السبت، 3 يونيو 2017

ما مصير حكم ترامب بعد اتهامات صهره ؟

لم تشفع المليارات التي جلبها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كصفقات أبرمها خلال جولته الخارجية الأولى لخلق فرص عمل بالسوق الأمريكية، في طيّ صفحة التحقيق الذي يجريه الكونغرس بشأن مزاعم تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ودور حملة ترامب آنذاك في ذلك.
وكان المفاجئ هو القنبلة المدوّية التي فجّرتها صحيفة "واشنطن بوست"، السبت 27 مايو/أيار 2017، والتي لم تطرب لها مسامع الرئيس الأمريكي؛ لكونها تستهدف صهره وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر.
الصحيفة ذكرت أن المخابرات الأمريكية فكّت شيفرة اتصالات دبلوماسية روسية سرية، كشفت تواصل كوشنر مع السفير الروسي في واشنطن، سيرغي كيسلياك.
7 مسؤولين أمريكيين حاليين وقدامى أكّدوا لوكالة رويترز للأنباء، أن كوشنر اتصل على الأقل ثلاث مرات بشكل غير رسمي بـ "كيسلياك"، خلال الحملة الانتخابية وعقب فوز ترامب، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
المسؤولون الأمريكيون الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم، أكدوا أن "الاستخبارات الأمريكية علمت من خلال تنصّتها على محادثات هاتفية للسفير الروسي، سيرغي كيسلياك، أن كوشنر، الذي كان آنذاك كبير مستشاري ترامب للشؤون الخارجية، اقترح على "كيسلياك" استخدام القنوات الدبلوماسية المحميّة المتوفّرة في مباني السفارة أو القنصلية الروسيتين لهذه الغاية.
وأضافوا أن "كيسلياك تفاجأ كثيراً لهذا الاقتراح من كوشنر، الذي رغب في تأمين اتصالات فريق ترامب مع موسكو من تنصّت المخابرات الأمريكية لمصلحة إدارة باراك أوباما، المنتهية ولايتها آنذاك".
وذكرت "واشنطن بوست" أن كوشنر قدّم العرض خلال اجتماعه بالسفير الروسي في "برج ترامب" بنيويورك، في 1 أو 2 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أي قبل شهرين تقريباً من تولي ترامب الرئاسة.
وبيّنت الصحيفة بحسب المسؤولين أن الاجتماع المذكور حضره أيضاً مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، الذي أُجبر على الاستقالة بعد أسابيع من تعيينه في هذا المنصب؛ بعدما اتّضح كذبه بشأن اجتماعه بكيسلياك.
الرئيس ترامب من جهته ندد بالأخبار الصادرة عن "واشنطن بوست"، ووكالة رويترز، واصفاً إياها بأنها "أخبار كاذبة"، مضيفاً: "برأيي أن العديد من التسريبات هي أكاذيب ملفّقة من قبل وسائل الإعلام، أخبار وهمية".
وأضاف: "من الممكن جداً ألا تكون هذه المصادر موجودة، بل هي من اختراع الصحفيين، إنها أخبار وهمية".
كما أن المخابرات الأمريكية من جهتها لم تعلق على ما ذكرته "واشنطن بوست" ووكالة رويترز، لكن إن صح ما ذكر بحسب مراقبين، فهذا يعني أن الخناق سيضيق أكثر على ترامب نفسه، وتقرّبه أكثر من شبح توجيه اتهام رسمي له من الكونغرس بالتواطؤ مع موسكو للفوز بالانتخابات، الأمر الذي يشكّل سابقة في تاريخ الولايات المتحدة منذ فضيحة "ووتر غيت" عام 1974، والتي أطاحت بالرئيس الراحل ريتشارد نيكسون.
وفي سياق ذلك، عيّن ترامب المحامي مارك كاسوفيتش، لتمثيله في تحقيق بشأن التدخلات الروسية المفترضة في الانتخابات الأمريكية، وعلاقتها بحملته، والذي يعرف عنه "مثابرته" في حل القضايا الشائكة على مدى ما يزيد عن عقد من الزمن.
ويأتي هذا الإجراء بالتزامن مع تعيين وزارة العدل الأمريكية، في الـ 18 من الشهر الماضي، رئيس المكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، روبرت مولر، كمحقق مستقل للنظر في القضية، الأمر الذي حظي بترحيب واسع من الكونغرس والمخابرات ومكتب التحقيقات الفيدرالية، لكن ترامب اعتبره "يؤذي البلاد بشدة، ويجعلها تبدو منقسمة على نفسها ومضطربة وغير موحدة".
ومنذ أن أقال ترامب رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، بداية الشهر الحالي، تعالت أصوات مطالبة بتحقيق خاص بشأن التدخل الروسي المفترض.
لكن هيئات استخبارية أمريكية ترى أن موسكو حاولت التدخل في سير الانتخابات الرئاسية لصالح الجمهوريين، وعملت على مساعدة ترامب.

ليست هناك تعليقات: