مع الضربة الجوية الأولى
وصيحات الله أكبر ، انطلقت كتيبة الصاعقة التي يقودها البطل إبراهيم الرفاعى في ثلاث
طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة
منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة
وتتوالى عمليات المجموعة
الناجحة على مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي (شرم الشيخ ) و ( رأس محمد ) وفي السابع
من أكتوبر تنجح المجموعة في الإغارة على مطار ( الطور ) وتدمير بعض الطائرات الرابضة
به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالارتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة
المصرية البواسل في الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة البطل بمهمة اختراق مواقع
العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة ( الدفرسوار ) لتدمير المعبر الذي أقامه العدو
لعبور قواته ، وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقت الذي تتغير
فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في اتجاه طريق ( الإسماعيلية
/ القاهرة وعلى ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل في التحرك بفرقته ، فيصل إلى منطقة
( نفيشه ) في صباح اليوم التالي ،ثم جسر ( المحسمة ) حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات
، احتلت مجموعتين إحدى التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن
على طول الطريق من جسر(المحسمة ) إلى قرية (نفيشه ) لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة
وما وصلت مدرعات العدو حتى انهالت عليها قذائف الـ ( آربي جي ) لتثنيه عن التقدم ،
ويرفض بطلنا / إبراهيم الرفاعي هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو
لتكبيده أكبر الخسائر في الأرواح والمعدات وبينما يخوض رجال المجموعة قتالاً ضاريا
مع مدرعات العدو ، وبينما يتعالى صوت الآذان من مسجد قرية ( المحسمة ) القريب ، تسقط
إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل ، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة ، ويسقط
الرجل الأسطوري جريحًا ، فيسرع إليه رجاله في محاولة لإنقاذه ، ولكنه يطلب منهم الاستمرار
في معركتهم ومعركة الوطن .. ويلفظ البطل أنفاسه وينضم إلى طابور الشهداء إن الرفاعي
استشهد وكان يوم جمعة يوم 27 رمضان وكان صائماً ، ويقول أعضاء مجموعته "كان رحمة
الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم
نر ميت يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك .. رحمه الله
عليك يا شهيد الواجب .
سطور عن الشهيد
من مواليد قرية الخلالة
- مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931، وقد ورث عن جده والد والدته
(الأميرالاى) عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فداءً للوطن، كما
كان لنشأته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على ثقافته وأخلاقهالتحق إبراهيم
بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول
فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة (أبو عجيلة) ولفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب
لشجاعته وجرأته منقطعة النظير تم تعيينه مدرساً بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة
للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة
بورسعيد. يمكن القول أن معارك بورسعيد من أهم مراحل حياة البطل إبراهيم الرفاعي، إذ
عرف مكانه تماما في القتال خلف خطوط العدو، وقد كان لدى البطل اقتناع تام بأنه لن يستطيع
أن يتقدم مالم يتعلم فواصل السير على طريق اكتساب الخبرات وتنمية إمكاناته فالتحق بفرقة
'بمدرسة المظلات' ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات.
الترقيةالأستثنائية
والقيادة
أتت حرب اليمن لتزيد
خبرات ومهارات البطل أضعافا، ويتولى خلالها منصب قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور
الكبير الذي قام به خلال المعارك، حتى أن التقارير التي أعقبت الحرب ذكرت أنه ضابط
مقاتل من الطراز الأول، جرئ وشجاع ويعتمد عليه، يميل إلى التشبث برأيه، محارب ينتظره
مستقبل باهر. خلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية أستثنائية تقديرًا للإعمال البطولية
التي قام بها في الميدان اليمنى بعد معارك 1967 وفي يوم 5 أغسطس 1968 بدأت قيادة القوات
المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء،
باسم فرع العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الحربية والأستطلاع كمحاولة من القيادة
لإستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن،
وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق وقع الاختيار على البطل
/ إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة، فبدأ على الفور في اختيار العناصر الصالحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق