الاثنين، 10 يوليو 2017

بالصور الاتجار الجنسي بالفتيات في أمريكا.. حقائق صادمة

حجم المأساة أكبر بكثير مما يعتقد البعض، إنها مأساة ضحايا الإتجار الجنسي بالفتيات في أمريكا، موضوع استطاع النظام الذي يدعي الحرية والديمقراطية أن يغطيه ببعض الشعارات الرنانة التي يسوقها إعلامه حول أسلوب الحياة الأمريكية، فباتت هذه الثقافة وهذا الأسلوب غطاء لأكبر عملية اتجار بالبشر تحت مسميات مختلفة في عصرنا الحالي، عملية ضحيتها فتيات في مقتبل العمر تجرهم آمالهم وتطلعاتهم الكبيرة للوقوع في فخ الرذيلة والتحول إلى عبيد وآلات جنسية ضمن تنظيم أمريكي دولي سرطاني.

"الي سنو" واحدة من ضحايا هذه التجارة، فحسب تقرير لشبكة الـCNN الأمريكية إن الأخيرة بدأت عملها عن عمر 19 عاما بعد أن أقنعها وسيط بأن مستقبلها في هذا العمل هو الأفضل حتى أنه قابل والديها في قريتهم الواقعة في ولاية كاليفورنيا. تتحدث سنو كيف يتم نقل فتيات الجنس من منطقة لأخرى بهدف تمويه الحركة المشبوهة وتأمين متطلبات الزبائن الذين دائما ما يريدون سلع جديدة لاستهلاكهم الشنيع.

تعبت سنو من هذه الرذيلة التي أجبرها عليها هذا التنظيم المتشعب في أمريكا، فقررت اليوم حمل راية تحرير هؤلاء النساء التي تُهدد وتُجبر على فعل أقباح الأمور.
كيفية تحويل الفتيات إلى آلات جنسية
تقول سنو أن العملية تبدأ باصطياد الفتيات في المدارس وأماكن أخرى، من خلال أشخاص يتلاعبون بعواطف الفتاة لإيقاعها في حبهم، وبعد مدة من الضغط النفسي على الفتاة يأتي دور الخطوة التالية في اصطحاب الفتاة في رحلة تكون المفصل الذي يوقع الفتاة في شرك ذلك الوسيط، لتبدأ من بعدها مسيرة العمل الرذيل أحيانا من خلال الترغيب وأحيانا كثيرة من خلال الترهيب والتهديد كما حصل مع سنو التي ضربها وغير لها الوسيط اسمها إلى "انجل" وهددها بقتل أختها البالغة 14 عاما.
العاشق لسنو يظهر على حقيقته، فيسلب سنو هاتفها وكل ما تملكه ويوضح لها بشكل صريح أنها باتت عبدة لديه، وعليها فعل كل ما يطلبه ويوضح لها طبيعة عملها مستفيدا من مرحلة الضغط والاعداد النفسي الذي سبق هذه المرحلة، فتصبح الفتاة مطيعة لا تدري كيف تخرج من ورطتها لتبدأ مسيرة العمل الجنسي الذي يدوم لسنوات دون أن يكون هناك مكان استقرار واضح لها.
بعدها يتم نقل الفتاة الشابة إلى بيت رذيلة في سان فرانسيسكو حيث تبقى هناك لثمانية أشهر، أشهر حاولت خلالها مرات عدة الفرار لتتعرض لأبشع أنواع التعذيب تصل لحد القتل، مما يمنع سنو وغيرها من الفتيات من مجرد التفكير بالهرب، يظهر التقرير آثار التعذيب على رقبة سنو التي ومن أجل إيصال الصورة كتبت ونفذت عملا مسرحيا في كاليفورنيا يظهر مدى بشاعة الأمر.

استمرار "اللعبة"
بعد مدة تمكنت سنو مع إحدى رفيقاتها من الفرار، وفي عام 2014 رفعت دعوى ضد الشخص الذي أوقع بها، وشهدت عليه في المحكمة هي وأخيرات حيث حكم بالسجن لتسع سنوات. خلال مقاضاتها لغريمها اكتشفت سنو أن هناك مئات القضايا المشابهة لقضيتها في المحاكم الأمريكية. تقول سنو: "ما قاموا به معي يسمى في قاموسهم باللعبة، ولقد اكتشفت أن هذه "اللعبة" لها أيدي وأذرع كثيرة خفية في أمريكا".
مواجهة عمال الشيطان
سنو أسست عام 2016 حراكا لمواجهة هذه القضية، حراك تحت اسم "انتهت اللعبة- Game Over" لمساعدة الفتيات اللواتي وقعن ضحية هؤلاء الأرذال، ولكن وبسبب عدم مساعدة السلطات لها فقد لجأت لمنظمات مدنية معنية بهذه الأمور حيث تلقى تعاونا ومساعدة جيدة.


واحدة من أهم نشاطات سنو هو تحديد مواقع الانترنت التي تعمل على بث الفاحشة، وتتتبّع الأشخاص الذين يعملون كوسطاء جنسيين، وعادة ما يكون لديهم أوشام خاصة بهم نقشوها على أيديهم ورقابهم وصدورهم.


كما أنها تسعى ومن خلال الارتباط مع الناس لزيادة الوعي حول هذه القضية، وتوعية الطالبات في المدارس فحسب اعتقاد سنو أن أفضل طريقة لاقتلاع هذه الآفة هي تثقيف المجتمع.
ولاية أتلانتا أحد أقطاب تجارة "اللعبة"
لا تنتهي القصة عند سنو القادمة من كاليفورنيا، بل إن ولايات أخرى تعاني من نفس المسألة، ففي تقرير لـCNN أيضا تحت عنوان "العبودية الأمريكية الجديدة" يتحدث التقرير عن فتاة سوداء البشرة اسمها "ساكرا" عمرها 19 عام. ساكرا وبسبب التمييز العنصري الذي عانت منه في مدرستها من رفاقها البيض هربت لتقع في شرك تجار الرذيلة. ساكرا وبسبب العبودية الحديثة التي لا تزال متجذرة في نفوس الأمريكيين تركت مدرستها بحثا عمن يحبها ويحترمها فوقعت ضحية لعبة الرذيلة التي تتفشى في المجتمع الأمريكي كالنار في الهشيم.
حول هذا الأمر يقول "انيك فيتمور" وهو معالج نفسي من ولاية أتلانتا أن أبرز أساليب الوسطاء في الإيقاع بفريستهم هو عبر إبراز الحب والعطف، ومن أبرز مشاكل الشباب الأمريكي ضعف الثقة بالنفس مما يجعلهم عرضة للكثير من المشاكل النفسية ومهددين بالسيطرة والتحكم الكامل فيهم من قبل الوسطاء الذين يريدون النيل منهم.

وبالعودة إلى قضية ساكرا، تقول أن الوسيط ومن خلال عطفه عليها تمكن من إقناعها أنها شخص مميز ليوقعها فريسة العمل الجنسي، وبالفعل وجدت نفسها تلتقي برجلين يوميا وبين فكي مصيدة الحنان والعطف من وسيطها والتهديد بالسلاح والرعب المبطن من ناحية أخرى.
أمام هذا الواقع المؤلم يبقى "اللوبي" الداعم لحمل السلاح في الولايات الأمريكية أقوى من أي طرح يقضي بمنع هذه الظاهرة المنتشرة حتى في المدارس. وهذا اللوبي ومن خلال الرشاوى والنفوذ المالي والسياسي لا يسمح بأي شكل من الأشكال إقرار قانون منع حمل السلاح وكأن لهذا اللوبي مصالح ومآرب من وراء ذلك. خاصة عندما تشير بعض التحقيقات الأمريكية أيضا إلى أن ظاهرة الاتجار بالبشر والنساء وراءها عصابات كبيرة أخطبوطية متشعبة لا يمكن التعرف على رأسها مهما بلغت التحقيقات. بل فقط هم الوسطاء الأوليون من يُلقى القبض عليهم ويحاكمون فيما يبقى المستفيدون الكبار في الظل.
نعم يا سادة يا كرام، إنه أسلوب العيش الأمريكي، الذي لا يمكن له منع ظاهرة كهذه بل أنه يزيد في حدتها أيضا بسبب التحلل الأسري والمشاكل الثقافية. من الجيد هنا ختم مقالنا هذا بالإشارة إلى الرقم الذي اعلنه المركز الوطني لمكافحة تجارة البشر الأمريكي عن تسجيل 3500 حالة اتجار جنسي في اتنلانتا وحدها عام 2016م.

ليست هناك تعليقات: