الف ليلة و ليلة زادتهم شهر زاد ليلة هشـام بكـــر
تبدأ الليالي بالقصة المعروفة: قطع العريس
"شهريار" رأس عروس جديدة كل صباح بعد ليلة زفافهما. يستمر هذا الحال، حتى
يتزوج بـ"شهرزاد" التي تقصّ عليه حكاية تقطعها عند نقطة مثيرة، لترجئ موتها
إلى اليوم التالي. وهكذا تمر الأيام والليالي، دون أن تنتهي الحكايات، ودون أن يقطع
الملك رأسها.
تقطع شهر زاد رأس شهريار بتملكها بحكايات قلب كيدها ، و في ليلتنا الثانية
بعد الآلف تبدأ من جديد حكاية .. . بلغني أيها الملك
السعيد حكي والله أعلم أنه كان
فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان .. دبور زاهي الألوان يطير و هو يتيه
بحماله بين الأغصان يطارد النحلات فيى كل مكان .. يعشق ان يقطف منها من كل الالوان
.. طارت في السماء العليا نحلة ملكة جمال الأكوان ، سارع الدبور و طار خلفها
يسمعها ازيز اجمل الالحان ، ناجيته برفرفة الاجنحة وراقصت معه حلم الجنة في المكان
، و فجأة طارت و ابتعدت بعيدا في خجل و حنان ، جن جنون الدبور و تتبعها عساه يلحق
منها تفاحة الأغصان ، دخل خلفها بيت في خلية زاهية الجمال ، أيام و ليالي و انطلقت
زغاريد و موسيقي عرسهما أبهج فرحة عبر الزمان ، اعطته من روحها شهد عسل الملكة و
منحها سر حياته الدافق باللذة و الأمان ، أيام و ليالي توالد أطفال العسل تملك
عليهما كل كيان ، لكن الملكة سخرت للأطفال كل العسل و تركت الدبور جوعان ، و حينما
طن الدبور من الجوع ظنته الملكة مزعجاَ فقرصته سقط الدبور صريعا وحيدا يعاني القتل
و الحرمان ، و هنا دق علي باب الخلية أهل الدبور بعد تركهم وغاب في ظلال النسيان ،
ليطالعوا حكاية الدبور و النحلة و ما وصل اليه دبورهم بعد غياب اعوام ، وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت
عن الكلام المباح. فقال شهريار: ياجميلتي ما أحلى حديثك وأطيبه وألذه وأعذبه
فقالت: أين هذا مما أحدثك به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك فقال الملك:
والله لا أقتلها حتى أسمع بقية حديثها لأنه عجيب ثم باتوا تلك الليلة متعانقين إلى
الصباح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق