الأربعاء، 27 مارس 2013

المرأة والعقرب .. أعداد أميرة رحال


المرأة والعقرب اعداد اميرة رحال اولا - العقرب – حسب معناه في القواميس اللغة – حشرة ليلية لها ذيل معقوف تستعمله في حالتي الهجوم والدفاع وتبخ بواسطته سماً زعافاً يشل حركة الضحية ويودي بحياتها في كثير من الأحيان . أما في صفات المرأة والعقرب -- إنسان غير عادي يتمتع بصفات غير عادية تشبه من نواح كثيرة صفات الحشرة المذكورة وإن كانت أقل منها فتكاً وأذى حقيقياً . وكما تسرح حشرة العقرب في سكون الليل وظلامه كذلك تفعل إالمرأة ( انسان العقرب ) , تظل متخفياً متكتماً في النهار والليل وراء قناع خارجي يُخيّل للناظر أنه وجهه الحقيقي بينما هو في الواقع وجه مزيف بينه وبين الوجه الصحيح المختبئ وراءه فرق شاسع . بالرغم من ذلك يمكن التعرف إلى هذا الإنسان بواسطة أمرين : أولا ً عيناه الثاقبتان اللتان تـُشعران المرء بالقلق والضيق , وثانياً صوته الذي لا يمرّ دون أن يترك في السامع أثراً غريباً سواء أكان من النوع الأجش أو الحاد أو المخملي . يُضاف إلى ذلك مظهر خارجي حاد في جميع تفاصيله . لكن الأهم من ذلك هو تأثير( إنسان العقرب )في الأجواء التي يوجد فيها اما مرأة العقرب جمالها ممغنط " مشرقط " يصعب تـفسيره كما يصعب مقاومته . ثـقتها واعتـــزازها بنفسها كبيران إلى درجة الشعور بالأسف لكونها امرأة , لا لأنها تكره أنوثـتها بل لأن الرجل عادة أكثر تحرراً وأوفر فرصاً . على الرغم من جاذبيتها المفرطة ترفض الاكتـفاء بدور الأنثى ليقينها أنها تستطيع أكثر من ذلك كثيراً . مهما يبدر منها من غرابة أو إهمال أو لا مبالاة , سواء في هندامها أو حديثها أو تصرفها , تبقى في نظر الجميع أصدق نموذج للمرأة الخطرة ذات العينين الآسرتين والمظهر الخفي . لقبها باللغة الفرنسية المرأة الخطرة " لافام فاتال " الذي يُعيد دائماً إلى الأذهان صورة الجاسوسة الحسناء ماتا هاري التي دوّخت فيما مضى جيوشاً وحكومات . تجيد امرأة العقرب أدواراً مختلفة وتنجح في الوصول إلى أهدافها على الرغم من كل العقبات الصغيرة والكبيرة التي قد تعترض سبيلها . سلاحها الأقوى هو تلك الحاسة السادسة التي تملكها النساء بوجه عام وتتمتع هي بها بوجه خاص , الأمر الذي يُتيح لها أن تقرأ الأفكار وتستبق الحوادث وتحل ّ الألغاز كما لو كانت ساحرة حقيقية . ليس صعباًَ على مثلها الإيقاع بالرجل , أي رجل , ومع ذلك أكثر ما تكرهه في الرجال عامة الضعف . تـنجذب بالمقابل نحو الوسيم الطموح الشجاع الذكي المتعمق صاحب الإرادة الحديدية . وبكلام آخر ترفض أن تمنح قلبها إلا للرجل المتـفوق المدعو " سوبر مان " . تــُـفضل هذه المرأة الزواج ممن تحب , فإذا لم تستطع ذلك لسبب أو لآخر اكتـفت بدور الصديقة أو الخليلة غير آبهة للرأي العام . وهي بمقاومتها ذلك الرياء الاجتماعي المعروف تثبت أنها أكثر فضيلة من العديد من الزوجات الشرعيات . من حسناتها العظيمة كزوجة عدم تمسكها بالقيادة على الرغم من كل المقومات التي تؤهلها لهذا الدور , وعدم ترددها في مساندة زوجها على طريق النجاح والشهرة . هذا من جهة , ومن جهة أخرى تغار على حبيبها بشدة ولكنها تتظاهر بالعكس . حب التكتم هذا يجعلها تحتـفظ بجزء من قلبها ومن تفكيرها لنفسها مع أنها في الحب وفية مخلصة إلى أبعد الحدود . من الصعب أن تجاريها أية امرأة أخرى في حدة العاطفة وعمقها . وهي كما تعشق بحدة تغار أيضاً بحدة وتكره بحدة دون أن يظهر عليها أدنى تغيير , لكنـّها عندما لا تعود تحتمل تنفجر كالقنبلة وتأخذ في تكسير كل ما يقع تحت يدها وتمزيقه وخلعه . ثم تستعيد بسرعة مذهلة رباطة جأشها وبرود مظهرها فلا يعود أحد يصدق أن تلك الأعمال تصدر عنها . فضول المرأة العقرب يضعها في التجربة حيث تغوص أحياناً إلى أذنيها دون أن ينتابها شعور بالتردد أو الخوف . إن هدفها في الواقع الحصول على المعرفة التامة ولو نجم عن ذلك هلاكها . من الغريب أن تخرج في كل مرة أكثر قوة وصلابة . والأغرب من ذلك أن تصرفاتها لا تـُثير شكوك أحد كما لا تـُفقدها اعتزازها بنفسها . إذا أضفنا إلى هذه الصفات حب التملك المعروف عنها ندرك الأسباب التي تـقف وراء فشل الرجل في التحرر من سطوتها مهما حاول . تنجح هذه المرأة في دور زوجة بحار أو جندي أو سياسي كما تنجح في إدارة بيتها الذي ينم في مجمله عن ذوق رفيع ونظام أكيد ورفاهية تامة . إنها أيضاً أم حنون على الرغم من برود مظهرها , تسهر على راحة أولادها وتـُنمـّي فيهم المواهب والميول , وتبث فيهم روح الشجاعة والإقدام والاتكال على النفس . إنها بكلام آخر إنسانة مثيرة وخطرة في آن واحد , ترد على الإساءة بأضعافها وتأبى التخلي عمن تحب . إذا نجح الرجل في التحرر منها فعلا ً لا يُستبعد أن يجدها في أحلامه الليلة تلو الليلة . كيف ؟ لا نعلم . كل ما نعلمه أنها تشبه الجنيات والساحرات اللواتي نقرأ عنهن في الروايات أو نسمع بهن في القصص الشعبية --- صدق من قال جنب العقرب لا تقرب

ليست هناك تعليقات: