السبت، 18 أكتوبر 2014

زوجان إمريكيان و كابوس المحاكمة و السجن في قطر

يأمل الزوجان الأمريكيان المحتجزان في قطر بأن يعودا إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل بعد سنتين من كابوس السجن بتهمة التصرف الخاطئ في التسبب بوفاة ابنتهما بالتبني.

وسيقدم الزوجان ماثيو وغريس هانغ استئنافا للحكم الصادر بحقهما، والذي أثار الاهتمام الدولي وأطلق التساؤلات في وسائل الإعلام حول إجراءات التقاضي وعدالة النظام القضائي القطري بشكل عام.

وقالت غريس هانغ في مقابلة عبر الهاتف من قطر "لقد كان أمراً محبطا للغاية وعملية غامضة وغير مفهومة بالنسبة لنا." وأضاف " نحن متعبون، ونريد فقط العودة إلى ديارنا."

وعندما توفيت ابنتهما بالتبني البالغة من العمر 8 سنوات، في شهر يناير/ كانون الثاني عام 2013، اعتقل الزوجان فوراً بتهمة تجويعها حتى الموت. وتقول غريس "إنها صدمة .. فهي ابنتنا".

الوالدان يزعمان بأن ابنتهما تعاني من خلل ومزاجية في الأكل، وهما ينكران التصرف الخاطئ فيما يتعلق بوفاتها، ويدفعان التهم المنسوبة اليهما.

ويعمل الوالد ماثيو هانغ في شركة إنشاءات دولية في الدوحة، بنفذ مشاريع خاصة بكأس العالم 2022، وبعد المحاكمة الطويلة إدين الوالدان بتعريض حياة طفلتهما للخطر، وتم صدور الحكم عليهما بالسجن لثلاث سنوات في إبريل/ نيسان.

وعبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها تجاه عدالة المحاكمة في القضية وإحباطها من قرار الحكم، ويظهر فيديو قام بعمله الدفاع صوراً لعائلة سعيدة، ما يثير التساؤلات حول المحاكمة.

وبعد قضاء نحو سنة في السجن، تم إطلاق سراح الزوجين في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ولكن لم يسمح لهما بمغادرة قطر خلال مرحلة الاستئناف.

وأثارت القضية تساؤلات عرقية من قبل الادعاء العام، حول أسباب تبني زوجين من أصول آسيوية لطفلة من أصل أفريقي، ووصف الادعاء الزوجين غريس وماثيو بأنهما يفتقران إلى الإنسانية، بزعم أنهما اشتريا الطفلة من أبويها الفقيرين في أفريقيا، وتم تهديدهما بالاتهام بالاتجار بالبشر.

وبعد اعتقالهما، تم نقل ابنيهما المتبنين الآخرين وهما من أصول أفريقية أيضا، إلى دار للأيتام في قطر، وتم نقلهما فيما بعد ليعيشا مع والدة غريس في الولايات المتحدة.

 وترك شقيق غريس، دانيال تشن، عمله في كاليفورنيا ليتفرغ لمتابعة القضية بشكل تام، ليصبح العصب الرئيسي للعائلة، حيث يقوم بالإنفاق على العائلة، ودفع تكاليف القضية ومحامي الدفاع، كما يقوم بمقابلة المشرعين والمسؤولين في الحكومة بواشنطن، لإبقاء القضية في صلب اهتمامهم.

أما الزوجان فإنهما يقضيان كل وقتهما في شقتهما في الدوحة، ويخشيان من الظهور أمام العامة، وبفارق توقيت 10 ساعات عن الولايات المتحدة، فإنهما يقضيان جل وقتهما يتحدثان مع ولديهما 12 و 8 سنوات عبر كسايبي، ويساعدانهما في فروضهما المنزلية، وهما يعتبران أن وسائل التكنلوجيا الحديثة بمثابة هدية من الله، ولكن الأبوة عبر الواقع الافتراضي ليست سهلة، وقد خبأ الطفلان هدايا عيد الميلاد العام الماضي، إلى تحتفل العائلة كلها معاً.

تقول غريس هانغ: "نحاول بأن نكون مترابطين قدر الإمكان، ولكننا تعبنا بالفعل من عمل ذلك عبر الانترنت.. لقد افتقدنا أعياد الميلاد والمناسبات الخاصة. ونتوق لنكون في البيت مع عائلتنا مجددا."

وتضيف " لقد تشجعنا بأنهم يحثون الحكومة القطرية على إطلاق سراحنا والسماح لنا بلاسفر، ونأمل من كل واحد هنا بالاستجابة لهذا الطلب، والسماح لنا بالسفر إلى البلاد للعودة إلى عائلتنا، ولكن بالطبع، نحن لسنا في بيتنا."

ليست هناك تعليقات: