الخميس، 4 يوليو 2013

المقامرين و المتاجرين بالاديان و الاوطان و العاب دومينهم تتهاوي و تعلن الشعوب غلق صالات قمارها هشام بكر



الرئيس محمد مرسي بعبارة "السابق" أو "المخلوع" ..ولاأدري أي رقصة تناسب هذا الرحيل السعيد لأحد اكبر منتجات برنار هنري ليفي.. ربيع مصر الاسلامي الناتوي ..لسرقة ثورة الشعب المصري


لم سقط مرسي و أسقط وانهار .. ولايهمني مابعده .. بل يهمني هو انه أول سقوط للتلاعب الصهيو امريكا بثورات الربيع العربي ومنتجاته وحليبه وزبدته وأبقاره ورعاته .. وكأن أمير الربيع وراعي ابله حمد بن خليفة جر معه في رحلة الموت والنهاية أول رئيس "معلب" من منتجات الربيع البقري الامريكي لسرقة الثورات ..


الدومينو لايبدو أنه سيتوقف ..وكأني أرى مصارع القوم والحجارة تترنح !!.. والأسئلة الثلاثة الملحة الآن هي:


1-  كيف سيرد الاخوان على موت وليدهم الذي انتظروه ثمانين عاما؟ .. مات وعمره عام واحد فقط .. تردى ومات رغم المرضعات والمربيات والحقن ورضاعة الكبير والصغير والاستحمام ببول البعير وبول الأمير .. البعض يعتقد أن هستيريا الاخوان ستضرب بجنون ولن تتردد في ان يسيل الدم أنهارا لأن هذا الاسلوب هو وسيلة خطابها عندما تهزم .. ففي سورية تمسكن الاسلاميون والاخوان المسلمون في ماسموه الربيع العربي وبالغوا في اظهار أنفسهم كضحية رغم سخائهم في الذبح والتقطيع والاغتصاب والخطف والجنون والفجور والخيانة والعمالة .. ولكن عندما لم يستسغ الشعب المصري و التونسي و السوري طعمهم ومذاقهم المر والكريه .. ولم تجذبه رائحة لحاهم الكثيفة المليئة بالخفايا والرزايا والأسرار والنفاق والرياء .. ولم يكترث بعوائهم وتكبيراتهم وتمثيلياتهم الايمانية .. عندما لم يتوصلوا الى شيء قام الاخوان المسلمون بمعاقبة الشعب المصري و من قبله الشعب السوري و الونسي بادخاله في حمامات الدم لارغامه على قبولهم بالرغم عنه .. وأصروا على عبور حلوق المصريين و السوريين و التونسيين  بالسكاكين والدم والنار والحديد .. فاستعدوا كل الشعب في مصر و تونس و سوريا  عليهم وجلبوا عليهم نقمة مابعدها نقمة ..


وهاهم  في مصر كانوا يتصرفون كالقدر الذي لايرد ويمسكون رقاب الناس حتى أنهم صاروا يعلمون رسول الله ان يصلي خلفهم وصار جبريل يهبط عليهم بالوحي في رابعة العدوية .. فكان مصيرهم هو طردهم شر طرد وكسر الجرار وراءهم ..وتحويلهم الى ذكرى سياسية قاتمة .. حتي اسقطهم الشعب المصري العظيم.


2- من سيخلف الاخوان المسلمين؟ وهل هناك شخصية محضرة سلفا مثل البرادعي أو عمرو موسى .. ؟؟ أم سيغلب الشعب المصري ارادته علي الجميع ،لكن مثل هذا السؤال ستغطيه نشوة اسقاط محمد مرسي .. ولايبدو مهما كثيرا لأن المكر والكراهية اللذين نشرهما الاخوان المسلمون في الشرق يجعلان أي بديل أفضل نسبيا ..ومع هذا فان ماتم من انجاز شعبي في مصر اليوم ايجابي بكل المقاييس..ويستحق الاعجاب والتقدير الشديدين من كل شعوب العالم ... 


3- من هو حجر الدومينو التالي؟ هذه الاحداث الكبرى لاتبقى معزولة بل تتنقل وتتجول وهي مربوطة بالسلاسل والبعض يسميها بالقطار .. ولها سلوك العدوى .. أو عدوى السلوك ..وهذا المزاج العام المشحون في المنطقة هو الذي تم نقله بين بالعب الصهيو امريكي في محطات الربيع العربي سابقا بمهارة استخباراتية لاستثمار قدرته الكبيرة في نقل العدوى الفيروسية لتدمير ثورات الشعوب .. ولكن المزاج الشعبي الآن يشبه انتشار رائحة عطرة مسكرة تنتشر فتنتشي الأرواح بها ..


هناك حجارة دومينو ترتعد وهي ترقب الموجة العطرة التي تتحرك بالاتجاه المعاكس للرياح النتنة .. فهناك ربيع الغنوشي الذي تهب نحوه الرياح .. وهناك في الأعالي البعيدة أردوغان الذي بدأت ثورة تقسيم فيه ولكن رياح مصر العاصفة قد تثير شهيتها لاقتلاع شجرة اردوغان واوغلو ..وحزب العدالة والتنمية ..


وهناك حجر دومينو حماس التي انتهت عمليا بسقوط الشمس التي في يمينها والقمر الذي في يسارها .. أي سقوط مرضعها السياسي حمد بن خليفة ونهاية أسطورة الاخوان المسلمين والسند المعنوي الهائل في مصر وخاصة الرئيس مرسي الذي أطنبت حماس والجهاد في مدحه والباسه ثياب الأبطال والفرسان واكسابه صفة (رجل دولة فذ من طراز رفيع) وصلت عليه وسلمت كما الأنبياء .. وحماس الآن حائرة وهناك من ينتظر التهامها كما يبدو وقد بدت عزلاء لأن مااعتقدت أنه الشمس والقمر ماهو الا فوانيس تنطفئ في العواصف .. لكن الشمس والقمر الحقيقيين اللذين خسرتهما حماس من يمينها وشمالها كانا .. مصر  وايران.. وحماس ستنطفئ شعلتها الآن ان عاجلا أو آجلا وستشاهدون قريبا سقوط الدومينو الفذ الثنائي .. مشعل وهنية ..


أما الدومينو الذي يرتجف هلعا فهو دومينو الثورة السورية التي انتشت بانضمام مرسي وجماعته اليها منذ أسبوعين في اعلان هستيري لدعم الثورة السورية واقامة الأفراح والليالي الملاح وحفلات طهور المجاهدين والمجاهدات قبل توجههم للجهاد والنكاح .. فكان أن طار صاحب الدعوة .. وصاحب الحفل .. ومطرب المهرجان محمد مرسي .. والعريس ..والعروس .. والعرس كله تحول الى مأتم ..وانقلبت الطاولات والكراسي والكؤوس العامرة والأواني .. وخوابي العسل ..

..وهناك سؤال طرحه بتوجس ديبلومسي فرنسي في الكواليس ويستحق التوقف عنده وهو ان كان مايجري هو ترجمة لاتفاق لافروف-كيري .. أي بتقاسم النفوذ وانهاء مرحلة الربيع العربي فكان ترحيل الحمدين في قطر وتسهيل ترحيل مرسي واخوانه .. ونجاة سورية من براثن المؤامرة وبقائها تحت المظلة الروسية وضمن محورها القوي الذي لم يخذلها ..

ليست هناك تعليقات: