يتمّ تداول عدد من الفرضيات في ألمانيا حول مسببات حادثة الاصطدام
المروع بين قطارين محليين قرب "باد إيبلينغ" في بافاريا يوم أمس الثلاثاء 9
فبراير/ شباط، والذي أوقع 10 قتلى وعشرات الجرحى حتى الآن، إحداها تشير
إلى احتمالية وجود عمل إجرامي.
الصناديق السوداء
على الصعيد الرسمي، قال وزير النقل الاتحادي ألكسندر دوبريند اليوم
الأربعاء 10 فبراير/ شباط، إنه ليس هناك من دلائل على حدوث خطأ تقني أو خطأ
في خدمة الإشارة من قبل أحد سائقي القطارين.
وأشار الوزير إلى أنه
تم العثور على صندوقين أسودين، وهناك إمكانية للعثور على الثالث، لافتاً
"دون تحليل معطيات هذه الصناديق، التي تشبه الصناديق المستخدمة في الطائرات
وتجمع معلومات عن المركبة، سيكون صعباً توضيح مجرى الأحداث".
وذكر
يواخيم هيرمان، وزير داخلية ولاية بايرن، أن لجنة خاصة من 50 شخصاً يعملون
على توضيح أسباب الاصطدام المدمر للقطارين على المسار الواصل بين منطقتي
هولزكيرشن ورزنهايم.
وأسفر أسوأ حادث قطارات في بايرن منذ أكثر 40
عاماً، إلى إصابة 17 راكباً بجراح بليغة، و63 آخرين بجراح طفيفة، إلى جانب
القتلى البالغ عددهم 10.
خطأ بشري
وكالة الأنباء الألمانية نقلت من جانبها، عن مصادر وصفتها بالموثوقة، قولها إن خطأً بشرياً تسبب بالحادث المأساوي.
وقال
يورغن تالماير، وهو متحدث باسم الشرطة، إنه لا يمكن استبعاد احتمال ارتكاب
خطأ أو جنحة من قبل منظم رحلات القطار في تلك الفترة. لكنه أوضح أن منظم
الرحلات استجوب مباشرة بعد حادثة التصادم يوم الثلاثاء، لكن لم يتم وضعه
محل شبهة على الفور.
وقال رودرغر غروبه مدير شركة السكك الحديد الألمانية "دويتشه بان": "أرجو أن تتفهموا بأنني لا أرغب بالتنبوء بنتائج التحقيق".
عمل إجرامي
أما كارل ديتر بوداك، وهو مهندس تطوير سابق عمل في مناصب قيادية في
شركة "دويتشه بان" مدة 25 عاماً، فقال للنسخة الألمانية من "هافينغتون
بوست" إنه لا يستطيع إلا أن يرد سبب الحادث إلى "نشاط إجرامي".
وأوضح
أنه في حال حدوث تدخل تقني متعمد، سيقوم النظام باستبعاد مثل هذا الحادثة،
مشيراً إلى أنه لا يعتقد بإمكانية حدوث خطأ من قبل سائق القطار أو منظم
الرحلات، فإن "أطفأ أحدهم شيئاً سهواً، ستتدخل التكنولوجيا".
ويبين
"بوداك" أنه إذا أراد منظم الرحلات إجراء تغييرات على صندوق الإشارة،
وإعطاء قطار آخر الضوء الأخضر ليسلك السكة نفسها، سيقوم النظام بحظر ذلك،
مؤكداً أنه "بإمكانك الضغط على الأزرار قدر ما تريد، لكنه من غير الممكن أن
يمشي قطاران على نفس السكة"، مشيراً إلى أن تغييراً تقنياً يجب أن ينفذ،
ليكون الخطأ البشري سبباً محتملاً للحادثة.
ويخلص "بوداك" ،الذي يعد
حالياً من أشد المنتقدين لاستراتيجية شركة "دويتشه بان"، إلى وجود سببين
محتملين للحادثة، أولهما عبر إيصال كابل لسكة القطار أو الولوج لعلبة
الإشارة، وهو ما يمكن فعله عبر أعمال الحفر والبناء، إلا أنه يشدد على أن
فعل ذلك يتطلب خبرة تقنية عالية.
أما الثاني، فيشير إلى إمكانية
تدخل أحد الموظفين في تقنيات أحد القطارين، وإطفاء نظام الأمان، مبيناً أنه
على الرغم من أن سائق القطار ومنظم الرحلات محميان تكنولوجياً من هذه
الحوادث، لكن هناك إمكانية لإبطالها عبر علبة الإشارة وسكة القطار.
وتعد
من النقاط الداعمة لنظرية "بوداك"، أن عملية الفحص التي خضع لها نظام
سلامة القطارات في ألمانيا "Punktförmige Zugbeeinflussung" قبل قرابة
أسبوع لم تظهر وجود أي مشاكل، بحسب تصريحات كلاوس ديتر يوسل، ممثل "دويتشه
بان" في بافاريا يوم أمس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق