كيف
نفسر أفضلية الذكور في تدوير الأشياء الثلاثية الأبعاد في عقولهم من الإناث؟
وكيف
يمكننا تفسير امتلاك النساء مهارات لغوية، وحساسيات اجتماعية أفضل؟
وهل
يخاف الرجل من ذكاء المرأة أم من دهائها الفطري؟ وهل المرأة المتفتحة الذكية تقف حجر
عثرة أمام الرجل فيما يخص عالمه الخاص داخل البيت وخارجه؟ وهل تفوق المرأة وإظهار قدراتها
أمام شريك حياتها يشعره بالضآلة والنقص بجانبها؟ وهل السبب الرئيس لارتفاع نسبة العنوسة
بين السيدات المتميزات إبداعياً، وعدم الإقبال على تلك المرأة الذكية من طرف الرجال
للزواج منها هو ذكاؤها ودهاؤها؟ ولماذا لا يفتخر الرجل بكون شريكة حياته أفضل منه،
مثلما يريدها أن تفخر بتفوقه ونباهته؟
هذه
الأسئلة وغيرها سئل عنها المؤلف الإنجليزي الشهير (صموئيل جونسون) على نحو سؤال تقليدي
(أيهما أذكى الرجل أم المرأة؟) فقال أي رجل، وأية امرأة؟.
من
هذا الجواب البدهي، نستشف أن الذكاء ليس له جنس ولا جنسية. هو قسمة بين الجنسين، فليس
هناك ما يؤكد ذكاء جنس على آخر. ذلك أن الذكاء صفة، وليس شيئاً موجوداً بحد ذاته، وهو
مفهوم ابتكره الإنسان ليعبر به عن صفة معينة لسلوك الفرد، كما أنه محصلة لخبرات الفرد
وتجاربه. يقول سبيرمان «الذكاء هو القدرة على إدراك العلاقات الصعبة والخفية» وبالتالي،
فإن الإنسان الذكي هو إنسان قادر على التفكير والتكيف والتعلم وإدراك العلاقات وحل
المشاكل. فما أجمل أن تكون هذه صفات يتحلى بها الشريك، سواءً كان رجلاً أو امرأة.
والنساء
يختلفن من عصر لآخر، ومن مجتمع لآخر. ومن يشعر بأن الأغلبية منهن يجانبن الواقع وما
ينبغي أن يكن عليه، فلا بد وأن يعرف أن لكل امرأة ظروفها التي شكلتها، واتجاهات سلوكية
أخرى سوف تشكلها، وتظل كل واحدة تختلف عن الأخرى، كما نختلف نحن معاشر الرجال عن بعضنا
بعضاً، سلوكاً وشخصية وعقلاً وتفكيراً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق