شهدت "إسرائيل" منذ الانتخاباتِ العامةِ الأخيرة تحولاتٍ لافتة لم تقتصر على تركيبة الكنيست وحسب، بل انعكست أيضا على تركيبة الحكومة الحالية وتوجهاتها، خصوصا حيال المتدينين.
فقد اضطر بنيامين نتنياهو - رئيس حكومة الاحتلال- لاستبعاد الأحزاب اليهودية المتزمتة عن حكومته التي كانت تعد حتى الأمس القريب الشريك الطبيعي له في الحكم.
وقال قاسم خطيب - مراسل نشرة MBC - يوم الأربعاء 22 مايو/آيار 2013 أن المواجهات بين الحكومة والمتدينين كانت حادة خاصة بعد استبعاد ممثلين المتطرفين من الائتلاف، ويبدو أن هذا الاستبعاد لن يكون الأخير.
يشار إلى أن المتدينين اليهود يعرفون في "إسرائيل" بـ"الحريديم" ويرفضون تجنيدهم في الجيش وﻻ يقبلون اتهامهم بأنهم سبب ُالأزمة المالية الحالية وما يسمى في "إسرائيل" عدم المساواة في تحمل الأعباء .
والغريب أن بجيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه أصوات تؤكد أنه لا فائدة من تجنيد الحريديم وأنهم يفضلون إطلاقهم مباشرة إلى سوق العمل إذا كان هدا هو الدافع وراء تجنيدهم.
ومن جانبها، تقول د. هنيدة غانم - رئيسة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- أن الشئ الذي يميز الحكومة الحالية أن محاولة دمج هؤلاء المتطرفين تتم رغم إصرار الشركاء الأساسيين في هذه الحكومة على إبقاء الحريديم في الخارج.
يشار إلى أن نسب الفقر داخل المجتمع المتدين في "إسرائيل" تعد هي الأعلى بكثير من نسب الفقر في قطاعات أخرى، هم يتعلمون في المعاهد الدينية وقلما يخرجون إلى سوق العمل.
الإشكالية الحقيقية في هذه الطائفة من الشعب الإسرائيلي تكمن ف علاقتهم مع المجتمع، فجزء منهم يرى في الصهيونية انقلابا على اليهودية.
كما أن تجمعهم في إحياء خاصة أشبه بكانتونات معزولة تعمق حالة الاغتراب مع باقي الإسرائيليين وتضعهم مع العرب في خانة الآخر غير المرغوب فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق