الثلاثاء، 6 يناير 2015

الكويت لـ "السيسي": لا قيادة للعرب إلا من مصر حفل تسليم وتسلم مبكر لقيادة جامعة الدول العربية من الكويت لمصر صباح الخالد: القاهرة استوعبت ملف المصالحة مع قطر بحكمة الشقيق الأكبر .. وماضون في اتمامها

أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح يهدي الرئيس المصري عبدالفتاح ‏السيسي قلادة
لا يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي دولة الكويت الشقيقة طالبا لمنحة أو مساعدة مالية، ولا ساعيا لمصالحة مع القيادة القطرية ..
فعلاقة الكويت ومصر هي علاقة استراتيجية لا تتوقف عند حدود علاقة دولة مانحة بأخرى متلقية .. كما أن ملف المصالحة قد حسم من قبل، وتقبلت مصر "الكبيرة" - قيادة وشعبا - مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد قمة الرياض بترحاب ويد ممدودة لمصافحة الجميع.
أما العنوان العريض لهذه الزيارة، فيمكن اعتباره وفقا لما دار من حوارات خلال الساعات السابقة للزيارة بين جميع المسئولين الكويتيين والوفد الإعلامي المصري الكبير الذي يشارك في تغطية الزيارة، هو أنها نقطة الانطلاق لعودة مصر إلى ريادة وزعامة الأمة العربية، وحفل "تسليم وتسلم" مبكر لقيادة الجامعة العربية من رئيسها الدوري الحالي متمثلا في دولة الكويت إلى مصر التي تتسلم راية القيادة خلال القمة العربية التي تعقد في القاهرة خلال شهر مارس القادم.
وهذا التصور هو ما عبر عنه خاصة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، مؤكدًا أهمية استعادة مصر دورها الريادي والقيادي الذي ينعكس إيجابا على المنطقة العربية بأسرها "ويمثل عاملا مساعدا لتخفيف الهزات التي تعرضت لها المنطقة" ومبينا ان "مصر دائما وأبدا أبية بشعبها وقيادتها وأقوى من كل ما تتعرض له".
كما عبر عنه أيضا مرزوق على الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، مؤكدا في رسالة قوية وصريحة أن الأمة العربية لا يمكن أن تقاد إلا من خلال مصر، وهو أمر لا يختلف حوله العرب جميعا، وأن تفعيل الدور المصري القائد من جديد سيكون له انعكاس إيجابي على كل الدول العربية، ومعلنا أن الوقت بات مناسبا للتحرك نحو إقامة محور خليجي مصري معبر عن التكامل السياسي والاقتصادي والعسكري والاستراتيجي الفعلي بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، ومؤكدا انه سيكون المحور الأقوى في المنطقة .
وقد وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، عصر "الاثنين" إلى الكويت ليبدأ زيارته  والتي تستمر يومين، تلبية لدعوة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. ويرافق الرئيس السيسي  وزراء الخارجية، والبترول، والتعاون الدولي، والاستثمار، لبحث دعم وتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والتوقيع علي اتفاقيات.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة الرئيس إلى دولة الكويت الشقيقة، تأتي في إطار المساعي التي تبذلها مصر، لتعزيز العمل العربي المشترك وتطوير العلاقات بين الدول العربية.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن مباحثات الرئيس السيسي والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة، وبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما يلتقي الرئيس، خلال زيارته مع كل من الشيخ "نواف الأحمد الجابر الصباح"، ولىّ العهد، والشيخ "جابر المبارك الحمد الصباح"، رئيس الوزراء الكويتي، والشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت، ومرزوق على محمد الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، ويتضمن برنامج الرئيس كذلك عقد لقاءات مع عدد من رجال الأعمال الكويتيين والمصريين لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وقبيل ساعات من وصول الرئيس إلى مطار الكويت، التقى الوفد الإعلامي المصري برئيس مجلس الأمة الكويتي الذي وصف زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكويت، بأنها زيارة تاريخية، تكتسب أهميتها من توقيتها الذي يأتي وسط تحديات تحيط بالأمة العربية والإسلامية. وقال: إن الجانب الاستثماري يمثل أحد النقاط المهمة على جدول أعمال الزيارة، لكنه لا يعد البعد الوحيد، فعلاقة البلدين أكبر من ذلك بكثير، ومصر كانت موجودة دائما عندما تحتاجها الكويت، وبالتالي ستكون الكويت موجودة عندما تحتاجها مصر.
أضاف الغانم: أننا نعول كثيرًا على مؤتمر شرم الشيخ، وندعو الأخوة المصريين إلى الاستعداد جيدا لهذا المؤتمر، والعمل على تسويق مشاريعه قبل انعقاد المؤتمر وليس بعد بدءه. وأكد أن مصر تعد سوقًا جيدًا وجاذبًا يمتلك مقومات جيدة وواعدة. ودعا إلى الإعداد الجيد للمؤتمر حتى يكون المطروح وقت انعقاده هو تنفيذ المشروعات وليس تسويقها، حتى تتحول هذه المشروعات إلى واقع .
ودعا رئيس مجلس الأمة الكويتي إلى تكوين محور خليجي مصري يعبر عن التكامل الاقتصادي والعسكري والسياسي الفعلي بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر. وقال: إننا في أمس الحاجة الآن إلى وجود هذا المحور ، ليكون رسالة إلى الجميع بأننا متحدون ومتفاهمون ومترابطون، وأننا قوة اقتصادية وعسكرية وفكرية لا يستهان بها.
أضاف الغانم : أنني لا اتكلم عن اتفاقيات تعقد أو بروتوكولات تصاغ، فما أكثر من الاتفاقات في الوطن العربي، لكنها لم تمنع دولة عربية من احتلال دولة عربية أخرى.. لكنني اتكلم عن أمور واقعية يلمسها المواطن ، فنحن نرى ان الاستثمارات الخليجية الإجدر بها أن تذهب الى مصر ، كما أن دول الخليج هي الأحق يالتعاون العسكري والاستراتيجي مع مصر.
وأكد أن الجو مهيأ الآن أكثر من أي مرحلة سابقة لقيام مثل هذا المحور، رغم الأخطار والتحديات التي تواجهها الأمة وتعيشها المنطقة. فمالم نتحد ونتعاون لا يمكن لنا أن نواجه هذه الأخطار منفردين، ومن هنا تأتي أهمية الدور المصري . فلا يمكن أن تقاد هذه الأمة إلا من خلال مصر ، وهذا أمر لا يختلف عليه كل العرب. ومتى يتم تفعيل الدور القيادي المصري سيكون انعكاسه مباشرا وإيجابيا على الأمة العربية بأكملها. وقال: لقد آن الأوان أن نترك كل الخلافات وننحيها جانبا ونتوحد في مواجهة الأخطار المحيطة بنا، وفي مقدمتها خطر الأرهاب.
وأكد رئيس مجلس الأمة الكويتي أن الاتحاد البرلماني العربي سوف يشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر بصفة مراقب. وقال: إنه تلقى دعوة من الرئيس السيسي في آخر لقاء بينهما لمشاركة الاتحاد البرلماني العربي الذي ترأس الكويت دورته الحالية لمراقبة انتخابات مجلس النواب التي تجرى في مارس القادم .
كما أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي، أن الكويت قد وفت بكل تعهداتها تجاه مصر فيما يتعلق بتحويل وديعة الملياري دولار التي وعدت بها لدعم الاقتصاد المصري.
جاء ذلك ردا على سؤال "الوفد" حول ما إذا كان هذا الأمر سيتم بحثه على جدول أعمال القمة المصرية الكويتية ؟.

وقال الغانم: صحيح أن جزءًا من هذا التعهد قد تعطل لفترة عند عرضه على مجلس الأمة ، لكن تم الوفاء به بعد ذلك كاملا. وأضاف أن ذلك لم يتم في إطار علاقة دولة مانحة بدولة متلقية، ولكن باعتباره التزاما من دولة شقيقة تجاه دولة شقيقة.
وكان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح قد أكد في لقاء عقده مع الوفد الإعلامي مساء الأحد أن مصر ستشهد في العام الحالي العديد من الاحداث المهمة التي ستؤكد على مكانتها الرائدة عربيا تتمثل بإجراء الانتخابات البرلمانية واستضافة المؤتمر الاقتصادي لدعم الاستثمار في مصر ومؤتمر قمة جامعة الدول العربية في شهر مارس المقبل.
وأعرب الشيخ صباح عن سعادته بهذه الزيارة والتي تعد "غاية في الاهمية لاستكمال ما بدأه البلدان سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى القضايا الاقليمية والدولية".
وأكد أهمية استعادة مصر دورها الريادي والقيادي الذي ينعكس إيجابا على المنطقة العربية بأسرها "ويمثل عاملا مساعدا لتخفيف الهزات التي تعرضت لها المنطقة" مبينا أن "مصر دائما وأبدا أبية بشعبها وقيادتها واقوى من كل ما تتعرض له".
وأوضح أن زيارة الرئيس السيسي ستفتح آفاقا مستقبلية للعلاقات الثنائية، مشيرا إلى الزيارات التي قام بها الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور إلى الكويت سابقا والتي ساهمت بتعزيز العلاقات الثنائية فضلا عن مشاركته في القمة العربية الافريقية وقمة جامعة الدول العربية.
وبين الشيخ صباح الخالد أن اللجنة العليا الكويتية - المصرية المشتركة التي اختتمت اجتماعاتها مؤخرا في الكويت بحثت مختلف مجالات التعاون، مشيرا إلى وجود فريق فني بين وزارتي الخارجية في البلدين يناقش جميع المسائل المشتركة التي تخدم مصالح البلدين.
واعرب الشيخ صباح الخالد عن ثقته بعودة مصر ونهوضها لسابق عهدها "وهي اكبر من أي امر يجعلها منغمسة في مشاكلها" مؤكدا أن مصر بمخزونها الحضاري وثروتها البشرية وموقعها الجغرافي قادرة على التغلب على جميع التحديات والمصاعب التي تواجهها.
وأوضح أن تعدد مصادر الاقتصاد في مصر وتنوعه سيساهم في انطلاقتها، مشيرا إلى بدء مصر بتنفيذ عدد من المشاريع الكبيرة ضمن مدد زمنية محددة "يطمئن الجميع على أن نهوض مصر أمر مفروغ منه".
وأكد الشيخ صباح الخالد حرص دولة الكويت على المشاركة في المؤتمر الاقتصادي لدعم الاستثمار في مصر والذي سيعقد في شهر مارس المقبل دعما للاقتصاد المصري مبينا ان "الكويت أعدت فريقا للمشاركة والمساهمة بفعالية عالية في الفرص الاستثمارية الكبيرة والمتاحة في مصر".
وفيما يتعلق بالمصالحة بين قطر ومصر والتي تبنتها الكويت والسعودية ثمن الشيخ صباح الخالد تعامل مصر مع اشقائها العرب واستيعابها لهذه الامور بحكمة الشقيق الاكبر معربا عن الامل في تنفيذ كل ما اتفق عليه لما فيه من مصلحة لجميع الاطراف.
واشار الى الدور الكبير لامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وجهوده الدؤوبة للم الشمل العربي إلى جانب جهود أخيه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في هذا المجال واثرها على المنطقة.
وعن خطر الإرهاب على الدول العربية قال الشيخ صباح الخالد إن الإرهاب يداهم جميع دول المنطقة لاسيما العراق الذي يواجه جماعات إرهابية متطرفة تستولي على جزء كبير من أراضيه وتعيق جهود الاشقاء في العراق لإرساء الأمن والاستقرار.
واعرب عن سعادته للزيارات التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بغداد والكويت خلال الشهور الاربعة الماضية دعما لتوجهات الحكومة العراقية "وهو دعم يمثل ضمانة لمواصلة هذه الجهود".
واشار الى قيام وفد عربي ترأسته دولة الكويت بصفتها رئيسة الدورة الحالية للقمة العربية بزيارة إلى بغداد لنقل رسالة دعم وتأييد للحكومة العراقية والتعبير عن الثقة بأنها ستكون حاضنة لكل مكونات الشعب العراقي والانطلاق من هذه النقطة لمواجهة التهديدات الكبيرة التي تواجهها.
وحول الشأن السوري قال الشيخ صباح الخالد "إن ما يحدث في سوريا من دمار مؤلم لن يقف عند حد سوريا بل سيكون له إفرازات وتداعيات على المنطقة كلها" مشددا على ضرورة التحرك لوضع حد لهذه الازمة عبر الحل السياسي.
واوضح ان الكويت تستشعر أهمية استضافة روسيا لاجتماع يضم المعارضة السورية في موسكو مستدركا "انه من الاجدر والانفع ان تكون هذه المشاورات واللقاءات في الشقيقة الكبرى مصر استكمالا لدورها الممتد من العراق وسوريا وليبيا ايضا لوقف تدهور الاوضاع فيها".
وعن الوضع في لبنان اوضح الشيخ صباح الخالد ان تداعيات الوضع في سوريا أثقل كاهل الاشقاء في لبنان اضافة الى الفراغ الرئاسي الذي استمر ثمانية أشهر علاوة على تعطل عمل مؤسسات الدولة ممثلة في الحكومة والبرلمان الامر الذي يقتضي دعما وتأييدا عربيا لمساعدة لبنان "في حمل اعباء الاعداد الكبيرة من الاشقاء السوريين على اراضيها وفي استكمال مسيرته الديمقراطية".
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية اوضح الشيخ صباح الخالد ان الوفد العربي المشترك برئاسة الكويت حاول ان يستصدر قرارا من مجلس الأمن الدولي يضع سقفا زمنيا للاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية "ولن تقف جهودنا عند هذا الحد لدعم توجهات الشعب الفلسطيني" اذ ستشهد المرحلة المقبلة خطوات عربية في هذا الصدد.
واشار الى اعتزام الوفد العربي التوجه في زيارات مقبلة إلى اليمن وليبيا لنقل رسائل التأييد والدعم للوقوف مع الاشقاء في مواجهة مخاوفهم والتهديدات التي تواجههم.
وفيما يتعلق ببيان الرياض والمصالحة بين قطر والسعودية قال الشيخ صباح الخالد "كنت متواجدا في اجتماع الرياض ولم اسمع أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني طلب مراجعة الوثيقة وهو المسئول الأول والأخير في دولة قطر" مؤكدا أنه تم تجاوز هذه المرحلة "واذا كان هناك عوائق فمجلس التعاون يستكمل متابعة هذا الموضوع".
وعن التعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أوضح الشيخ صباح الخالد أن للمجلس استراتيجية اقتصادية لها عشرة افرع منها العملة الموحدة والسوق المشتركة والتعرفة الجمركية والنقل اذ وضع المجلس برنامجا زمنيا لكل منها وسيبدأ بتطبيق بعضها في عام 2015 معربا عن الأمل أن يشهد هذا العام انجازات تم بحثها خلال سنوات طويلة.
وفي الشأن الاستثماري والتعاون الاقتصادي بين البلدين .. أعرب  عبدالوهاب البدر مدير الصندوق الكويتي للتنمية في لقاء مع الوفد الاعلامي المصري عن يقينه بأن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي و أمير الكويت سيعود بالخير على البلدين على ضوء سياسة الصندوق الكويتي بتوجيه نصيب الأسد  من إستثماراته لصالح الدول العربية .
و أكد أن مصر هي الأكثر  إستفادة من الصندوق و أقدم من حصل على دعمه  مشيرا إلى أن أول دعم قدمه الصندوق  لمصر يرجع إلى 50 عاما عندما قام  الصندوق بتقديم دعما لمصر  لتطوير  قناة السويس في 1964 .
  و عن سؤال حول مشاركة الكويت في المؤتمر الإقتصادي في مارس القادم و حول مطالب الكويت قبل هذا المؤتمر للمشاركة بشكل فاعل فيه، قال البدر : أنني في إنتظار دعوة رسمية من الحكومة المصرية للمشاركة في المؤتمر بالإضافة إلى قائمة بالمشروعات التي ستطرحها مصر على المستثمرين خلال المؤتمر . و أشار إلى أن  مشروع تنمية قناة السويس سيكون في قلب  إهتمام الصندوق، مشيرا إلى أن قراره نابع من متابعته  لحجم العمل الذي يتم انجازه حاليا  في أزدواج القناة . و أضاف   "لم  أصدق عيني عندما رأيت المصريين ينفذون بهذا القدر من الهمة و النشاط   هذا  العمل العملاق الجبار في هذا الوقت   القصير ".
  و أعرب عن إعتقاده بأن   مشروع قناة السويس سيكون تربة خصبة  لإستثمارات كبيرة قادمة مشيرا إلى أن هذا المشروع العملاق  يقدم  فرصا ذهبية لجميع المستثمرين . و أعرب عن أمله  أن يكون النصيب الأكبر من هذه المشروعات للدول العربية و الخليجية بوصفه مشروعا  لا  يستهدف فقط النهوض بالإقتصاد المصري  و لكن يستهدف أيضا النهوض  بالمستقبل  الإقتصادي للعالم العربي . و قال أنه يؤمن تماما بأن مشروع   قناة السويس  الذي سيمر به بعد الإزدواج نحو 80 في المائة من   حجم   التجارة العالمية يمكن أن يحول مصر إلى سنغافورة .
وأكد أن الصندوق قدم مؤخرا  دعما فنيا قدره  مليون دينار لمشروع المثلث الذهبي بالبحر الأحمر و بوصفه أحد  المشروعات القومية التي يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي .
  وعن سؤال حول ما إذا كان الصندوق يستهدف تنفيذ مشروعات محددة  في مصر قبل المؤتمر الاقتصادي قال إن صندوق التنمية الكويتي يقوم بتمويل المشروعات عن طريق وزارة التعاون الدولي التي تقوم بتحديد المشروعات و أماكن تنفيذها حيث يتم التمويل وفقا لحجم التنفيذ في المشروعات .
ولفت إلى أن معظم المشروعات التي يتولى الصندوق تمويلها مشروعات تتعلق بالبنية التحتية والتي تمثل حجر الإساس لتنفيذ المشروعات الاقتصادية الاخرى  .
  وأوضح أن الصندوق يولي اهتماما بتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة في مصر، مؤكدا أن المشروعات متناهية الصغر ستحظى في المرحلة المقبلة باهتمام أكبر من جانب  الصندوق بالتنسيق مع وزارة التعاون الدولي على أساس أنه يوفر فرص عمل لمجموعة من الأشخاص الأكثر إحتياجا للتنمية  .و لفت إلى أن مساهمة الصندوق الكويتي للتنمية للمشروعات الصغيرة في مصر بدأت منذ عام 1991 بعد الغزو العراقي للكويت بمشروع أطلق عليه مشروع العائدون من  الكويت و العراق . و أوضح أن الصندوق الإجتماعي المصري رأى النور من خلال هذا المشروع الكويتي .
و فيما يتعلق بالمشاكل التي يقابلها بعض المستثمرين الكويتيين في مصر  قال أن مصر لديها إمكانيات أكبر بكثير مما هو متوفر أو معروض أو متاح للإستثمار فيها  نظرا للموارد الهائلة التي تتمتع بها مصر .
و حول مدي شعوره بالطمأنينة لمناخ الإستثمار في مصر أكد أن زيارته الأخيرة لمصر خلال ديسمبر الماضي أزالت ما كان لديه من مخاوف تولدت لديه خلال أربع زيارات سابقة . و شدد في نهاية لقائه بالصحفيين و الإعلاميين  المرافقين للرئيس السيسي في الكويت على ضرورة صدور حزمة من القوانين التي تنظم مجال الإستثمار و تبسط إجراءات إنشاء المشروعا ت بما يمهد البيئة الإستثمارية في مصر في إشارة إلى إعتزام الرئيس السيسي إصدار قانون الإستثمار الموحد خلال الأسابيع القليلة القادمة .
وكان الوفد الاعلامي المصري قد استهل زيارته للكويت بلقاء مع الشيخ سالمان الحمود الصباح وزير الاعلام الكويتي الذي أكد ترحيب بلاده ، حكومة وشعبا بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكويت، وذلك لما للعلاقات بين البلدين من خصوصية وعمق وتميز دائم ومستمر.
وقال الوزير ان مصر هي القلب الكبير المعطاء دائما، وان مكانة مصر في قلب الأمة العربية وقلب كل كويتي، متمنيا لزيارة الرئيس السيسي النجاح في تعزيز العلاقات بين البلدين.
أضاف الشيخ سالمان ان الكويت تتطلع لدور مصر في تعزيز الأمن والاستقرار العربي، ودعم العلاقات الثنائية، خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية، مؤكدا أن الارهاب اصبح خطرا عاما يهدد العالم كله .. فالارهاب لا دين له ولا مبدأ ولا أخلاق . وقال: اننا ينبغي علينا جميعا التعاون لوضع استراتيجيات وخطط للتعاون في مجال مواجهة هذا الخطر المشترك. وأشار الى أن العالم كله أصبح يدرك ضرورة التعامل مع هذا الخطر بواقعية، مؤكدا أهمية دور الاعلام في هذه الحرب ضد الارهاب، وفي التوعية بمخاطره وحماية الشباب من أفكار التطرف والاساءة الى الدين. وأضاف ان العالم العربي يعمل من خلال الجامعة العربية على وضع خطاب اعلامي يحدد الخطط المهنية المؤثرة في الشباب لتحصينهم ضد الارهاب.
وردا على سؤال حول وجود تيار كويتي يعادي ثورة 30 يونيو و أختيار الشعب المصري في تحديد مصيره أجاب وزير الإعلام أن الكويت كدولة مؤسسات لا تسمح لأي تيار بالتدخل في علاقتها مع مع الدول الشقيقة خاصة الشقيقة الكبرى مصر .
وحول دعم بعض الأموال الكويتية للتنظيمات المتطرفة قال نحن كدولة مؤسسات يحكمنا الدستور و تحكمنا أجهزة الرقابة المالية و في فترة كانت هذه الأجهزة تحت التكوين  و لكن الجهود حاليا تسير على طريق وضع الضوابط  الأساسية لعدم إستغلال الحرية  المالية أو الحرية السياسية في دعم أي نشاط متطرف أو إرهابي .
و أضاف أن الكويت أعلنت موقفها الرسمي من اليوم الأول المؤيد لثورة 30 يناير و تأييد الشعب المصري في تحديد مصيره و إرادته للتغيير .و أوضح أن مصر بعد ثورة 30  يونيو تسير في تجاه الإستقرار مؤكدا أن أستقرار مصر هو إستقرار العالم العربي  .
   و عن سؤال حول المصالحة بين مصر و قطر و جهود الكويت في هذا الصدد أوضح نحن نهتم بأن تحقق العلاقات المصرية القطرية المصلحة المشتركة للبلدين .
و عن موضوع الغرامات التي تم فرضها نتيجة تفعيل المادة 15 من قانون  الوافدين بالكويت و تضرر بعض أبناء الجالية المصرية من هذا القانون أشار الوزير إلى أن مصر لديها مكانة خاصة و الشعب المصري ساهم في بناء الكويت منذ عقود من الزمان في مختلف مجالات التنمية .و أضاف أن الجالية المصرية من أكبر الجاليا ت في الكويت لا فتا إلى أن تطبيق هذا القانون لم يستهدف جالية بعينها أو يستثني جالية أخرى و بالتالي فالقانون يهدف إلى تحديث بيانات الوافدين بعد أن وجد إختلافات بين بيانات  جوازات السفر للوافدين و البيانات المثبتة في إدارة الهجرة مما يشكل خطرا  أمنيا  .
و أشار إلى وجود جهود من قبل السفارة المصرية و القنصلية للوصول إلى إجراءات فنية تسهل على الجالية المصرية  تحديث بياناتها دون تضرر .
الوفد

صحيفة "يديعوت أحرونوت"تصاعد أعداد الإسرائيليين المتخلين عن جنسيتهم خجلاً إلي 785 عام 2014



قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن 785 إسرائيليا تخلوا عن جنسيتهم عام 2014.
وحسب البيانات الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي فإن عدد المتخلين عن جنسياتهم في تصاعد ملحوظ حيث سجل ارتفاعا بنسبة 65%.
وأضافت الصحيفة أن الإسرائيليين الذين تخلوا عن جنسيتهم برروا ذلك بشعورهم بالخجل من حمل جواز سفر يُذكر فيه أن الجنسية إسرائيلية، بالإضافة إلى أن القانون الإسرائيلي يمنع دخول وخروج الإسرائيليين الذين يحملون جنسيات مزدوجة بجواز غير الإسرائيلي.
وتشير الصحيفة إلى أن الجنسية الإسرائيلية تمنع من تقلد مناصب حساسة في بلاد أخرى إلا بعد التخلي عن الجنسية الإسرائيلية.
وتورد الصحيفة مقابلات مع الإسرائيليين الذين تخلوا عن الجنسية، وتشير إلى أن الأسباب كثيرة، لكن غالبيتها تتمحور حول الأيديولوجية وخصوصا رفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي وتصل حتى صعوبة الأوضاع الاقتصادية.
رابط الموضوع
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4610923,00.html

موقع أمريكي: أوباما لا يملك شجاعة السيسي ليعلن ثورة على الخطاب الديني المتطرف

Egypt’s al-Sisi Makes Extraordinary Speech on Islam
قال موقع "بي جي ميديا" الأمريكي، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليس لديه الشجاعة ليدعو إلى ثورة
لتجديد الخطاب الديني مثلما فعل الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ووصف الموقع الأمريكي، خطاب السيسي الذي دعا من خلاله الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ومسؤولي
الدعوة إلى ثورة لتجديد الخطاب الديني، بـ"الاستثنائي"، مضيفًا أن ما فعله السيسي لم يجرؤ عليه أي رئيس
غربي بما فيهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، رغم نشأته الإسلامية في بداية حياته.
ورأى الموقع في اتهام السيسي للعالم الإسلامي بنشر العداء في العالم من خلال الخطاب الديني بأنه خطاب ثوري
ودرامي، ويعيد إلى الأذهان خطاب الرئيس الروسي خروشوف في مواجهة ستالين، منوهًا أن بروز هذه الدعوة
من مصر أكبر الدول العربية، يحمل أكثر من مغزى في الظروف الراهنة
رابط الموقع و الموضوع

الاثنين، 5 يناير 2015

اليورو يهبط لأدنى مستوى له منذ 9 سنوات



هبط سعر اليورو قرب أدنى مستوى له في تسع سنوات اليوم الاثنين تحت تأثير المخاوف المتزايدة أن تؤدي الانتخابات البرلمانية في اليونان إلى قيام حكومة يسارية تهدف إلى إلغاء إجراءات التقشف إلى جانب حصة كبيرة من ديون اليونان.
وجاء هبوط اليورو، الذي يصرف اليوم مقابل 4.71 شيقل، أيضا بفعل توقعات بتيسير السياسة النقدية في منطقة اليورو على النقيض من الاتجاه نحو تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
وسجل مؤشر الدولار أعلى مستوى له في تسعة أعوام 91.775 قبل ان يتراجع إلى 91.507 مرتفعا 0.47 في المائة عن إغلاق اليوم السابق.
وتدهور سعر اليورو الذي انهى للتو اسوأ سنواته منذ 2005 امام الدولار الاميركي، في بداية التعاملات الاسيوية الاثنين الى 1,1964 دولار، وهو ادنى مستوى له منذ اذار/مارس 2006. ومساء الاربعاء كان لا يزال سعر صرف العملة الاوروبية يوازي 1,2097 دولار.

مخرجة سعودية تتحدى قيود الحريم

تتحدث المخرجة السعودية عهد كامل في هذا اللقاء مع موقع "قنطرة" حول أحدث أفلامها بعنوان "حرمة"، والذي يعالج قضية اجتماعية تعتبر من المحرمات في المملكة العربية السعودية ويحاول كسر القيود المفروضة على النساء هناك. 
يحكي فيلم "حرمة" قصة الأرملة السعودية الشابة أريج التي يموت زوجها وهي حامل وتفعل كل شيء من أجل حماية جنينها، كتبت سيناريو هذا الفيلم وأخرجته الممثلة والمخرجة السعودية عهد كامل التي تلعب أيضا دور أريج الشخصية الرئيسية في الفيلم، إيغال أفيدان أجرى معها الحوار التالي.
ما هي القدسية التي يشير إليها عنوان فيلمك "حرمة"؟
يشير إلى قدسية الحياة التي نسيناها لأننا في المملكة العربية السعودية مشغولون دائما بالقدسية والشرف وعدم المساس بالمرأة. ويتناول الفيلم كل هذه الأشياء وكذلك موضوع الغش، لأن النساء أصلا يتعرضن للاستغلال من قبل الرجال فقواعد السلوك التي تفرضها السلطة على الناس شمولية وتبتعد عن الواقع.
والفيلم يتناول خصوصا نقاط قوة المرأة. وعنوان الفيلم مقصود به السخرية لأن "الحرمة" تظهر أن المرأة ينبغي أن تكون دائما شخصا له قدسية. وهذا هو السبب الذي لأجله يغطيها الرجال ويتحفظون عليها في المنزل لكي يحموها. لكن تعاملهم مع المرأة بهذه الطريقة لم يعد مجدياً.
إلى أي مدى يعكس فيلمك مشكلات النساء (وخصوصاً إنْ كُنّ عزباوات أو مطلقات أو أرامل) في السعودية اليوم؟
المشكلة الرئيسية هي أن كل امرأة يجب أن يكون لها وصي من الرجال، يحدد لها حياتها ويقرر لها كل شيء. والنساء في السعودية تابعات للرجال وهذه مسألة محبطة للغاية.
مشهد من فيلم حرمة حيث تمنع المرأة من قيادة السيارة في السعودية
لقد رجعتِ إلى بلدك بعد سنوات عديدة قضيتِها في الولايات المتحدة الأميركية، فما هي أكبر العقبات التي واجهتِها كامرأة مستقلة؟
نظام الوصاية الذي يرى أن المرأة في حاجة إلى وصيّ رجل: سواء كان الأب أو الزوج أو الأخ، فهؤلاء هم من يعطون الإذن للمرأة بالسفر أو حتى مجرد الذهاب للتسوق.
بل إن المرأة لا يسمح لها بقيادة السيارة، فإذا استيقظتُ في الصباح وأردتُ شرب شيء ما في إحدى المقاهي فعليّ أن أنادي سائقاً ليحضرني إلى هناك.
في نيويورك كنتُ مستقلة وبإمكاني الذهاب حيثما شئت، والآن على العكس إذ يجب علي دوما انتظار سائقي وكأننا نعيش في القرن الخامس عشر الميلاديّ!
عُدتُ إلى بلدي في عام 2011. أنا أعيش وحدي، وأنا امرأة مطلقة، وقد مات والدايّ، لذلك فقد أصبح أخواي أوصياء عليّ، ولا يمكنني إتمام أي شيء بدون أحدهما.
وأنا محظوظة لأنهما (الأخوين) يدعمانني، وهذا ما يقلّل من الإحباط لدي، مقارنة بالنساء اللاتي ينحدرن من بيئة أقل تميزا وليس لديهن إمكانيات مالية.
كامرأة مطلّقة، هل كان عليك اجتياز العقبات الصعبة نفسها التي واجهتها أريج في الفيلم؟
زوجي كان مواطناً أمريكياً، وقد وقع الطلاق في أمريكا وهذا يجعل وضعي الشخصي مختلفاً تماما.
لكن بعض صديقاتي السعوديات اللواتي أردن الطلاق أُجبِرن على البقاء لدى أزواجهن لمدة سنوات عديدة وعلى دفع أموال من أجل الحصول على حريتهن من جديد.
مشهد آخر من فيلم حرمة الذي عرض في مهرجان برلينالة لهذا العام
كيف نشأت فكرة فيلم "حرمة"؟
غادرتُ السعودية حين كنتُ في السابعة عشرة من عمري ودرستُ الإخراج السينمائي والتمثيل في نيويورك.
وقد سألني المنتج "جيروم" في عام 2011 إنْ كان بإمكاني كتابة سيناريو للفيلم. وقد أردتُ كتابة شيء عن وضع نساء سعوديات أعرفهن من خلال تجاربي الشخصية.
هل تم تصوير الفيلم في السعودية؟
نعم. وقد عدت إلى بلدي لأجل تصوير الفيلم وعرفت الفرص التي أتيحت لي، لأنني كنت فريدة من نوعي بينما في نيويورك كنت انتهي من شرح لأدخل في آخر وكان يجب علي أن أشرح للأمريكان ثقافة مختلفة تماما.
لكن العودة إلى الوطن أخذَت منحى في منتهى الصعوبة، فقد شكّلت لي صدمة ثقافية حقيقية، لكنها كانت أيضا مثيرة للاهتمام.
فقد شعرت أنني حية من جديد لأن أشياء كثيرة تغيرت في المنطقة. السعودية لم تعد على القدر ذاته من العزلة التي كانت عليه من قبل. ويوجد فيها حاليا حركة فنانين ومن الجميل أن أكون جزء منها.
وكان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو تصوير الفيلم كله في سبعة أيام فقط، وتمثيل الشخصية الرئيسية فيه والقيام بعملية الإخراج والعمل مع أشخاص كثيرين كانوا يعملون في الإنتاج التلفزيوني ولكنهم لم يعملوا من قبل في الإنتاج السينمائي.
هل واجهت عقبات مع الرقابة؟
كلا. لقد صورتُ الفيلم الذي كنت أريد تصويره. فبمجرد خروج الشخص وتتبعه لهدف معين يتأكد له أنهم لا يقفون عائقا على عكس ما كنتُ أتخيل في البداية.
في الواقع ليس لدينا حتى الآن لجنة مراقبة للأفلام ليتوجب علينا تقديم طلب إلى وزارة الثقافة للحصول على موافقة بالتصوير.
وأعتقد أنهم (في الوزارة) لم يفهموا حتى ما كنا نفعله، ولهذا فقد كنا محظوظين. طلبوا منا الكتاب (السيناريو) وقدمناه لهم وأعادوه لنا دون أية تغييرات.
السعوديات ممنوعات من التنقل دون محرم حتى يبلغن من العمر 60 عاما.
ما هي التابوهات التي يحطمها الممثلون على شاشة العرض؟
وجود شخص غريب في المنزل حتى ولو كان شخصاً في مرحلة المراهقة هو من التابوهات الشديدة، وتجارة المخدرات تابو آخر، وامرأة تغادر بيتها أثناء العدة، التي تتوقف مدتها على مدى تمسك العائلة بالتقاليد ويمكن أن تمتد إلى أربعة أشهر وعشرة أيام. والشخصية الرئيسية في الفيلم تغادر بيتها لأنه يجب عليها أن تنفق على نفسها بنفسها.
الفيلم بأكمله تابو. لكني أحاول أن أبين أن قرارات أريج كانت هي أفضل حل بالنسبة إليها. لقد قمت بتصوير الفيلم لتحليل المجتمع الذي يحاول الحفاظ على العيش بشكل إسلامي محض لكنه لا يلتزم بقواعده. فمثلاً لم يعد الرجل وحده هو العائل. نحن نعيش في عالم معاصر وفق قواعد زمن غابر.
المراهق في الفيلم "علي" هو مهاجر غير شرعي من اليمن، فهل الهجرة غير الشرعية مشكلة في السعودية؟
إنها مشكلة عويصة. فلدينا عدد كبير من المهاجرين غير القانونيين الذين يأتون لأجل الحج في مكة وفي النهاية يبقون في البلد، لكني أتحدث عن مهاجرين آخرين يعيشون هنا بطريقة غير شرعية منذ أمد بعيد، وهم ليس من حقهم إنجاب أطفال ولا حتى دخول المستشفيات لأنهم سيتعرضون للترحيل، ونحن نسمي الواحد منهم بأنه "مجهول"، أي أنه إنسان بلا هوية.
هل يُعرَض الفيلم في السعودية أيضا؟
نعم في عروض خاصة، لكنه لا يعرض بشكل علني، لأننا (في السعودية) ليس لدينا دور سينما أو مسارح (تقول عهد ذلك وهي تضحك).
حتى نهاية السبعينيات كانت هناك أعمال موسيقية وأعمال مسرحية متطورة. والصحوة الإسلامية هنا كانت نتيجة اقتحام المسجد الحرام في مكة (أحداث حصار مكة أو احتلال الكعبة في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني) بعد وقوع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
فقد ادعى عدد من المتشددين المسلحين أن العائلة الملكية لا تطبق الشريعة بصرامة كافية فقاموا باحتلال الحرم المكي لمدة أسبوعين. ومن أجل تهدئتهم قامت السلطات السعودية بفرض قوانين إسلامية صارمة. فأغلقوا دور السينما وأجبروا النساء على تغطية وجوههن.

"ليبيا انهارت بالفعل.. ولا حل إلا بإيقاف تسليح الطرفين"

يزداد الوضع الأمني في ليبيا تعقيدا مع تفاقم الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي سنة 2011، فقد فشلت مساعي الأمم المتحدة في عقد جولة ثانية من محادثات الحوار الوطني الليبي التي كان من المقرر أن تبدأ الإثنين (5 يناير/ كانون الثاني) لإنهاء المواجهة بين الحكومتين والبرلمانين المتناحرين. ووسط ازدياد التخوفات من أن يؤدي الصراع في ليبيا إلى حرب أهلية في ظل استمرار الصراع حول السلطة والثروة النفطية بين أطراف ومجموعات شاركت في الإطاحة بالنظام السابق، أعلنت السلطات الليبية الإثنين أن سلاح الجو الليبي قصف ناقلة نفط "مشبوهة" لم تخضع لأوامر بالتوقف من أجل تفتيشها، كما شهدت مدينة بنغازي اشتباكات بين الجيش الليبي وتنظيم "أنصار الشريعة".
آلاف النازحين
وشن سلاح الجو الليبي التابع للقوات الحكومية، يوم أمس الأحد، غارات جوية على أهداف في مدينة مصراتة لليوم الثاني في وقت أعاد البرلمان المنتخب 129 ضابطا متقاعدا إلى الخدمة على رأسهم اللواء خليفة حفتر قائد عملية "الكرامة".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن مئات المدنيين في ليبيا قتلوا منذ أواخر أغسطس/ آب الماضي، وحذرت زعماء الجماعات المسلحة من إمكانية متابعتهم قضائيا في حال تأكد تورطهم في ارتكاب جرائم حرب تشمل عمليات إعدام وتعذيب. وأفاد تقرير مشترك لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنه تم قصف مناطق مدنية وأن النزاع المسلح في ليبيا أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 120 ألف شخص من منازلهم.
ويقول حسن الأمين، وهو خبير سياسي ليبي، عن أسباب فشل عقد حوار سياسي حتى الآن في ليبيا: "السبب الرئيسي يعود إلى كون الطرفين المتصارعين أصبحا يعتبران أن الخيار العسكري هو الحل الآن. بمعنى أن كل طرف يريد حسم الأمور لصالحه عسكريا. بالإضافة إلى عدم وجود أساس واضح لهذا الحوار، ووجود خلافات حول مكان انعقاده وأجندته".
ويشير الأمين، في مقابلة أجرتها معه DW عربية، إلى سبب آخر وهو أن "هناك أطرافا خارجية تتدخل في الأزمة الليبية وتفضل أيضا الحل العسكري، في ظل عجز المجتمع الدولي عن ممارسة ضغط على المجموعات المتناحرة".
وتعيش ليبيا حاليا انقساما بين دولة في الشرق، حيث توجد حكومة الثني والبرلمان المنتخب، بينما سيطرت مجموعات مسلحة تنتمي إلى مدينة مصراتة الغربية على طرابلس ووسط ليبيا وأنشأت برلمانا بديلا، مع استمرار تفكك البلاد بعد ثلاث سنوات من إسقاط النظام السابق.
تعيش ليبيا أزمة سياسية حادة منذ الإطاحة بنظامها السابق
"ليبيا انهارت"
ويرى ديدي ولد السالك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نواكشوط ورئيس "المنتدى المغاربي للدراسات الإستراتيجية"، أن فشل الحوار في ليبيا كان أمرا متوقعا لأسباب منها أن الأطراف المتنازعة ليس لها رؤوس محددة. فالميليشيات المتناحرة على الأرض لا تمثل بالضرورة الحكومتين المتنازعتين، لذا يصعب الجمع بين كل هذه الأطراف على طاولة واحدة".
ويضيف الخبير الموريتاني، في حوار أجرته معه DW عربية، أن عدم وجود موقف خارجي موحد بخصوص الشأن الليبي يزيد الأمر تعقيدا. ويشرح ذلك قائلا "هناك أطراف إقليمية تحاول إجهاض الربيع العربي في عدة دول، وتتدخل في ليبيا لهذا الغرض. كما أن الموقف الأمريكي الذي لا يعارض تقسيم ليبيا يواجهه بالمقابل موقف الاتحاد الأوروبي المتخوف من أن تقسيم ليبيا سيضاعف مشاكل الهجرة غير الشرعية إليه، بالإضافة إلى تخوفه من تنامي التيارات الإسلامية".
ويرى الخبيران أن ليبيا انهارت بالفعل. ويقول ولد السالك إن ليبيا أصبحت فاشلة لأن الأطراف المتصارعة فيها ليست جيوشا نظامية بل ميليشيات لا تحكمها قواعد الحرب التقليدية. "هدفها الأساسي هو التدمير. تدمير كل ما يسيطر عليه الآخر من منشآت وخيرات وبنية تحتية من أجل إبعاده، ومع استمرار دعم أطراف خارجية لهذه الميليشيات يبدو الأمر وكأن الجميع يتجه نحو الأرض المحروقة في ليبيا".
انشقاق عربي بخصوص ليبيا
ويعزو الأمين ما وصلت إليه ليبيا اليوم إلى البدايات الأولى، ويقول "الأخطاء الشنيعة التي ارتكبت منذ أيام المجلس الانتقالي، إذ لم يتم وقتها وضع خارطة طريق واضحة، ولم تحدد طريقة التعامل مع الميليشيات المسلحة. بالإضافة إلى عدم وعي الأحزاب بحساسية هذه الفترة بل التفت كل حزب إلى مصالحه الخاصة".

وأرخى تباين مواقف الدول العربية بظلاله على الاجتماع الطارئ الذي عقد لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا، وتصاعد وتيرة العنف والإرهاب؛ إذ أبدت الجزائر تحفظها على مشروع البيان الليبي خاصة فيما يتعلق بدعم الشرعية المتمثلة في البرلمان والحكومة المنبثقة عنه. وشهدت الفقرة الخاصة بتسليح الجيش النظامي الليبي -بناء على طلب ليبيا- مناقشات ولم يتم البت فيها من قبل المندوبين، ليتقرر رفعها للاجتماع القادم لوزراء الخارجية العرب المرجح عقده بعد أسبوعين.
ويرى ولد السالك أن المساعدة الوحيدة التي يمكن أن تقدمها الدول العربية لليبيا هي الوساطة بين الأطراف المتناحرة لتقريب وجهات النظر، ووقف الدعم الذي تقدمه دول عربية لهذه الجماعات. "أما الطريق إلى الحل السياسي فيكمن في ممارسة القوى الغربية للضغط الكافي على هذه الجماعات لوقف الاقتتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات والتنازل عن شروطها التعجيزية".
أما الخبير بالشأن السياسي الليبي حسن الأمين فلا يعول على مساعدة دول الجوار لإخراج ليبيا من أزمتها، ويرى أن "الحل الوحيد الذي يمكن أن تساهم به الدول العربية يكمن في الخروج من المشهد السياسي الليبي فالصراعات الموجودة بين هذه الدول انعكست على الوضع في ليبيا وزادت من تأجيجه. إمداد هذه الدول للأطراف المتنازعة بالسلاح عقد الأمور كثيرا".