"طبطاب الجنة".. حياة عاشق في مقبرة حواء
في المقبرة التي يعتقد سكان مدينة جدة غربي السعودية أنها
تضم قبر أمنا حواء تدور فصول أحداث رواية "طبطاب الجنة" للروائي السعودي
هاني نقشبندي.
وإضافة إلى المقبرة التي سميت بحواء، فإن مدينة جدة أيضا سميت نسبة إلى كلمة "جَدة"، نسبة للجدة حواء.
وقصة
الرواية تتحدث عن شاب يريد أن ينتقم من الموت الذي أخذ منه حبيبته سلمى.
فيلازم قبرها، الذي يحمل الرقم 215، لأشهر عديدة تحت الشمس واللهيب، والبرد
والمطر، لا يكلم أحدا ولا يريد أن يقترب منه أحد.
وكان
السكان المجاورين للمقبرة يرقبونه من بيوتاتهم المتهالكة حول المقبرة،
وكانوا يراهنون على حبه. وتتساءل فتاة كانت تراقبه كل يوم تراه فيه: هل
يمكن أن يكون حب الرجل صادقا ووفيا الى هذا الحد؟
بعد
حين، يتيقن الجميع أن الشاب ليس أكثر من عاشق مجنون. ثم ليصفوه بأنه مجنون،
ويسلخوا عنه صفة العشق. بيد أن فتاة واحدة، واسمها غرسة، تدرك أنه لم يكن
به أي مس من الجنون، لتضحى هي نفسها مجنونة به؛ تحبه، وتريده لنفسها، وتغار
من الحبيبة الميتة التي يجثم فوق قبرها منذ أشهر. تتسائل كل يوم وهي
تراقبه إلى متى سيبقى هناك؟ وما الذي يفكر به؟
لم تستطع غرسة أن تتواصل معه. فمحرم
عليها دخول المكان، وهو يأبى أن يتواصل مع كائنا من كان،, وخاصة هي..
تتغير الأمور فجأة، وكأن وقت الإنتقام من الموت قد حان. لكن الشاب الذي بات
هزيلا وضعيفا يحتاج إلى من يساعده لتنفيذ خطة غريبة عزم عليها، خاصة وأنه
غريب وأجنبي بلا هوية سعودية.
يلجأ في البداية إلى إمام
المسجد المجاور، لكنه يرفض مساعدة العاشق في تنفيذ خطته التي وصفها
"بالجنون المحض". فلا يكون أمام الشاب سوى اللجوء إلى غرسة.. الفتاة التي
كان يصدها، والتي كانت تراقبه جاثما على القبر منذ اليوم الأول. عندما
يختلي بها، ويخبرها بخطته ويطلب مساعدتها لا تصدق ما تسمعه.. اعتقدت أنها
تحلم.. بل هو كابوس تعيشه مع من انتظرته ليكون حبيبا لها.
فقد
قرر هذا الحبيب أن ينتقم من الموت بأن يموت هو ويدفن في قبر محبوبته سلمى!
لكن عليه انتظار أن يفتح القبر رسميا، بعد مرور عام، كما جرت العادة في
السعودية لساكن جديد. ويعني ذلك أن عليه أن يحسب بدقة، تاريخ موته، باليوم
والساعة والدقيقة والثانية، ليكون هو من يدفن في القبر 215، آملا أن يعانق
جسده ما تبقى من جسد محبوبته التي كان يهديها الحلوى الشعبية المصنوعة من
السكر المحروق؛ حلاوة "طبطاب الجنة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق