يعتزم عضو مجلس النواب الأمريكى عن الحزب الجمهورى دوج لامبورن "ولاية كلورادو" توجيه خطاب إلى وزير الدفاع الأمريكى، آشتون كارتر، للإعراب عن القلق تجاه تحول قطر إلى مركز لدعم الإرهابيين وتمويلهم فى منطقة الشرق الأوسط.
وأشار عضو مجلس النواب الأمريكى إلى أن قطر قد أصبحت خلال السنوات الأخيرة بؤرة لعمليات الإرهاب والأنشطة المتصلة بتمويله.
وجاء نص مشروع الخطاب كالتالى:
السيد الوزير كارتر، إننا نكتب إليك هذا الخطاب للإعراب عن قلقنا من أن التواجد العسكرى الأمريكى فى قطر قد أدى إلى تمكين أسرة آل ثان من استخدام الأراضى القطرية كمركز لتمويل الإرهابيين فى المنطقة، فقد شهدت السنوات الأخيرة تناميا فى دور قطر كمأوى للعناصر الإرهابية وتمويل أنشطة الإرهاب.
إن الحكومة القطرية تغض الطرف عما يتم داخل حدودها من تجميع أموال لصالح تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية عن طريق شخصيات تم تحديدها من جانب الولايات المتحدة، كما قدمت الحكومة القطرية التمويل والدعم والاستضافة حتى وقت قريب لحركة حماس الإرهابية، وإن كانت الدوحة قد أٌجبرت على إعادة النظر فى علاقتها بحماس تحت ضغط من دول الخليج الأخرى وليس الولايات المتحدة.
كما أنها معروفة الآن على مستوى العالم بأنها مأوى الإرهابيين وقادة الميليشيات، وهو ما يحملنا على الاعتقاد بأنه قد حان الوقت لإعادة تقييم التحالف العسكرى الأمريكى مع قطر.
كما تجاهر بدورها فى إطار التحالف ضد داعش وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، وبالرغم من ذلك فإن دورها المباشر فى العمليات الجوية المشتركة ضد داعش كان محدود الأثر من الناحية العسكرية. بالإضافة إلى ذلك توجد العديد من الأدلة التي تؤكد أن قطر قامت بتمويل وتسليح العديد من التنظيمات الإرهابية في المنطقة، ما يؤدى إلى تقويض المصالح الأمريكية فى عدد من الدول المحورية مثل مصر وليبيا وسوريا بدفع هذه الدول نحو التطرف العنيف.
وفى ذات الوقت فإن مجهودات قطر في تطويق ومحاصرة تمويل الجماعات الإرهابية ليست كافية بالمرة، فقد تم تسريب أموال من قطر لعدد من التنظيمات الإرهابية من ضمنها داعش وجبهة النصرة السورية التابعة لتنظيم القاعدة، فعلى سبيل المثال أكدت وزارة الخزانة الأمريكية فى سبتمبر الماضى أن شخصية تقيم فى قطر قدمت 2 مليون دولار لأمير الانتحاريين بتنظيم داعش، ولا يوجد دليل على أن هذا الشخص قد تمت محاسبته من قبل الحكومة القطرية.
كذلك فإن المواطن القطر عبد الرحمن النٌعيمى قد تمت معاقبته دوليا لتقديمه ملايين الدولارات لعناصر من تنظيم القاعدة فى أربع دول مختلفة، وبالرغم من هذا أيضا لم يتم القبض عليه أو محاكمته على هذه الأفعال من جانب الحكومة القطرية، كما أن نفس الشخص كان يقدم 2 مليون دولار شهريا للتنظيم السابق على داعش "القاعدة فى العراق"، وبالتالى فإن رفض الدوحة إدانته كأحد الممولين الرئيسيين لداعش يلقى بظلال من الشك حول رغبة نظام آل ثانى ومعتقداتهم الحقيقية فى محاربة الإرهاب.
وبالإضافة إلى كل ما سبق، أكد دافيد كوهين مساعد وزير الخزانة الأمريكى لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية أن هناك أشخاص تم تحديدهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة يقومون بتمويل الأنشطة الإرهابية ولم يتم التعامل معهم وفقا للقانون القطرى من ضمنهم أشخاص آخرين غير عبد الرحمن النٌعيمي ومقدمي التسهيلات المالية لحماس.
كذلك فإن قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحركة طالبان قد وجدوا ملجأ آمنا فى قطر يقومون منه بتنسيق أنشطتهم الراديكالية بما فى ذلك الأنشطة الإرهابية دون مقاطعة، ورغم أن كثير من هذه الأنشطة تتم سرا فإن قطر لم تحاول إخفاء دعمها لحركة حماس التى تم تصنيفها كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وكما ذكر كوهين فى مارس الماضى فإن النظام القطرى قام علنا بتمويل حماس لسنوات طويلة.
لقد فتحت قطر أبوابها لقيادات حماس الهاربة من الأردن وسوريا وقدمت منبرا إعلاميًا بلا قيود للقيادات الإرهابية ممثلا فى شبكة قنوات الجزيرة.
إن اعتماد الولايات المتحدة على دعم قطر من خلال قاعدة العٌديد العسكرية قد جرّأ القطريين على الاعتقاد بأن فى إمكانهم تقويض المصالح والجهود الأمريكية فى المنطقة والإضرار بها دون رد فعل من جانب الولايات المتحدة. إن المصالح الأمريكية الاستراتيجية لا يمكن أسرها أو زعزعتها من جانب أى طرف، وهناك دول أخرى مثل الكويت والبحرين والإمارات والأردن تمتلك قواعد متطورة يمكن أن تدعم ذات الطائرات الأمريكية مما يجعل الاعتماد على القاعدة الضخمة فى قطر زائدا عن الحاجة.
إننا نطالبكم بوضع استراتيجية لمحاسبة قطر على دعمها للإرهاب، بما فى ذلك استكشاف إمكانية تنصيب بعض أصولنا العسكرية لدى حلفاء آخرين فى المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق