الحقيقية للمؤيدين و المعارضين المتظاهرين في الشوارع و التي رآها العالم أجمع و علي الهواء مباشرة من جميع محافظات و شوارع مصر و عبر جميع قنوات التلفزيون.
9) كيف يكون إنقلاب عسكري و محدد له ميعاد من قبل و بمعرفة الرئيس بهذا الميعاد
10) كيف يكون إنقلاب عسكري و لم يتم تدخل الجيش إلا بمحاولة جمع الأطراف السياسية للإتفاق علي وضع حل يرضي جميع الأطرف و وضع خارطة طريق تستجيب لمطالب الشعب.
11) عندما رفض الرئيس مرسي الإستجابة أو حتي الحضور لإجتماعات التوافق الوطني لم يجد الجيش إلا لإتمام الإجتماع و وضع خارطة طريق لتحقيق مطالب الشعب لفض التظاهرات
12) تمت هذه الإجتماعات بضم رموز من جميع طوائف الشعب ، بحضور شيخ الأزهر الشريف و قداسة البابا تواضرس و قادة حملة تمرد و رموز القوي الوطنية و الثورية و بموافقتهم علي كل نقاط خارطة الطريق و بتسليم السلطة إلي رئيس المحكمة الدستورية مؤقتاَ (و ليس لرئيس المجلس العسكري) والتي بيدها حكم الشرعية للرئاسة إلي أن يتم إنتخاب رئيس مدني شرعي مبكراَ بحماية و مراقبة القضاء المصري
13) كيف يكون هذا إنقلاب عسكري و لم يضع الجيش لنفسه أي دور في خارطة الطريق سوي حماية مصر و المصريين.
14) إقتصر دور الجيش في نطاق واجبه الوطني فقط و لم يتدخل إلا بعد ما بدأ العنف في الشوارع و تصادم القوي المعارضة و القوي المؤيدة مما أدي إلي وفاة لا يقل عن 15 مصري ، كان تدخله في نطاق تأمين الشوارع و الميادين لمنع إراقة الدماء المصرية و لحماية المتظاهرين من الفصيلين مؤيدين و معارضين و تأمين الحدود. و تم ذلك بمنتهي الحرفية و السرعة و في أقل من ساعة، تم إنتشار القوات في جميع الشوارع للحفاظ علي الأمن القومي و منع أي مظاهر عنف أو شغب و تم ذلك بدون فرض حظر تجول أوفرض أحكام عرفية. و كان أيضا دور الجيش المهم في تحليق طائرات الهليكوبتر في سماء أماكن التظاهرات هي مراقبة الأسطح من وجود أي قناصة لحماية المواطنين سواء مؤيدين أو معارضين.
15) و إقتصرأيضاَ دور الجيش في تأمين تسليم السلطة من الرئيس محمد مرسي إلي رئيس المحكمة الدستورية تنفيذا لمطلب الشعب و بموافقة كل من القوي السياسية و الدينية التي حضرت إجتماعات التصالح الذين يمثلون أطراف الشعب
16) تم تسليم السلطة في أقل من 12 ساعة إلي رئيس مدني مؤقت و هو رئيس المحكمة الدستورية التي لها حق التشريع و بطريقة شرعية لحين إشرافهم علي تحديد ميعاد لإنتخابات رئاسية شرعية مبكرة بإشراف القضاء و المحكمة الدستورية لإقرار الشرعية للرئيس المنتخب.
ما حدث هو محاولة الجيش الإستماع إلي مطالب الشعب و العمل علي تحقيقها بعد رفض الرئاسة و حزب الحرية و العدالة الحضورلإجتماعات الحوار الوطني للإستماع من خلالها علي المطالب و وضع خارطة طريق للمرحلة القادمة
مصر إستيقظت لإسترداد ما سرق منها و الشباب الطموح مد يده وإستطاع إستعادة وطنه من جماعة إرهابية لا تسعي إلا لتحقيق أهدافها من السلطة و ليس مطالب و أهداف الشعب الذي أقام أعظم ثورة سلمية في تاريخ العالم في 25 يناير التي أذهلت العالم أجمع . إسترد الشعب شرعيته التي منحها إلي الرئيس مرسي و بمنتهي السلمية
عاش شعب مصر العظيم وعاش جيشها العظيم و حفظهما من كل ضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق