الأربعاء، 24 أبريل 2013

لقـــــاء العــــــزاء من كتاب اعترافات رومانسية أمجد عبد الباري




وصلت إلى مكان العزاء وكنت آخر من دخل سرادق العزاء. ورغم الوقار الذى يحكم المكان إلا اننى كنت فى قلق، فتعجلت فى تقديم العزاء وانصرفت مهرولا إلى من أتيت إليها متعمدا. فكانت أول من استقبلنى وكأنها كانت على موعد محدد معي فوجدتها على غيرعادتها التى تعودت عليها، فكان الحزن يكسوها والصمت يحتويها … ووجه شاحب أخفى الجمال فيها ، والدموع تملأ مساحات عينيها ولكنها كانت تحجبها، وكأنها تخشى أن أرى الدموع فى عينيها. ظلت فى مكانها ساكنة تطيل النظر فى صمت وكأنها لن تراني مدي الحــــــــياة وقبل أن أسألها سألتنى :
(
أنت مسافر؟ ) فقلت لها:( نعم). ثم أعادت السؤال: (ومتى السفر؟) فقلت ( بعد أيام فانتفض جسدها وارتعشت شفتاها رعشة كادت تفقدها الصواب، فتمالكت نفسها والدموع تملأ عينيها ولكنها تخفيها وهى تقبض بيديها ملابسي وكأني المسافر بلا عودة. وبلطف لمست بكلتا يدي كتفيها مبتسما أبعث فى نفسها الأمل. فاستوعبت ما لم أنطق به. والتزمت الصمت فى نفسها ، فهربت دمعة من عينيها بغتة حتى لا أراها فأتأثر . فقلت فى نفسي:" أنت عظيمة فرغم الآلام ولكن حتى الدمـــوع تداريهــا"
وكان هذا آخــــــــر لقـــاء … أنه فعـــــــلا لقــــاء العــــــــــزاء 2/12/1996
(((
أمجد)))

ليست هناك تعليقات: